المقالات

الجبان الفيسبوكي

1887 22:49:28 2016-02-11

شغلني كثيرا أمر الجبان الفيسبوكي الذي يختبيء خلف الكيبورد، ويأتي إلى موضوع يختلف مع كاتبه عن فحواه فيسبُّه ويلعنه، ثم يذهب إلى فراشه غارقا في خيال مريض من المتعة الحرام.
الجبان يبحث عن اللغة واللسان والقلب والجرأة والمنطق فلا يعثر إلا على فتات كلمات طفت على نفسه السقيمة فلما جمعها تكونت منها شتائم بذيئة.
الجبان الفيسبوكي هو الذي يسيء لي ولك ولنا من خلال عجزه عن النقاش والحوار فضلا عن فهم ما يهدف إليه الموضوع فلا يعثر إلا على فضلات لغة.. فيبعثرها على الشاشة الصغيرة، ثم يهلل لنفسه ...، فقد انتصر، وهزم غريمه بالسقطة اللسانية.
الجبان قد لا يعرفك، لكنه يقتحم عليك مقالك أو أدبك أو شعرك أو حوارك أو تعقيبك أو تحليلاتك فيسب أمَّك ويلعن أباك ويستخرج من جوف النفس النتنة كلمات يخجل منها المـُـعجم فتؤذي عينيك وأذنيك لمجرد أنه يختلف معك.
الجبان الفيسبوكي يظن أنه قريب من الله تعالى لكنه ملتصق بالشيطان، فيدعو عليك، ويتمنى على الله أن تتخلص منك البشرية، وأن يكون الجحيم مقرك النهائي في الآخرة والأولى.
الجبان حالة مرضية وكلنا مررنا بهم أو مروا علينا كأن إعصاراً من مياه الصرف الصحي هبَّت امام أنفك أو ضربت عينيك.
من أين يأتي هؤلاء؟
أي تربية تلقوها في البيت والشارع والمدرسة والعمل ودور العبادة؟

لا أبالغ إذا قلت بأن هذا الموضوع شغلني سنوات طويلة، والغريب أن هذا الجبان يرفض الحوار أو المناقشة أو الإشارة لما تختلفان عليه، ولا تعرف دينه أو مذهبه أو توجهاته أو جنسيته ، وليس بينك وبينه ثأر، لكنه تجشأ حروفاً متصادمة فبدت كبحيرة ماء آسن أخضر، تموت من رائحتها النباتات.
الجبان الفيسبوكي ينتقم منك دون سابق معرفة، لقد تعلــَّـم في البيت وفي الشارع وفي كل الأماكن التي يرتادها أن الذي يخالفه حشرة ينبغي دهسها.
الجبان الفيسبوكي جاهل بأصول العلاقات الاجتماعية، مليء بالكراهية لنفسه، مشكوك في سلامة طفولته، يجلس أمام (لابتوبه) مثلا...ويشمِّر عن ساعديه، ثم يبحث عمن يخالفه الرأي الديني أو السياسي أو الفكري في أي شيء حتى لو كان الحديثُ عن المرأة والحروب والكيمياوي والقاعدة وبوتين والمذهب والطائفة وداعش ..بعدها يتقيأ من جوفه أفكاراً.. ومن لسانه بضع كلمات...

الجبان الفيسبوكي يقرأ لك فيلهث بعد السطر الثالث، ثم يدخل معركته دفاعا عن زعيم أو جنرال أو مرشد أو أمير أو فرقة أو مذهب أو جماعة أو مطرب أو حرامي أو سجين هارب أو جاسوس أو ديكتاتور ..
الجبناء الفيسبوكيون احتلوا الإنترنيت والبريد الالكتروني والتويتر والفيسبوك ومواقع نشر الحوارات الطائفية، وهم متشابهون في جهلهم وتخلفهم وحماقاتهم وبلاهاتهم وسلاطة ألسنتهم كأنهم جميعوا سقطوا من بطن شيطانة، ورضعوا من ثدييها حليب الأبالسة.
جراد عرمرم يأكل الأخضر واليابس اقتحم علينا سلامنا في تبادل المعرفة فجعلونا نهجر مئات المواقع والمنتديات التي يعيثون فيها فساداً.
الجبان الفيسبوكي نقطة سوداء تتدنس بها شاشاتنا ، وترتبك منها أفكارنا، وتقرف منها نفوسنا العفيفة....والسلام ختام....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك