المقالات

لماذا لايحاكم الزعيم..؟

1306 2015-11-29

ـ ثقافة الفرد العراقي مبنية على العنف والسرقة ـ قد يظن القارئ الكريم ان هذه الكلمات, من إرشيف اقوال الريس, وترهات قائدنا الضرورة (المخلوع) ولكنها كلمات السيد المالكي, في مؤتمر صحفي, عقب استقالة كريم وحيد, ولا نعلم ان مئات الآلاف, الذين أدعى أنهم صوتوا له, في الانتخابات الاخيرة, تنطبق عليهم قاعدة العنف والسرقة, ام ان هنالك استثناء.

من يمعن النظر, في شخصية رئيس الحكومة السابقة, لايجد إلا شخصية أزدواجية مضطربة, ولابد ان نجد له العذر في ذلك, فما بين طموحه, بأن يكون مدير قسم تربية طوريج, في وقت ما, وبين ادارة البلد كرئس للوزراء, رحلة عناء وتلّون. لو استعرضنا الجرائم التي لا تعد ولا تحصى, والويلات التي صبت على الشعب العراقي, لثمان سنوات مضت, وفي المقابل سعي الرجل ليكون قائدنا المفدى, وفرعوننا العظيم, نخرج بخلاصة مفادها, إن لم يحاكم المالكي فمن ذا الذي يحاكم؟

لم تكن قضية سقوط المحافظات, بيد العصابات الإجرامية, وما ترتب عليها من أثر, الا القشة التي قصمت ظهر البعير, ومع شديد الاسف, ان نعمة النسيان, تعمل في بلادنا بشكل منقطع النظير, اذ ان الجماهير تنسى, حتى من يتسبب في إرآقة الدماء, التي هي أكرم على الله من بيته الحرام.
التحشيد الطائفي تارة, والقومي تارة اخرى, كان سلاحه المميز, في الضحك على ذقون البسطاء, وفتح الجبهات لإنشغال الرأي العام, وتبرير الفشل والفساد المشرعن, داخل مؤسسات الدولة, والسرقات التي دمرت اقتصاد البلد, الى أجل غير معلوم.

الهيمنة والإستحواذ, وتهميش الجميع بلا استثناء, من اهم ملامح الولاية الثانية, التي بدأ من خلالها بشكل واضح, بأعادة تجربة من سبقه من حكام المنطقة (المخلوعين), وجعل الحكم والسلطة ملك عضوض, وما ادارة الوزارات بالوكالة من قبله, الا تجسيدا لمبدأ القائد الأوحد, الذي رافقنا لأكثر من ثلاثة عقود.

استخدم السيد المالكي, اسلوب الضرب من تحت الحزام لتسقيط الخصوم, وأقل ما يوصف انه قذر, ولا يمت للأخلاق والدين, الذي يدعيه الرجل بأي صلة, فلم يقف عند اي اعتبار, ولم يلتزم بأي ميثاق, وتميز هو ومن يحيط به من انتهازيين, بأنهم شياطين التسقيط, في عراق ما بعد التغيير.

كان هنالك رد فعل راديكالي, تجاه محاكمة زعيم الفساد, من قبل بعض المتملقين, الذين تعودنا على وجودهم في كل زمان, لذا نقول, ان موازنة لعام واحد من فترة حكم المالكي, تساوي موازنة اعمار اوربا بعد الحرب العالمية الثانية, وهنالك قاعدة فلسفية في عالم السياسة ـ من يتصدى للمسؤولية, عليه ان يقبل محاسبة الاخرين له ـ فلا تغردوا خارج السرب, لأنها إرادة السماء, أيها الأغبياء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك