المقالات

علاوي ...وخدمة الحسين

2071 2015-11-23

علاوي طفل صغير في السادس الأبتدائي وهو محبوب من أهل المنطقة حيث يمتاز بالنشاط والعفرتة وكما يقال عندنا بالعامية(حرك) ولديه دراجة هوائية أي كما يطلقون عليه الناس(البايسكل)وهو لا يفارقه ويتنقل به ويفتخر بدراجته تلك ويتباهي بين أقرانه بقيادة بايسكله الأثير عنده وهو طيب القلب وخدوم حيث يقوم بأي خدمة يطلبه منها رجال ونساء المنطقة في جلب الصمون والخبز من رأس الشارع وحتى التسوق لهم ولهذا فله معزة خاصة لدى أهالي المنطقة وهو شاطر في دراسته ولم يسقط إي سنة ويحب أن يتابع دراسته والتفوق فيها ويسمع كلام أخوه الكبير ويطيعه وينفذه بكل حرفية ولديه ثلاث أخوات صغار جميلات يتابعهن ويحبهن ويتسوق لهن الحلويات من المحل الذي عندنا ويحنو عليهم بكل معنى الحنان والمحبة.
وتراه في مرات كثيرة يشاركنا نحن الكبار في أحاديثنا عندما نقف بالشارع وبكل ثقة ليبين أنه فاهم ويعرف وتلك مشاركاته تكون بكل براءة وعفوية الأطفال التي نحبها ونستمتع بها.

وعندما أهل شهر محرم الأحزان كان هو المبادر في أقامة موكب حسيني صغير وبالمشاركة مع أصدقائه وكان المشكلة أن بيته لاتوجد فيه واجهة واسعة وعريضة لذلك كان يطلب أن يقيم الموكب عند أحد بيوت المنطقة ليضع فيه خشاباته المتهالكة وبيارقه الخاصة بعاشوراء ليقدم فيه لمن يمر من المارة العصير والبسكت أو ما شابه ذلك، وبعد انقضاء العشرة من المحرم أنصرف إلى لعبه وتسليته البريئة مع أقرانه ولكنه في كل مرة عندما يقوم بيت بالطبخ في ثواب الأمام الحسين(ع) تراه يهب بالمساعدة وخصوصاً القيام بتوزيع الطعام.

وبعد اقتراب زيارة الأربعين وفي أحدى المرات وجدته جالساً على الرصيف وبجنبه دراجته الأثيرة عنده ويفكر وهذا كان على غير عادته فجئت وسألته: مابك علاوي؟

فقال أنه يفكر بكيفية خدمة مشاية زوار أبا عبد الله؟ وأنه دائم التفكير في هذا الأمر.

فقلت: وإلى ماذا وصلت؟

فقال: سوف أذهب إلى إحدى المواكب وأقوم بخدمة المشاية على الطريق؟ وهو طريق الحسين. أو اذهب إلى كربلاء وأشارك الخدام في التنظيف في المواكب وحتى في العتبتين الحسينية العباسية؟

قلت له: وحدك!

قال: طبعاً.

قلت له: وأين تنام.

فقال بكل ثقة: عند المواكب وحتى أن لزم الأمر عند العتبتين. فهل سيرفضون ذلك أم بستثقلون نومي عندهم.

قلت له: قطعاً كلا. بل يرحبون بك.

عند ذلك بادرته: ودوامك ودراستك بالمدرسة كيف ذلك؟ هل ستتركها؟ وهل سيقبل والديك بذلك؟

فقال لي: وهذا ما يشغلني وأفكر به.

عند ذلك قلت له: علاوي أنت تعرف لماذا الأمام الحسين خرج واستشهد في كربلاء؟

قال: نعم خرج لمقاتلة بني أمية ويزيد لأنهم كانوا ظالمين ولايستحقون الخلافة.

وقلت له: أنه خرج أنه لطلب الإصلاح في أمه جده رسول الله(ص)التي أصابها الانحطاط والذل والجهل والتخلف ورجعت إلى عصور الجاهلية الأولى. وأراد الحسين أن يحافظ على الدين وان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

قال: أجل إنا سمعت ذلك من أبي ومن المحاضرات التي أستمع إليها في بعض المرات. وقد سمعت ذلك منك في أحدى لقاءاتك التلفزيونية وكانت جميلة جداً.

قلت له: شكراً حبيبي علاوي.أذن الأمام الحسين كان يريد من أمة جده وأمته أن تكون مثقفة متعلمة وليست جاهلة كما يريد لها أعداءنا في وقتنا الحالي وحتى الماضي وداعش وماتقوم خير دليل على ذلك.

فقال وفوراً: نعم أنهم مجرمون ولديهم جرائم ويعتدون على الأطفال والنساء ولدي أصدقاء معي في المدرسة نازحون تركوا بيوتهم وأصدقائهم ومدرستهم ونحن نحبهم ونساعدهم قدر الإمكان.

عند ذلك قلت له: وكيف تترك مدرستك ودراستك لتقوم بهذه الخدمة الجليلة فهل يرضى الأمام الحسين أن تكون كسلاناً وغير مجتهداً. وهل تقبل رقية الطفلة حبيبة الحسين بهذا الفعل ؟

فبادرني: بالتأكيد كلا.

عند ذلك ركب دراجته مسرعاً وقد عرف الجواب فناديت عليه: ها علاوي ماذا قررت؟

قال: قررت أن أدوام في مدرستي وأواصل دراستي لأن الأمام الحسين لايحب الكسلانين وان أكون شخصاً نافعاً في المجتمع لأحمل رسالة الحسين في أصلاح البلد وان أصبح رجل بمعنى الكلمة وقالها بكل عفوية(رجال كده).

عند ذلك قلت له: وزيارة الأربعين.

لن أقوم بهذا الأمر لأنه يوجد من يسد ويقوم بهذا الأمر خير قيام ولكن عند المسير واقتراب الزيارة سوف أذهب مع والدي وأخي وأعمامي لمشاية الأربعين.

فأردت إن أطيل معه ولكنه ذهب مسرعاً لأن أخوه ناداه وقال له أن أبي يريدك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك