المقالات

بعيداً عن الدبلوماسية

1423 2016-01-22

لطالما كان طموحنا عراقاً موحدا ً بكل اطيافه وقومياته وأعراقه ، ولطالما عمل التحالف الوطني ( الشيعي ) - بكل ما يؤشر عليه من سلبيات - على وضع هذه الرؤية موضع التنفيذ وليس التنظير والحديث الإعلامي فقط ، حتى بات الجمهور الشيعي يصف نواب التحالف بالخيانة - او بكلمات اقل وطئةً - بمجاملة السنة على حساب دماء ابنائهم وشبابهم ، واستمرت تصريحات اغلب القيادات الشيعية تصب بهذا المصب ، فمنهم من وضع قدماً مع السنة ( مخفية ) واخرى مع الشيعة ( إعلامياً ) واخرين ذهبوا ابعد من ذلك لتحقيق التوازن بين الجانبين ولاشعار الجمهور الاخر بالطمأنينة فكانت انبارنا الصامدة مثالا على هذا . 

وكما هو معلوم ان لكل فعل يجب ان يكون هنالك رد فعل مشابه له ، فأين مواقف الساسة السنة مما تقدم ؟ 
ردود افعالهم كان فيزيائية المنطق ( لكل فعل رد فعل مساوي له بالقوة ومعاكس له بالاتجاه ) !!! وما موقفهم الاخير من احداث المقدادية الا دليل على هذا النهج ، فكل الأطراف الشيعية نددت واستنكرت وتوعدت ، حتى المتشددين من الشيعة ، ولكن موقفهم كان كما تقدم فبدل ان يدينوا الاٍرهاب على ما ارتكبوه تراهم يتفرعنون على من يدافع عنهم من الحشد الشعبي والقوات الامنية ، بينما لا نراهم يحدثون ضجيجاً مماثل ازاء الأرواح التي تُزهق من اجل ارضهم وأعراضهم .

فهل نحن مجبرون على ترك دبلوماسيتنا التي اعتدنا العمل بها معهم ؟ ام اننا مستمرون بنفس نهجنا مع علمنا بأن زادنا لا يغزر بهم ، ودماء ابنائنا لا تهز ضمائرهم ؟ 

خياراتنا باتت حرجة ومحرجة لنا في نفس الوقت ، فأما ان نستمر بدبلوماسيتنا فسيظهر لنا ( نوري ) جديد يستغل المشاعر الجماهيرية ليعيد انتاج المشهد السابق بصورة مقاربة ، او نغير من بعض سلوكياتنا معهم وايضاً ستكون لها ضريبة لا يمكن اهمالها ، والسياسة هي فن الممكن ، وحتى الممكن لم نحققه بسياستنا الحالية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك