المقالات

وقفة في مشهد تاريخي

1340 2016-02-26

شخصيا أقدّر كلّ التقدير من آمن بفكرة أو قضية وناضل من أجلها فلحقه الأذى والاضطهاد حتى إن كنتُ أختلف معه في قناعاته أو في النهج النضالي الذي اعتمده...لكن أن يدّعيَ أنّ رصيده النضالي يرتقي إلى ما يُشبه المقدَّس الذي على الجميع السجود له،فذلك مرفوض بكلّ المقاييس،مرفوض أن ينتصب المرء بتعلّة رصيده النضالي محتكرا للحقيقة ومضطهدا لغيره ومنتقصا من قدرات عطائه لأنّ ذات الصنيع هو القمع بعينه للآخر المختلف...

لستُ أسوق حِكَمًا فيما ذكرتُ إنما أشخّص واقعا ينطبق على بعض الدّعاة اقول بعض الدعاة (تأكيدا للمعنى) الجدد بعد سقوط الطاغيه العفلقي ونظامه الذين اعتبروا أنّ نضال احتجاجهم ورفضهم للسائد البائد يمنحهم صكا على بياض لارتهان مصير البلاد في نضالهم،وكأنّ بناء الحاضر والمستقبل لا يستوجب سوى "التّبرُّك" بنضالاتهم وما تعرّضوا له من إقصاء ويمنحهم شرعيّة إعطاء شهادة البراءة لهذا الفصيل وحجبه عن ذاك والتشهير بثالث وتجريمه وفقا لعدالة "هَوَى النّضال ورصيد الاحتجاج"..."ما هكذا تُعقَل الإبل"...فما بالك بشعب اختار أن يكون رموز ثورته شهداء لا يرثهم غير الشعب والوطن بعد أن حرَم كلّ زاعمٍ مُتكبّر أنّه صاحب فضل من ادّعاء صنع ثورته

العبرة أنّ الشعب ببساطة وعن وعي، لا يُريد لها أن تُفرّخ زعامة تصنع طاغية باسم رصيد الرفض والقمع الذي استهدفها أو باسم أغلبية صامتة تستمدّ شرعيتها من المثل القائل"السكوت من ذهب "أو الوقوف فوق الربوة أسلم" أو باسم "الخبرة المكتسبة"في معرفة الشأن العام التي لا يجوز اتّهام كلّ من انخرط في معاناتها هو مُدان وملوّثٌ...لِيتواضع الجميع من أجل رفع تحديات الحاضر والمستقبل ولينصرف الجهد إلى نكران الذات من أجل العراق...الجريح ..المظلوم...والله تعالى من وراء القصد...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك