المقالات

الجبان الفيسبوكي

2043 2016-02-11

شغلني كثيرا أمر الجبان الفيسبوكي الذي يختبيء خلف الكيبورد، ويأتي إلى موضوع يختلف مع كاتبه عن فحواه فيسبُّه ويلعنه، ثم يذهب إلى فراشه غارقا في خيال مريض من المتعة الحرام.
الجبان يبحث عن اللغة واللسان والقلب والجرأة والمنطق فلا يعثر إلا على فتات كلمات طفت على نفسه السقيمة فلما جمعها تكونت منها شتائم بذيئة.
الجبان الفيسبوكي هو الذي يسيء لي ولك ولنا من خلال عجزه عن النقاش والحوار فضلا عن فهم ما يهدف إليه الموضوع فلا يعثر إلا على فضلات لغة.. فيبعثرها على الشاشة الصغيرة، ثم يهلل لنفسه ...، فقد انتصر، وهزم غريمه بالسقطة اللسانية.
الجبان قد لا يعرفك، لكنه يقتحم عليك مقالك أو أدبك أو شعرك أو حوارك أو تعقيبك أو تحليلاتك فيسب أمَّك ويلعن أباك ويستخرج من جوف النفس النتنة كلمات يخجل منها المـُـعجم فتؤذي عينيك وأذنيك لمجرد أنه يختلف معك.
الجبان الفيسبوكي يظن أنه قريب من الله تعالى لكنه ملتصق بالشيطان، فيدعو عليك، ويتمنى على الله أن تتخلص منك البشرية، وأن يكون الجحيم مقرك النهائي في الآخرة والأولى.
الجبان حالة مرضية وكلنا مررنا بهم أو مروا علينا كأن إعصاراً من مياه الصرف الصحي هبَّت امام أنفك أو ضربت عينيك.
من أين يأتي هؤلاء؟
أي تربية تلقوها في البيت والشارع والمدرسة والعمل ودور العبادة؟

لا أبالغ إذا قلت بأن هذا الموضوع شغلني سنوات طويلة، والغريب أن هذا الجبان يرفض الحوار أو المناقشة أو الإشارة لما تختلفان عليه، ولا تعرف دينه أو مذهبه أو توجهاته أو جنسيته ، وليس بينك وبينه ثأر، لكنه تجشأ حروفاً متصادمة فبدت كبحيرة ماء آسن أخضر، تموت من رائحتها النباتات.
الجبان الفيسبوكي ينتقم منك دون سابق معرفة، لقد تعلــَّـم في البيت وفي الشارع وفي كل الأماكن التي يرتادها أن الذي يخالفه حشرة ينبغي دهسها.
الجبان الفيسبوكي جاهل بأصول العلاقات الاجتماعية، مليء بالكراهية لنفسه، مشكوك في سلامة طفولته، يجلس أمام (لابتوبه) مثلا...ويشمِّر عن ساعديه، ثم يبحث عمن يخالفه الرأي الديني أو السياسي أو الفكري في أي شيء حتى لو كان الحديثُ عن المرأة والحروب والكيمياوي والقاعدة وبوتين والمذهب والطائفة وداعش ..بعدها يتقيأ من جوفه أفكاراً.. ومن لسانه بضع كلمات...

الجبان الفيسبوكي يقرأ لك فيلهث بعد السطر الثالث، ثم يدخل معركته دفاعا عن زعيم أو جنرال أو مرشد أو أمير أو فرقة أو مذهب أو جماعة أو مطرب أو حرامي أو سجين هارب أو جاسوس أو ديكتاتور ..
الجبناء الفيسبوكيون احتلوا الإنترنيت والبريد الالكتروني والتويتر والفيسبوك ومواقع نشر الحوارات الطائفية، وهم متشابهون في جهلهم وتخلفهم وحماقاتهم وبلاهاتهم وسلاطة ألسنتهم كأنهم جميعوا سقطوا من بطن شيطانة، ورضعوا من ثدييها حليب الأبالسة.
جراد عرمرم يأكل الأخضر واليابس اقتحم علينا سلامنا في تبادل المعرفة فجعلونا نهجر مئات المواقع والمنتديات التي يعيثون فيها فساداً.
الجبان الفيسبوكي نقطة سوداء تتدنس بها شاشاتنا ، وترتبك منها أفكارنا، وتقرف منها نفوسنا العفيفة....والسلام ختام....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك