المقالات

الحكيم الراحل محمد باقر| ‎الدكتوريوسف السعيدي

2100 2016-04-08

أيها الموت......يا من غيبت جبلاً من سامي الدعائم في الثرى ...أيها الموت يا من عصفت في ريع الفضيلة ...وطويت ذلك الغصن ذي الثمرات...فذوى ربيع المكرمات ...وضحضحت الأرجاء والآفاق....عن السحاب الممطر ..وغادر العلياء وهي تمشي بعد ربيعها ...وحيدة سوائمها بذلك الوادي السحيق ...حين أقبلت أيها الموت ...ومررت بالحكيم محمد باقر ...غيض ذلك البحر ...وقد طمى حتى القاع....وتكورت شمس الكمال .....رحيلك أيها الحكيم ...وبكاء المنابر ونوح المزابر ....هي اشد ما يشجي النفوس مضاضة.....بعد ان استهلها دمع المحابر ...وعويل الشعائر....أزف الرحيل أيها الحكيم ...فلا ليل الفخار أقمر ...ولا يوم الكمال أشمس.....هكذا مضيت يا حكيم الزمان نقي الرداء من أدران الدنيا ألدنيه.....ومضى ركب الحكمة يحدو عجلاً ..ليلتحق إلى الرفيق الأعلى....فأنهلت العيون بدمعها المتفجر . سمعاً..وطاعة....شهيد المحراب ...فسطوري خرساء لا تملك لساناً معبراً....لأن المعالي ساومت خطباءها ...فطفحت تلك المشاعر العظام بروعة قدسيه...حجت لها وفودنا في عرفات الشموخ ..صنفين... مقصرين ومحلقين....فطفنا بنعشك يا حكيم ..مهطعي الرقاب...وركبنا يحدو بين مكبر ومهلل...ومن عظم مصابنا ..بتنا بحج اكبر....لدهشتنا بفقدك سيدي...يا مجد العلا...وشوط الفخار ...وسمو ألمكانه...سجية هي عندك النبل...والسخاء......حين أزف الرحيل ...تذكرت فيك من البسالة يومها من كل قسورة مشمر في الهياج ...حين دققت انف الطائش المتكبر ...والنزق الذي تسنم دست الحكم فترة ثلاثين عاماً وخمس......لقد أريتهم أيها الحكيم أن المنية في العلياء ....أشهى لفؤادك من رحيق كوثر....سل الدماء السائلات أيها التاريخ ...كيف أن جريانها من أجساد الشهداء من غير مهجة الحكيم ..لم يكتمل....سيدي الحكيم ..لقد مضيت بطلاً وحاشاك أن يعتريك جبن...لكن القدر قد...حم...فلم يترك حتى بسالة الأسود...وهكذا أنت أيها الموت تلج البيوت فتنتقي من خيارها رجالاً...فأوديت بقطب رحى العلا والرفعة....وهكذا حملت نعش الحكيم الراحل ...شم الأنوف ....حيث طأطأت لهم شم الجبال...تأدباً...وقداسه. أزف الرحيل يا حكيم الدهر...فرفرف قلبي ذهولاً ....ولوعه...رزيتك أبكتني...فاستفاضت عيناي مدامعاً أيها القلب المفجوع ...هل أشجتك الذكرى فمضيت تؤبن ذكريات لم تزل روحي تعاقر حلمها الوردي....أنى لي نسيان أحاديثك ...التي أرخت علي سدولاً من الجلال ..والهيبة.....وغمرت الأفاق النجوم الزاهرات ...وافترش الربيع الأرض حقولاً يانعه ...وخفق القلب بالعواطف ..رقة...ولهفه....وأبصرت العينان جمال الوجود....صدى ذكراك سيدي بعثت في المشاعر رهبةً ...كالذكر ترتيلاً...وتجويداً......سيدي حكيم ألامه ...قداسة....حماسة...شيخوخة....هزت صياغات البلاغة من يراعي الحزين ...تبجيلاً...لسفر الخلود الذي ما انفك يروي فصولاً ....ما زلت الملم حلقاتها ...رهبة...ورغبه....في السانحات من الخواطر التي تداعب ذهول القلوب.....هكذا سيدي شهيد المحراب ...تستوحي سطوري السماء ...قصائدا...شقت لها سبيلاً في خالدات الدهر ...فاستنفذ مدادي عبارات التبجيل....بعدما أزف الرحيل ...يا حكيم الزمان......

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك