المقالات

السخرية والضحك وتصريحات الساسه

1320 2016-02-08

البعض ما برح في شغل شاغل عن هموم الناس وعن تطلعاتهم....وما ان يعطى هذا البعض فرصة الكلام في ندوة أو مقابلة أو حوار حتى (ينهد )علينا بالمصطلحات التي بليت فرط الاستعمال فاصبحت كاطلال (خولة ) التي وقف عليها طرفة بن العبد تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد...
وان هذا البعض يفترض ان الناس يمكن ان ينيروا بيوتهم بالحديث عن (الفوضى الخلاقة) بدل الكهرباء... وانهم يمكن ان يشربوا من نظرية (الاحتواء المزدوج) بدل مياه دجلة والفرات، أو انهم يمكن ان يستعيضوا بشتم الامبريالية ومخططاتها عوضاً عن خبز التنور..
وليس هذا بالامر الغريب فقد حدث ذات مرة في الريف العراقي ان سأل احد الفلاحين الحزبيين البعثيين جاراً له قائلاً:
-اليوم سيأتي الي رفاقي في الحزب ضيوفا فماذا تقترح ان اقدم لهم من الطعام...
- فرد جاره الفلاح:
- اكثر لهم من ( الامبرالية )....
فلكثرة ترديد هذه الكلمة من قبل الاحزاب (اليسارية) و(غير اليساريه) ظن هذا الفلاح البسيط انها لابد وان تكون اكلة شهية والا لما الحت عليها الاحزاب (الثورية)...
اما (الموضة ) السائدة عند اخواننا الذين يرتزقون على مهاجمة مشروع ( الشرق اوسط الجديد) و (العولمة) فهي اصرارهم على الحديث عن (المقاومة)........(والمصالحه)......وكل يدعي انه لوحده يمتلك الحقيقية والحق وانه وصي على الناس اجمعين.
ولكن، وآه من كل ( ولكن)....
ان يخصص الانسان جهده لدعم (المقاومة الشريفه جدا)..... و(المصالحه مع البعثيين) من أجل ثمن مقبوض، وان يشتم امريكا وبريطانيا وقد بذل الغالي والنفيس للحصول على جنسيتيهما ، وهو ينعم بالرعاية من لدن حكومتيهما فهذا أمر يستعصي فهمه بالنسبة لعقلي الصغير....
ثم كيف يتسنى لهؤلاء ان يدعوا ابناء الاخرين (للتضحية والفداء)ويبخلوا بابنائهم بل ويلحقونهم بارقى المدارس والجامعات (الامبريالية)؟.
فهل الموت حصة ابناء (الخايبة) والحياة هي لابناء ذوات (الحظوظ)...؟!.
لا احد من المحللين السياسيين وما اكثرهم ولا من اقطاب (اليسار)...و(اليمين) وما بينهما واصحاب المصطلحات يتحدث عن هموم الناس، وعيشهم اليومي، وطموحاتهم في حياة افضل....
فيا ايها السادة:
ان الكهرباء ليست ترفا برجوازيا بل هي التي تدير عجلة الانتاج، وتنير البيت والطريق وفيها الدفء، وفيها النسائم العذبة في نهارات القيظ...
وان الماء العذب الخالي من الجراثيم هو حق للمواطن في القرن الحادي والعشرين...
وان فرصة العمل هي مصدر الرزق..
وان الرغيف هو الذي يجعل الانسان يحيا...
وان قرص الاسبرين ضروري لتجنب الصداع المستديم والذي سببه الرئيس هرطقتكم ولغو الكلام...
وان السكن الصالح من ضرورات الحياة..
وكذلك مقعد الدراسة والهاتف والمذياع....
ويسأل الناس:
لماذا ظل العراق فقيراً بينما اغتنت دول الجوار وكان العراق اولها اخذا باسباب التطور وهو اكثرها ثراءاً؟
لماذا يحرم المواطن من ابسط مستلزمات العيش في بلد يمتلك الاحتياطي الاكبر من البترول مع خصوبة الارض ووفرة الماء..؟
ولماذا يحرم المواطن من حق الاعتراض على الشرطي بينما يعترض أي مواطن في الدول (الامبريالية) على رئيس الدولة ويقدمه للقضاء؟
لقد قلتم اننا نؤجل الرفاهية لصالح بناء الاجهزه الامنيه... والجيش وما يعقب ذلك من (استقرار امني) لكنكم بنيتم لانفسكم العمارات وشامخات البيوت ولم تتذكروا الشعب المظلوم الا في المناسبات الدينية والاعياد القومية... والانتخابات...
ولقد قلتم ان المهم الان مقاومة الاستعمار والقاعده....وعصابات القتل والسلب والنهب ومحاربة الفساد فلم تقاوموا الا الشعب المغلوب على أمره ...
الحق اقول: كفاكم ارتزاقا بالمصطلحات، والمحفوظات، والحديث عن المخططات، فهذه كلها قد صارت بضاعة (بايره) اما اصحابها فهم عند الناس قد صاروا بين موضوع للسخرية والضحك أو موضوع للسباب . والشتائم....
الدكتور
يوسف السعيدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك