المقالات

آل سعود يُحاربون الأرهاب بداعش!

1827 2015-11-28

لماذا تَدعي السعودية مُحاربة داعش! هَل يُعقل أن تُحارب الأم وليدها! لا فرق يُذكر بين النظام الديني الذي تستند عليه السعودية، والنظام الذي تتبناه التنظيمات المتشددة، تنظيم القاعدة وداعش والنصرة كُلهم في الأصل، خريجوا مدرسة ابن تيمية ومحمد عبد الوهاب، هذا الفكر الذي تبناه وقام عليه نظام آل سعود، وأتخذه منطلقاً لتثبيت دعائم نظامه، في واحدة مِن أكبر صفقات التجارة بالدين.

عبد العزيز آل سعود، مؤسس النظام الحالي، وَجد في فتاوى المتشددين، مايعطيه مساحات للتدخل في شؤون البلاد، وبدعم كبير من الحكومة البريطانية، أستطاع أن يرسخ نظامه المتهاوي اصلاً، فكفر البعض وأخرج أضداده من الملّة، وأستخدم الدين أداة لضرب الرافضين لحكمه، فيما شجع الأنكليز ولادة هذا التحالف، الدين والمال، ودعموا بناء دولة بهذا المنطق، خصوصاً وأنها لا ثوابت لها.

الفتوى في هذا النظام مُتحركة، تلقين المُفتي بما يشتهيه الملك، وبثه في كُتبٍ وصحفٍ وفضائيات، بالأمس كانت الفتاوى تُكفر أنظمة مُسلمة لقربها مِن الغرب الكافر، فيما يُتيح "ابن باز" الأستعانة بالكفار لضرب العراق، في حرب الخليج الثانية!

لكن، مشكلة النظام السعودي مع الجماعات التكفيرية، لم تبدأ تلك اللحظة كما يَدعي البعض، بل أنها قائمة منذ أساس تشكيل تلك الجماعات، فآل سعود ولتثبيت الأمر لولي الأمر، زجوا بالفكر المنحرف في مدارسهم وجامعاتهم، وأعطوا لنظريات عبد الوهاب خصوصية كبرى، في الوقت الذي تجد فيه كُل قادة المتشددين، اما درسوا أو درّسوا في هذه المدارس والجامعات، مثلاً أسامة بن لادن وعبد الله عزام، وكل من تصدى للأفتاء المنحرف.
نهاية سبعينيات القرن الماضي، برز مصطلح الجهاديين العرب في افغانستان، بدعم وتمويل سعودي وقيادة ميدانية لأبن لادن، والحجة المعلنة مؤكد أنها ستكون نصرة المسلمين، لكن؛ في الواقع هي خدمة مصالح الغرب وتذويب قلقهم من المد السوفيتي، وهذا ما أكده "روبرت غيتس" الرئيس السابق للمخابرات الامريكية، حيث كتب في مذكراته "من الظلال" مانصه؛ "إن المخابرات الأمريكية بدأت بدعم حركات المعارضة في أفغانستان، قبل ستة أشهر من التدخل السوفيتي"! وهذا يبرر أعتراف آخر للمخابرات الأمريكية بدعم المقاتلين العرب، ب 300 مليون دولار، وفتح مراكز التطوع في امريكا واهمها في مسجد الفاروق في ولاية "بروكلين".

بأختصار؛ نفس التحالف القديم بين المال والفتوى المنحرفة والانكليز، لأستحداث نظام عميل في المنطقة، عاد ليتحالف مع امريكا للتخلص من السوفيت، وهو التحالف ذاته الذي نشهده اليوم في اسماء جديدة، مثل داعش والنصرة وجيش الشام وغيرهم، والغايات تتحرك كالفتوى، فالغاية الأسمى اليوم، هي القضاء على التجربة الديمقراطية الحديثة في العراق، وإسقاط الرئيس الشرعي في سوريا.

تَدعي السعودية مُحاربتها للأرهاب، غير إن الواقع يثبت أنهم هم من صنعه، ففتواى الجهاد المنحرف، وأسلوب العقاب والقتل والتنكيل، كلها من فكر رعاه آل سعود، ما مثل سابقة خطيرة في المنطقة، والكلام الدائر عن الخلاف بين الجماعات التكفيرية والعائلة المالكة، ماهو إلا أطروحة مميزة من الاعلام الغربي، يحقق منها غايتين: الأولى، هي تخليص السعودية من المسائلة الدولية، والثانية، هي ملاحقة هذا التنظيم المطرود في البلدان الأمنة، وإلاّ؛ ماذا نفهم مِن تجريد اسامة بن لادن من جنسيته السعودية، بعد أكثر من عشرِ سنوات على أنتظامه بالحركات التكفيرية!

غداً أو بعد غدٍ القريب، سيذوق آل سعود جرم ما أرتكبوه، وكل هذه التنظيمات التي أوجدوها، سترتد عليها كِلاب جائعة ومتعطشة للقتل والمال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك