( بقلم : بشرى امير الخزرجي )
قال الإمام علي (ع) :"إن الله سبحانه فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء فما جاع فقير إلا بما متع به غني، والله تعالى سائلهم عن ذلك". الفقر ذلك الكابوس الذي ينهش في جسد الأمة يبقى سببا رئيسا ومهما في تدميرها، فالفقر في المجتمعات عامل هدم وتعطيل للطاقات لذا وصفة الإمام علي (ع) برجل شرير يجب الخلاص منه حين قال (لو كان الفقر رجلاً لقتلة)، ووصف القتل هنا بمعنى الخلاص والقضاء على أهم عوامل التخلف والفساد في المجتمع وهو الفقر. لقد دأب إمامنا طيلة فترة حكمة على مواساة وقضاء حوائج الفقراء فقد كان (ع) بؤثر على نفسه وعلى أهل بيته من اجل إسعاد فقير محتاج أو مسح دمعة يتيم غاب عنه معيله، كان عليه السلام قائداً رحيماً على الرعية يتفقدهم ويقضي حوائجهم حتى جعل للمتعفف منهم بيتا يقصد حين تضيق به الدنيا، لم تغمض عين مولانا أمير المؤمنين (ع) وفي مملكتة أناس يتضورون جوعأ جعل له عيونا ترصد المحرومين والفقراء حتى يكون على بينة من أمرهم ويعمل على مد يد العون لهم.ِ
ترك لنا أمام المتقين والمحرومين دروسا كي نعيها ونعمل بها، وأراد (ع) أن يرسم صورة مثالية لمجتمع خال من الظلم والفقر وأكل حقوق الناس، مجتمعاً يسوده التراحم، فالغني لا ينسى الفقير في زكاة ماله يعيله بما وسع الله عليه من فضله. إن الفقراء عيال الله يجب علينا مواساتهم والعمل على إيجاد حل لمعاناتهم عن طريق خلق حالة من الدعم لحاجاتهم اليومية من مسكن ومأكل وصحة وتعليم وما الى ذالك وهذا لا يتحقق بالطبع ما لم يعمل على تفعيل دور المؤسسات الخيرية في المجتمع وبشكل واسع ومنظم ،.
تعمل المؤسسات الخيرية الواسعة في الغرب ليل نهار من أجل نشر ثقافة الخير والتراحم مابين الناس وذلك عن طريق إنشاء محال وأماكن خاصة بالأعمال الخيرية تجمع البضائع فيها من المتبرعين ثم تقوم ببيعها من جديد لأجل كسب مبالغ أكبر تصرف في أعمال الخير كما إن هذه الأعمال الخيرية تكون في كثير من الأحيان بمباركة من الدولة ومؤسساتها، هذه صورة من مظاهر عمل الخير في مجتمعات الغرب التي لا تدين بدين الإسلام،لكنها تبين مدى تماسكها وتراحمها فيما بينها هذا التراحم وألتآلف الذي أوصى به ديننا الحنيف و من خلال سيرة نبينا الكريم والعترة الطاهرة من أهل بينة . فهل عملنا نحن بجد من أجل طفل فقد أباه فاضطرته الظروف أن يكون بائعاً متجولاً في الأسواق كي يكسب لقمة العيش! أم هل سألنا أنفسنا عن حجم معانات أرمله تكابد شظف العيش في ظروف اقل ما يقال عنا بالمعقدة؟ إنها دعوة تذكر واستذكار في ذكرى شهادة نصير المحرومين وكافل الأيتام والأرامل من أجل العمل على رفع مستوى الفرد في عراقنا عراق أمير المؤمنين كما هي دعوة للتراحم والتكاتف من أجل القضاء على آفة الفقر في مجتمعاتنا فإن نجاح الأمم بتراحمهم وتآزرهم.
بشرى أمير الخزرجي_لندن
https://telegram.me/buratha