المقالات

الاتفاق النفطي...حصل ما توقعنا

1507 2016-02-03

قبل سنتين من الآن، كتبت مقال تناولت فيه الاتفاق النفطي بين الإقليم والحكومة الاتحادية، قلت في حينها، أن حكومة الإقليم وقعت في فخ تحالفها التاريخي مع المجلس الأعلى، وعلاقتها التاريخية مع القيادي فيه عادل عبدالمهدي، ذكرنا أن نيجرفان بارزاني ونائبة قباد طالباني، لا يمكنهم التفاوض مع شخصية سياسية واقتصادية مثل عادل عبدالمهدي، بخبرته وتاريخه. 

قلت أيضا أننا قد نترحم على المالكي، عندما تظهر نتائج هذا الاتفاق، بعض الأخوة من الإعلاميين والأصدقاء، اعترض وناقش ما ذكرت، بينهم من يعول على العلاقة التاريخية وآخر على فطنة وذكاء حكومة الإقليم، وحلفائها الداخليين والخارجيين، وان المالكي رجل مأزوم لا يختلف عن صدام، لديه استعداد ليخوض حرب ضد الإقليم، ليكرر مآسي الانفالات المتكررة.

اليوم حيث يعيش الإقليم المأساة الاقتصادية والأمنية، ذكرت بعض المعترضين، كوني بنيت توقعاتي على ما ذكرت أعلاه، إضافة لتشدد وتصلب رئيس إقليم كردستان، الذي يفكر بعقلية الجبل التي لا تصلح للسياسة، اليوم حيث نعيش المأساة التي احد أسبابها الرئيسة الاتفاق النفطي، عندما كنا نستلم النسبة كاملة من المركز، رغم جعجعة خطابات المالكي وأعضاء كتلته، لعدم وجود قاعدة قانونية يمكن أن يستند عليها في الضغط على الإقليم.

كانت القوى الكوردستانية متوحدة خلف حكومة الإقليم في مطالبها، جاءنا عبدالمهدي، تحت ذريعة تصفير الأزمات بين الإقليم والمركز، ليضع قاعدة، لا يمكن للإقليم التنصل منها، ثم قام بثبيتها من خلال البرلمان، ليصوت عليها أعضاء التحالف الكوردستاني، ليلزموا أنفسهم بالدفاع عنها، لذا كان الاتفاق النفطي سبب آخر للخلافات التي تعصف اليوم بين قوى الإقليم السياسية، التي تهدد حتى وجوده، فضلا عن حرمان موظفيه منذ أشهر أربع مضت من الرواتب، لوح بارزاني بورقة الانفصال، لم يسمع من المركز رد، لان هذه الورقة أصبحت محترقة في نظر المركز، الذي كشف حقيقتها، حتى اضطر مسعود لإرسال وفد للحكومة الاتحادية التي أصبحت هي الأقوى، بعد أن غير اتفاق عبدالمهدي الموازين، هذه الحقيقة التي أخفاها عبدالمهدي في تفاوضه وادركناها، دون أن يسمع أو يتنبه احد من نخب كوردستان السياسية. 

السياسة ليس خطابات، وليس لها قلب، لذا التعويل على علاقة تاريخية، أو صداقة سذاجة، نعم هو حليفك وصديقك، لكن تبقى مصالحه أولى من هذه العلاقات، لذا كان المالكي كسياسي أفضل لنا، رغم جعجعته، وأسلوب الأزمات الذي انتهجه في علاقته معنا، على خلاف القائد عبدالمهدي الذي تمكن منا، ووضعنا في زاوية لا يمكننا الخلاص منها. 

بقى على حكومة الإقليم أن تستسلم للحقيقة، وتسحب سلطتها على أبار نفط الإقليم لصالح المركز، وتسلم أنابيب النفط إلى الحكومة الاتحادية، لتستلم حصتها من المركز، لإنقاذ أكثر من مليون عائلة يهددها الجوع، بسبب قطع رواتب موظفي الإقليم، إضافة لرواتب البيشمركة الذي أثر وسيزداد تأثيره مع كل يوم جديد، على معنويات وأداء المقاتلين، الآمر الذي يهدد بجدية الإقليم الذي تقف "داعش" على حدوده، نتمنى أن يرضخ قادة الإقليم لهذه الحقيقة، قبل فوات الأوان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك