المقالات

الفيدرالية.. كما اقرها الدستور


( بقلم : علي حسين علي )

يثار ضباب كثير بشأن قرار مجلس الشيوخ الامريكي الاخير بخصوص العراق، فالبعض وجد فيه تقسيماً للعراق فرفضه شكلاً ومضموناً، واخر عثر فيه على جوانب ايجابية ولم يخف فرحته به.. وبالتأكيد فان كل رأي او مشروع تجد من يناصره وتجد في نفس الوقت من يرفضهُ.. وهذا هو الحال مع مشروع بايدن.

من جانبنا فاننا نعتقد بان القرار والموقف منه قد اخذ حيزاً من الاهتمام السياسي وان بعض الاطراف المغرضة قد استعملته في وجه يسيء الى الآخرين، وفي كلتا الحالتين فانه – أي القرار – ليس ملزماً لاحد، فنحن نعده تدخلاً في شأننا الداخلي، وحتى الادارة الامريكية لم تخف رفضها له وامتعاضها منه.

وما نأخذه على القرار الامريكي قبل كل شيء هو انه تدخل في الشأن العراقي، وهو امر لا تجيزه الشرعية الدولية قطعاً. اما اطروحة التقسيم فيه فلا نجدها مناسبة او مقبولة من جانبنا، ونعتقد بان التقسيم كما جاء في القرار انما هو مرفوض ايضاً، لانه اسس الفيدرالية على اسس طائفية او عرقية.

لقد جاء الدستور بصيغة الفيدرالية للعراق بشكل او بصورة بعيدة عما ورد في قرار مجلس الشيوخ الامريكي، فالفيدرالية كما اقرها الدستور فيدرالية جغرافية وادارية وخلاف ذلك فهي لا تخدم مصلحة الشعب العراقي ولا ترصن وحدته، ولسنا بحاجة اليها بالتأكيد، فالفيدرالية حقيقة دستورية واستحقاق شعبي وما هو مثبت في الدستور الدائم قد جعل تشكيل الاقاليم وعديدها حقاً شعبياً. واننا نعتقد بان ما تضمنه الدستور في شأن الفيدرالية كفيل بان يضع أي مشروع او قرار، محلياً كان او اجنبياً، موضع تمحيص ومقارنة، فان كان لا يخرج على الدستور نصاً وروحاً فهو مقبول، اما ما عدا ذلك فلا يمكن القبول به او مناقشته او حتى الاهتمام به.

قبل حوالي العامين كان اصرارنا على تطبيق النظام الفيدرالي في بلادنا شديداًَ لاعتقادنا بان هذا الشعب يستحق نظاماً ينصفه من دكتاتورية المركز ويوزع السلطة والمال بين المحافظات او الاقاليم بصورة عادلة، وهذا ما نحن عليه الآن، ولن تغيّر من مواقفنا او قناعاتنا اية آراء او مواقف او قرارات مهما كان وراؤها من طرف او اطراف محليين او دوليين.. واليوم نجد انفسنا وسط هذه الضجة المثارة حول قرار مجلس الشيوخ الامريكي والتفسيرات المختلفة بشأنه.. نجد انفسنا باننا غير معنيين بكل ما يطرح او يقال اذا كان ذلك لا يتماشى مع ما ورد في الدستور الذي اقره ثمانين بالمئة من الشعب العراقي. ولعلها عواصف، وزوابع اعلامية، او غير اعلامية، ولكن ما علينا التأكيد بشأنه هو اننا متمسكون حقاً بالفيدرالية التي اقرها الدستور، وكل ما يرد خلاف ذلك لا يعنينا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك