المقالات

جهاد الحكيم تكلل بالشهادة

1339 2016-03-22

(من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)
يعد السيد محمد باقر الحكيم، رمزا من رموز العراق، فكان مجاهدا شرسا، في مقارعة النظام البائد، وعالما مجتهدا، دفع ثمنا باهضا لذلك الموقف، أعدم النظام البائد، أكثر من سبعين فردا من عائلته، وأعتقل بعد إنتفاضة صفر عام 1977، وحكم عليه بالسجن المؤبد، فلم ينثني أو يتراجع.
ظل السيد مواصلا لطريق الجهاد، ومقاومة الظلم والإستبداد، كان من المؤسسين لحزب الدعوة الإسلامية، مع السيد محمد باقر الصدر، الذي وصفه في مقدمة كتابه فلسفتنا(العضد المفدى).
هاجر إلى إيران، وهناك حضي برعاية خاصة، من لدن الإمام الخميني، وكان من المقربين لديه، فأسس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، والجناح العسكري "فيلق بدر" وكان أكثر القوى المعارضة، تنظيما وتأثيرا في الشارع العراقي.

بعد زوال نظام الطاغية صدام، عاد السيد إلى العراق، فأستقبلته الجماهير الحاشدة، من البصرة حتى النجف، وهناك خطب في الناس، فكانت خطاباته ممزوجة بالعاطفة، والحنين إلى الوطن وأبنائه، وىالحماسة والتواضع في نفس الوقت، فقال(أقبل أيادي المراجع، وأقبل أياديكم واحدا واحدا)وهذا مالم يصدر، من أي زعيم ديني أو سياسي، وهو كان عالما مجتهدا، فكان هذا أحد مبادئ المجلس الأعلى، هو إتباع مرجعية العليا في النجف، رغم العلاقات الوثيقة، التي تربطهم بالجمهورية الإسلامية، والمرشد الأعلى السيد علي خامنئي، فكان الأداء السياسي، منسجما مع هذا المبدأ.

برحيل السيد محمد باقر الحكيم، خسر العراق صوتا، وطنيا دينيا وسياسيا معتدلا، في الوقت الذي علا، فيه صوت التطرف الديني، والإنقسام الطائفي، فكان يدعوا إلى مقاومة الإحتلال سياسيا، وحين نفاذ تلك الحلول، يمكن اللجوء إلى الطرق الأخرى؛ لأن الشعب العراقي، منهك من الحروب المتتالية، وإختلف مع الجمهورية الإسلامية، التي ترى في المقاومة المسلحة خيار مفضلا لها.
فسلام على الشهداء الأحياء، عند ربهم يرزقون، وسلام على شهيدنا، وهنيئا له ذلك الشرف العظيم، فقد رحل إلى ربه، في يوم مبارك، وفي شهر مبارك، وفي بقعة مباركة، صحن أمير المؤمنين(عليه السلام).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك