المقالات

مجاعة "بخاري" الجديدة؛ كذبة الإنفتاح والدين المستورد..!

1891 2015-12-18

حبل الكذب قصير جداً؛ هكذا تُعلمنا تجارب الحياة، وقد لا تكون الحياة منصفة تجاه الناس بتكفلها إظهار الحقائق، بقدر ما يتسرع الكذاب ويتهور، ليكشف عن حقيقته المُرة.

فاز السيد "محمد بخاري" برئاسة نيجيريا عام 2015، وهي الولاية الثانية له بَعد تلك التي وصفت بالقاسية (1983-1985)، وقتها عُرف بخاري بقسوته وظلمه، وزجه لمئات المعارضين السياسيين في السجون، إضافة إلى طرده الاف المهاجرين من النيجر، الذين نزحوا منها بسبب المجاعة القاتلة، فأعادهم إلى مصارعة الجوع ومعاندة الألم، حتى سُميت حينها (مجاعة بخاري).

الضابط العسكري الذي تسنم مناصب عِدة، سقط في فخ الخسارة ثلاث مرات على التوالي، في الأعوام (2003-2007-2009)، والسبب الغالب في خسارته، هو تبنيه لشعار تطبيق الشريعة الإسلامية، فكونه متشدداً؛ لم يأمن الشعب لمستقبلهم معه، خصوصاً مع صعوبة طرحه وتأريخه الحافل بالعنف.

أنتخابات أذار 2015، غيرت من توجهات بخاري، فنادى بحرية الإعتقاد الديني، وهو الأمر الذي تقبله سكان نيجيريا، حيث تتوزع الديانة فيها بين الإسلام والمسيحية، غير مبالين بحقيقة الرجل، ولم يدركوا بأنها شعار أنتخابي لا أكثر.

بَعد أقل من شهرين لتوليه الحكم؛ أستبدل بخاري كبار مسؤولي الأجهزة الأمنية، بذريعة القضاء على جماعة "بوكو حرام" المتشددة، والحقيقة.. إن هذا التغيير صب غضبه على الشعب، وعلى الطائفة الشيعية بالخصوص، مع أنهم غير داخلين في السباق السياسي، وعارضوا الرئيس السابق "غودلاك جوناثان" لفساده، أي يفترض بالرئيس الجديد حمايتهم، كونه يدعي محاربة الفساد وإشاعة حرية الإعتقاد! 

الطائفية المذهبية التي ولدت في مملكة آل سعود، تعدت حدود الجغرافيا، كونها فِكر مريض ينتشر "الفيروس" بالعدوى، وبخاري وجد فيه ضالته الذي يحقق من خلاله، صداقة دائمة مع المال السعودي والفكر الصهيوني، وهو ما تحقق له بعد ذلك، فكلاهما من أعز أصدقاء حكومة نيجيريا، وهي بذلك تستقبل الاف الدعاة الوهابيين سنوياً، وماضية في التطبيع مع إسرائيل.

لم تتبنى الطائفة الشيعية في نيجيريا خطاباً متشدداً، بل هي مدركة لحجم التنوع الديني؛ في الدولة الافريقية الأكبر من حيث السكان، لكنها رفضت علناً ومن خلال مسيرات أحتجاجية سلمية، التطبيع مع إسرائيل، والفساد المستشري في أروقة الدولة، ما أهلك أهلها الحالمون بمستقبل أفضل، لما يملكوه من احتياطي نفطي.

هذه المظاهرات السلمية وجدها السراق عدوٌ يخشون ثورته؛ ففي عام 2014 في عهد الرئيس السابق، فتح الجيش نيران بنادقه على المظاهرة المحتفية بيوم القدس العالمي، مُخلفة العشرات من الشهداء الشيعة، بينهم ثلاثة من ابناء كبيرهم الشيخ ابراهيم زكزاكي.

لم يحاول الشيخ زكزاكي أو تابعيه أخذ الثأر، ولكن بنفس الوقت مضوا في طريق الإصلاح، رافضين الفساد والسياسات الخاطئة للحكام، ما أدى إلى الهجوم الأخير على منزل الشيخ زكزاكي واختطافه، وقتل العشرات من مريديه.

أحداث البحرين تتكرر في نيجيريا، بنفس السُم الوهابي المقيت، بنفس الأساليب والحجج، وهنا وهناك يُعبر أتباع أهل بيت النبي (صلواته تعالى عليهم)، عن سلمية معتقدهم وأراءهم، فيما يقابلون بالقتل والإختطاف والتنكيل.

يبدو إن "مجاعة بخاري" القديمة جُددت، لكن هذه المرة بلباس الدين، فهو يمضي خَلف مملكة الشر آل سعود، وكرههم للشيخ النمر، ويعتبر من حمد اللا بحريني وكرهه للشيخ قاسم، ويجول مع فكر التكفير وحب المجاعة، تاركاً كُل وعوده القديمة، يحلم بالمال الخليجي ورضا الصهيونية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك