المقالات

مليون عراقي لنبذ الطائفية

1535 2016-01-08

التحديات الكبرى والأزمات التي تواجه الأمم، قد تؤدي إلى الإنهيار، أو الإقتتال الداخلي، أو التقسيم، وفي جانب آخر، قد تؤدي الظروف العصيبة، إلى تلاحم وتماسك تلك الشعوب. تلك الأزمات المتتالية التي مرت على العراق، لو مرت ببلد آخر، لتفكك وتشضى، وهذا ما حصل، في بعض الدول التي تقسمت، إلا أننا رغم الحرب الطائفية، التي مرت ومضت، والحرب مع الدواعش، إلا أن هناك ما يدعو، إلا الأمل والتفاؤل؛ فلا يزال العراق موحدا، رغم دعوات التقسيم، من بعض الأصوات النشاز، سواء من داخل العراق أو خارجه، فالمواطن العراقي يرفض مشروع الأقلمة، فكيف سيقبل بالتقسيم!
ما بعد سقوط الموصل، وما خلفته من تداعيات، تضررت منها كل طوائف الشعب، خصوصا أبناء المناطق المغتصبة من الدواعش، من قتل وتشريد وإنتهاك الحرمات، بلغ عدد النازحين أكثر من ثلاثة ملايين نازح.

ثمة علامة مضيئة، من تلك المأساة الإنسانية، إذ يعيش حوالي مليون نازح سني، في مناطق شيعية، وسط وجنوب العراق، وليسوا معزولين في مخيمات نائية؛ بل يعيشون وسط إخوتهم، يتقاسمون رغيف الخبز، والملبس ويدرسون في مدارسهم، ويتعالجون في مستشفياتهم، يتحركون بحرية وأمان.

أولئك النازحزن هم سفراء السلام والإخوة، بما سينقلوه من المعاملة الحسنة، وكرم الضيافة من إخوة الوطن، إلى مناطقهم وعشائرهم، ممن لا يعرف تلك الحقائق، حينئذ ستتغير كثير من القناعات الخاطئة، وسيخسر الداعشيون ملاذاتهم وحواضنهم، بعد أن أضاقوا أهلها الويل والثبور، في الوقت الذي وقف فيه الشيعي، مع أخيه السني، في تلك المحنة الكبيرة، فضلا عن الدعم الأمحدود، من لدن المرجعية العليا، في إغاثة النازحين، وإيصال المواد الغذائية، إلى المناطق المحاصرة، من أبناء جلدتهم، كحديثة والبغدادي وغيرها من المناطق.

لم تقتصر تلك الصورة المشرفة، على ذلك فحسب؛ بل إختلطت دماء العراقيين مع بعض، في معارك تحرير المدن، من رجس الدواعش، وأستقبل المقاتلون الشجعان بالأهازيج والترحاب، ونحن على أعتاب، نصر كبير في الأنبار، بعد أند تحررت الرمادي، وحوصر الدواعش في جحورهم.
اليوم قد إنجلت الحقائق، وأخرست الأصوات التي تطالب، بحقوق المناطق التي تدعي أنها مهمشة، ولن يسمح أبناء تلك المناطق، لأولئك الطائفيون، أو الداعشيون، العيش بينهم والعبث بأمنهم، بعد الذي حصل، فأنكشفت اللعبة وأستوعب الدرس، وهذا ما يجعلنا نتفائل ونأمل، بسلم أهلي وعيش مشترك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك