المقالات

"الصيادي" ... نائب بعيد عن دولة القانون

2165 2015-11-25

كثيراً ما كانت أضحك عند سماعي لقصة ذلك الشرطي "الصعيدي" من اخواننا المصريين عندما يقف امام الضابط ليخبره بكل ثقة انهم استطاعوا ان يمسكوا المَقتول، وما زال البحث عن القاتل، لكنني لم أتصور في يوم من الايام، أن أشهد تطبيقاً عملياً لتلك القصة على أرض الواقع، في زمن الصحافة الالكترونية، والتواصل الاجتماعي، والحقائق المصورة، في كل زاوية وركن.

فبعد ليلة تابع احداثها الكثيرون ممن صعقوا من الاخبار العاجلة، بتبادل النائب عن دولة القانون "كاظم الصيادي، أطلاق النار مع المتحدث الرسمي لائتلاف المواطن "بليغ ابو كلل" في مقر قناة دجلة الفضائية.

ثم ظهور التصريحات الرسمية من مكتب القناة، وشهادة كوادرها، بأن ما حصل هو إعتداء من طرف "الصيادي" ضد "أبو كلل" بشكل مفاجئ وغير مسبوق، بصورة تشبه عملية الاختطاف، والشروع بالقتل العمد مع سبق الاصرار والترصد، وبدلالة الجرم المشهود، والاثار العينية للإطلاقات النارية في مقر القناة. 

لكن ما أثار الاستغراب الكبير، هي تلك الاصوات النشاز، التي تحاول أن تصفي حساباتها السياسية، وبغضها النفسي، تجاه شخص يختلف معهم في الفكر أو الرؤية السياسية، فبدأوا بحملة الدفاع عن المُعتدي "الصيادي"، وتبرير فعلته، والدفع باتجاه التصعيد ضد المُجنى عليه "أبو كلل"، في سابقة غريبة جداً لا يمكن قبولها دينياً وقانونياً وعرفياً، ببلدنا مثل العراق يحمل القيم والعادات التي علمت الدنيا أصولها.
أن كل من حاول ان يخلط الحقائق، ويقلب الوقائع، ويتصيد في مياه حقده العكرة، عليه أن يفهم أمراً واحداً، "كاظم الصيادي" الذي ينتمي لدولة القانون النيابية، لا يحمل شيئاً من فكر الدولة التي تحترم القانون، وقد نسى انه عضو في السلطة التشريعية، التي من جُل واجباتها أن تحمي القانون وتحاسب المتجاوزون، لا أن تكون قوة، تُسيء للمواطن، وتتحدث بإسم القتل، والخطف والارهاب، فأسلوب العصابات، والجريمة، لا يمكن له ان يجتمع مع من تكلف بمهمة حفظ القانون.

أما دولة القانون، فهي مطالبة ببيان موقفها، والتجرد من صرعاتها السياسية، ومعالجة الازمة التي افتعلها "الصيادي"، والتأكيد على رفضها القوي لمثل هكذا افعال غير مسبوقة في دولة العراق الحديثة.

وعلى أئتلاف المواطن والكتل البرلمانية الاخرى، رفع الحصانة عن النائب "كاظم الصيادي"، والاتجاه نحو تشريع قانون يُجرم البرلماني والمسؤول الذي يُسيء استخدام سلطته وصلاحياته، في أرهاب الناس وتخويفهم، وان يأخذ القضاء دورة الحقيقي، والابتعاد عن التدخلات السياسية والضغوطات التي تعرقل تحقيق العدالة، وتجعل المواطن في ريبة من احترام القانون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك