المقالات

الرسول محمد بيننا ....!

1142 2015-12-24

افتراض ان الرسول محمد (ص) قد حضر اليوم الى العراق بمناسبة عيد ميلاده كما يحضر الكبار في هكذا مناسبات ، فماذا سيرى في هذه البلاد الذي كان يوعد المسلمين في مكة والمدينة بفتحها وإسلامها وخيراتها ...!
المفاجأة الأولى التي ستصدم حبيب الله ، أن الإسلام ورسالته العظيمة التي كرس حياته لأجلها وتعذب وتهجر وفقد صمامات قلبه لأجلها ، لم يعد ذلك الإسلام الذي دونه بدمائه وتلقاه بقلبه عبر رسائل الإله العزيز ، حين كان يستقبل جبرائيل ويصغي له وهو يرتجف لجبروت الرب .
سيقف النبي متألما ً متاسفا ً لأن الإسلام صار إسلامات عديدة وكل يكتبه ويتفقه به ويجتهد بمعزل عن ينابيع الدين النقية .
سيبكي طويلا نبيّنا وهو يشاهد هذا الكم من الدماء تسفح والدموع تهمل والأوجاع تتسربل في مجاري الخوف والهزيمة ، لهذا التشويه المرعب لمعنى الدين والإنسان والأله أيضا ً .

يصاب بالدوار وهو يشاهد إسلام شيعي وآخر سني وثالث وهابي ورابع إرهابي وخامس شعارتي فقط ...! يستحضر ظروف الهجرة والمقاطعة وعزلة أهله ومؤيديه من فقراء مكة في وديانها الجرداء ، يشعر ان العرب أمة لم يستطع القرآن ان يجعلها أمة عاقلة ، ويعتذر للرب نيابة عن هذه الأمة التي تداركها الله قديما ، وأهلكها الآن ووضعها موضع العبودية والذيلية للأمم الأخرى .

سيجد الناس تصفق وتغني لنبي آخر في الأعظمية التي هجرها نصف أهلها جراء الخوف والقتل الطائفي ، سيضحك في سره لهذا الجنون والكذب والهدر بينما جياع بلاد السواد يملئون دروب الله بين مشردين ولاجئين وأسرى ومطرودين ...!

محمد بن عبد الله المتفرد بجماله الروحي في زمن القبح والتصحر والخشونة ، سيعرف ان النهر كلما سار أكثر في التأريخ والجغرافية ، يتعرض للتلوث وتتفرع عنه جداول مايجعله يفقد صفائه ومزاياه الأولى ...! 

سيدي العظيم .... الآن نسترجع زمن التصحر والتحجر الروحي ونفقد الحس الأنساني ، صرنا لانؤد النساء والرجال وحسب ،بل نؤد كل ماهو إسلامي نقي يحمل سماتك والأولين .

سيقف الرسول حزينا ً متألما ...، وأنا على يقين أنه سيفكر بالثورة مرة أخرى ، لكن من أين يأتي بأبي ذر وعلي وعمر وأبي بكر وسلمان وبلال وتلك الرجال الجبال الذين لايسيل لعابهم على الدولار ، ولايتسابقون على قصور كسرى وهارون وصدام .

ايها الرسول العظيم تأكد ان لك مكانة بقلوب القلة النادرة من المؤمنين والثوار وعشاق الحرية في كل مكان ، أسمك منارة ضوء مشعة عبر الأزمنة ، كنت عظيما ً ولم تزل بفكرك وسلوكك وطروحاتك التي تسبق الزمان ،وترسم لها مسارا موازيا له .
لك كل الحب سيدي رسول الله .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك