المقالات

الغزو التركي..لغز شفرته في موسكو!‏

1541 2015-12-13

لم تخف الدولة التركية مطامعها في المناطق التي تقع جنوبها، ليس لسبب إقتصادي أو أمني جغرافي؛ إنما هي (تركيا) تجد تحقيق ‏حلم العظمة من خلال إستخدام قوتها في المناطق الضعيفة والتي ينشط بها بعض المرتبطين معها بحبل الهوس الطائفي!..‏

تركيا الحالية، متورطة بشكل مباشر وغير مباشر بدعم الإرهاب؛ فمن الدعم والتسهيل إلى التدريب والإحتضان، وأخيراً إلى ‏الحماقة التي أرتكبها "أوردغان" عندما أقدم على إسقاط طائرة روسية كانت في مهمة لدك مواقع الإرهابيين. حماقة "أردوغان" ‏الحالم بدور سلاطين (آل عثمان) إتضحت بعد الحيرة التركية الناتجة من الخطوات الجوابية الروسية؛ إذ ما زالت موسكو تستخدم ‏نشاطاً إعلامياً موثقاً بأدلة مخابراتية تؤكد على دعم أنقرة للإرهاب عموماً وداعش خصوصاً. ‏

ثلاث خطوات روسية أخرى، أفقدت أردوغان توازنه؛ قاعدة عسكرية روسية ثانية في سوريا، تسريبات عن قاعدة أخرى في ‏قبرص، وسفينة حربية روسية تعبر "البسفور" و"الدردنيل" دون رفع العلم التركي وبتجاهل مذل للإتراك!..‏ لم يبق أمام تركيا غير إستكمال دوامة التخبط؛ وهذه المرة يخامر رؤوس حكامها الحلم القديم (ضم الموصل وبعض مناطق شمال ‏العراق) أو على الأقل إستخدام بعض عملائهم لدعم نشاطهم الإرهابي بتواجد عسكري. ‏
يبدو إنّ تركيا لم تعد تعرف ما تريده بالضبط، فبدأت بالقفز من منزلق إلى حفرة، لتناسي الرعب المصاحب لتهديدات روسية ‏‏"نووية" محدودة قادرة على تحطيم البنى التحتية العسكرية في سلّطنة أردوغان!..‏

ثمة علاقات مالية وسياسية بين بغداد وأنقرة، رغم كل الملاحظات، بيد أنّ العراق سوق إستثماري وإقتصادي مهم بالنسبة لإنقرة ‏وجار أكثر أهمية يستطيع أن يزعج الأتراك كثيراً، فهل سيحسن العراق التصرف؟..‏ المصالح التركية في العراق مهمة للطرفين، وتركيا لا تقدم على غزوها للأراضي العراقية لولا توفر "حاضنة"، هي ذاتها ‏الحاضنة التي إستقبلت ورحبت ب"داعش"، والأخيرة مثلت ورقة تركية رابحة رغم إرهابها..من مجازر الأرمن في عهد دولة ‏الظلام العثماني إلى مجاز للإنسان العراقي والسوري في عهد سلطان متهور جديد؛ تركيا تحتاج إلى صفعة جديدة!..‏
اليد الروسية قادرة ومستعدة لتوجيه هذه الصفعة، وبدأت تبحث عن مبررات جديدة لتنفيذ الرد الذي سيوقف التطرف التركي. ‏بالمقابل فالعراق يعد حليفاً للروس، لكن يأتي في المقام الأول حلف العراق لأمريكا المرتبطة بتعهدات تحمي من خلالها سيادة ‏الأراضي العراقية من أي إعتداء، ولغاية اللحظة لم تُبْد واشنطن أي رد فعل مناسب تجاه الغزو التركي!..‏

دنيا التحالفات العملية، تفترض فعالية مناسبة ومبررة لإستمرار هذا التحالف، فلماذا يتوقف العراق عن تنفيذ جاد لتحالفه مع ‏روسيا، طالما إنّ الأخيرة تمارس فعاليات ضاغطة على تركيا فعلياً؟!..‏

زيارة عاجلة لساعات قليلة يقوم بها السيد العبادي لموسكو بعد إنتهاء المهلة، كفيلة بأن تصيب أنقرة بصداع يوقفها عن تدخلاتها ‏السلبية التي تساهم بأستمرار تردي الوضع في العراق. أيضاً سوف تنشط أمريكا خوفاً من أن يجد العراق حلولاً لألغاز كثيرة ‏بعيداً عن الشفرات الغربية المستهلكة. ‏
فرصة جديدة للعبادي كرجل دولة يتحرك بأستقلال، يمكن أن ينقذ جزءاً من السيادة، وهي فرصة للعراق عموماً؛ ومن سعى ‏وصل..!‏

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك