المقالات

حزب الدعوة..التسلق على المأساة!‏

1751 2016-01-10

ذاكرتنا, كشعب, بطيئة جداً, بل أحياناً تُصاب بالخمول المزمن الذي لا تنفع معه سوى الصدمة.. أحداث ‏كثيرة في مسيرة الدولة العراقية, كان ضحيتها نحن الواقفون على أعتاب الشعار الأول..!‏

الكلمات ذاتها, فقط الترتيب يختلف؛ مرة يكون الوطن مقدّم على الجميع, وأخرى يكون الله ثم الوطن, وثالثة ‏يُلغى "الله" من الشعار, والثابت الحتمي في هذه "المهزلة الثورية" هو الحزب وقائد الحزب, وهذا سرعان ‏ما يتقدّم على الحزب الذي بدوره يتراجع لحساب الأبناء والأصهار, وهكذا تستمر دورة الحياة, صعوداً ثم ‏هبوطاً بعد إستحواذ "الأرباب" على قوت (العبيد)!.. في كل مرة, يد الشعب تصنع سياط الطغاة, وسوط ‏الجوع وفقدان الكرامة أقساها..!‏

‏ منذ الإنقلاب العسكري الأول في العراق ومروراً بالتفرّد والإجرام الذي صاغته الأحزاب القومية, وصولاً ‏إلى الإستحواذ الشامل على كل شيء, الثروة والدولة والمذاهب والجنة..إلخ!.. حدث هذا في عهد حزب ‏‏"الدعوة الإسلامية", لم نتعضّ من نتائج الشعارات, وأبطالها الذين يتحولون إلى "إسطورة" بئس. يتغنى ‏أنصار الظلمة بفعال سيدهم, وينتظر المظلوم دوراً جديداً لرمز مظلوميته, عسى أن يُرفع الظلم عن شريحة ‏ويتحوّل على أخرى!.‏
‏ المنظومة الإجتماعية وطريقة التفكير التي أنتجت حزب "البعث العربي الإشتركي" أخرجت ضد نوعي ‏بلباس آخر, هو "حزب الدعوة الإسلامية", قد يشفع للدعاة كون نقيضهم قومي علماني, غير إنّ هذه ‏الشفاعة فقدت مفعولها بعد إنتهاء عهد المعارضة والخروج من "دور المظلوم"!..وكما تحوّل البعث من ‏عصابة كبيرة تتبادل أدوار الجريمة إلى عصابة بقائد إختزل الجريمة لنفسه, تحوّل الدعاة أيضاً من نظرية ‏‏"قيادة الحزب للأمة وإن كان فيها علياً" إلى عصابة تحترف السرقة وتسأنس بالفشل, بل وتستخدم ذلك ‏الفشل كوسيلة لتجديد السلطة وديمومة الحكم, عبر إبتكار شعارات جديدة تستند على وقائع وكوارث حصلت ‏في ظل مسؤوليتهم!..‏

أسماء معروفة تسببت في ما يعيشه العراق اليوم, مليارات شهرت صبيانهم في بنوك العالم الآمن؛ والعراق ‏على شفا الهاوية, ورغم إنّ الشعب في عمق المأساة, يصنع الدعاة سلّم من تلك المأساة, مادته كرامة الشعب, ‏ودماء الشرفاء, ودموع الجياع؛ والغاية "المقدسة" للدعاة تهون أمامها جميع الفجائع!..‏

ثمة حقائق كثيرة تنخر سفينة الوطن وتمنعها من الوصول لمستقبل يحاكي عمق حضارته, أولها: بديل ‏‏"الدعاة" قد يقل سوءً, بيد إننا لم نجرب غيرهم بعد!..‏

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك