المقالات

خطايا صولاغ الخمسة!..

1617 2016-01-24

عندما تتحالف الأضداد على شخص ما، لا يجمعها سوى سوى الإتفاق على ضرب ذلك الشخص وبنفس اللهجة؛ لا بد من أن تكون الأسرار أكبر من الحقائق، بل هي مناقضة للحقيقة والغاية طمس تلك الحقيقة المخيفة!..
لا خوف أعظم من التسابق الإنتخابي والخشية من الأفضل، سيما إذا تميّز المستهدف بما يمكن أن يشار إليه. في ظل فوضى الإعلام التي نعيشها، إنتعشت إمبراطوريات حديثة التأسيس، مصدرها أموال الوطن المنهوب في غفلة الزمن وتسابق الإرهاب علينا.. لعلها أحد فوائد "داعش"؛ يبقى الجاني متستراً خلف فضائل مصطنعة!..

كيف لمسببات الأزمة أن تشترك في سباق التخلص من الأزمة ذاتها؟! في هذا السؤال نجد التفسير المنطقي للحملة الواضحة التي يتعرض لها وزير النقل العراقي باقر جبر الزبيدي؛ وتعمقاً في البحث عن مصدر تلك الحملة، يتضح إنّ الأسباب الداعية لترك كل شيء من أجل مواجهة صولاغ، تتلخص في الآتي:

خطيىة صولاغ الأولى، إنه حاول، ونجح نسبياً، في إدارة مسؤولة لوزارة الداخلية أثناء فترة غابت بها الدولة. لاشك إنّ المتضرر من ذلك النجاح لا يمكن حصره بالإرهاب فقط، والإرهاب لا يمكن تحديده بالممارسة فقط، وبالتالي لابد أن تثأر أجنحة الإرهاب السياسية من نجاح خطوات تأسيس فرض الأمن والنظام.

الخطيئة الثانية، إنّ الوزير الذي صار مسؤولاً عن الوضع الإداري للمال العراقي، نجح في إطفاء جزء من ديون العراق، فضلاً عن إيفاء المسؤولية دون خرق أو خطأ يمكن الإشارة إليه بأدلة.

فترة ولاية السيد المالكي الثانية والأخيرة، تفرّغ صولاغ للعمل النيابي وكان خير رقيب ومستشار للحكومة التي لم يكن منسجماً معها، ونتذكر تحذيراته بشأن داعش وما أسماه حينها ب "حرب أسوار بغداد" وكانت تشخيصاته المبكرة ونصائحه المستمرة دقيقة جداً، بيد إنّ روحية المراهقة التي أديرت بها الدولة، تجاهلت تلك النصائح والنتيجة إن ما قاله صولاغ تحقق حرفياً.. يبدو إنّ العقول الصغيرة إعتبرت تلك النصائح والتشخيص خطيئة يجب أن يدفع صولاغ ثمنها!..

إن المجرب الناجح يجب إستثمار نجاحاته ودعمه، سيما إن الوطن في مأزق، غير إن تلك النظرية قد تخطأ أو تصيب؛ متابعة سيرة وزارة النقل في عهد باقر صولاغ، تكشف عن نفسها ولا داعي لإعطاء حكم قد يعد متحيزاً.. عدة شركات تابعة للوزارة تحولت من خاسرة إلى رابحة، تأسيس شركة "البصرة القابضة"، وتطوير البنى التحتية للمطارات، مطار بغداد كمثال، دليل على إن الرجل لامس الخطيئة الرابعة، ففي ظل وجود إعلام الفوضى الذي يموّله السرَّاق، لا يجوز لمسؤول أن ينجح، لإنه يعد خصماً لمن فشل!.. 

إنّ خطيئة صولاغ الخامسة هي تشخيصه لأسباب المشاكل وصراحته في ذكر المفسدين والفاشلين دون حرج، فالرجل يضع نفسه في مواجهة مع ذلك الفريق الذي تمكّن من كل شيء، وأفقدنا كل شيء!..

ثمة تجاوب وصل حد التحالف بين المتصارعين بأسم الطوائف زوراً، فكيف لأخ حميم من أخوة "تنظيم القاعدة" أن يحمل قضية حملها خصمه الذي صبغته أموال البلد المنهوبة بصبغة (مختار)؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك