المقالات

صراع الهويات او تعايشها

1366 2016-02-19

الموصل عراقية ، وأناسها عراقيون ، بكل أديانهم واطيافهم ومعتقداتهم وقومياتهم ، ابن الموصل هو عراقي قبل ان يكون كردي ، وابن الرمادي هو عراقي قبل ان يكون سني ، وكذلك ابن الجنوب الشيعي فهو عراقي ، صبغة ومعتقد سكان المحافظة لا يغير من عراقيتها . 

لا ينكر احد ان هنالك خصوصيات لكل محافظة ، وعادات وتقاليد وأعراف تميزها عن غيرها ، لكن تبقى حدود الدولة والوطن هي الصبغة الرسمية ، وهي الهوية الوطنية الشاملة التي لا تتعارض مع الهويات الفرعية التي يحملها الأفراد ، الجزء المغتصب يحرره العراقيون ، والدماء الجارية هي عراقية قبل اي عنوان اخر ، فليس هنالك دماء زرقاء واُخرى حمراء ، والحدود بين ابناء الوطن لا ترسم بالدماء ، والتمييز بين ابناء الوطن فتنة ، ومكاسب الطائفية ليست ادسم من الوحدة الوطنية ، ومن اعتاد الشقاق والنفاق عليه ان يكف عن ذلك لان وحدة الوطن أولى ، ان دعاوى اشراك الأتراك في تحرير الموصل ومنع الحشد من ذلك خطوة بأتجاه التقسيم ، وتغليب مصلحة الحليف الخارجي على مصلحة الوطن . 

الحشد لا يعرب او يشيع المناطق المحررة ( ان كان هذا هاجساً ) ، كما يفعلها الاخرون ، فتكريد كركوك لازال شاخصاً أمامنا ، والمؤمن لا يسمح بتكريد محافظتين ! ، معركة الموصل ستكون فيصلاً بين ما قبلها وما بعدها من احداث ، فأن شارك الحشد والقوات العراقية فوحدة العراق مصانة ، كونهم قوات أمنية عراقية خالصة ، ولكن ان شارك الأتراك ومنع الحشد فالتقسيم قادم لا محالة ، كون مشاركة الأتراك لتحرير مدينة عراقية بوجود قوات عراقية يضع العديد من علامات الاستفهام ، وكذلك اشراك البيشمركة ومنع الحشد يثير الكثير من التساؤلات كونهما قوتان عراقيتان ، فكيف يسمح لواحدة بالمشاركة وتمنع الاخرى ؟ ، والذهاب بهذه الرؤية سيؤسس لرؤية ان ابن الجنوب غير مرحب به في الشمال ، كما نادى بذلك ساسة الغربية المفلسين من قبل ، واذا ما زرع مثل هذا الشعور في نفوس الناس فلا يهم ان تكون هنالك حدود على الارض ، فالحدود سترسم بالقلوب والعقول ، ولن تزيلها مئات المبادرات ، والمصالحات الغير وطنية .

عدم مقبولية الحشد من ساسة السنة والاكراد على حد سواء ، لن يخفي عراقية هذه القوة وأصالتها ، والانتصارات التي حققتها ، ولن ينسى العراقيّون الدماء الزاكية التي اريقت للدفاع عنهم وحفظ وحدتهم ، فالحشد قوة احتوت على جميع الانتماءات ولكن جمعها حب الوطن والتضحية في سبيله ، فمن منعها فقد منع العراق من استعادة احد أطرافه واستبدله بطرف صناعي لن يخفي أعاقته ! 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك