المقالات

الفاسدون يتشدقون بالدستور

1755 17:00:36 2015-11-13

لقد كثر حديث الفاسدون الذين يتشدقون بالدستور . والمتشدق هو الذي يتكلف بالكلام فيلوي به شدقيه ( جانب الفم ) لإمالة قلوب الناس وأسماعهم .
بعد أن أعتبر المالكي الإصلاحات التي قام بها رئيس الوزراء السيد الدكتور العبادي بأنها غير دستورية .وإن سحب التفويض من البرلمان جاء بعد إدراك الكتل السياسية للخطأ الذي ارتكبته بتفويض العبادي بشكل مطلق ، انه لا يمكن أن يفوض رئيس الوزراء وإعطاءه صلاحيات البرلمان والقضاء كون الدستور فصل بين تلك الصلاحيات .فردت المرجعية الدينية في خطبتها إلى عدم اتخاذ الدستور وسيلة للالتفاف والتسويف والمماطلة بتنفيذ الإصلاحات كما أكدت في الوقت نفسه على ضرورة التنسيق المشترك بين السلطات الثلاث من اجل انسيابية وفاعلية إجراءات الإصلاحات وضرورة أن تسير الإصلاحات في مسارات لا تخرج عن الأطر الدستورية . 

لا شك إن هذا التأكيد جاء بعد ما صدر من البرلمان برفع أو تضييق حركة رئيس الوزراء للإصلاحات ولعل أول من فعل هذه القضية هم دولة القانون وعلى رأسهم نوري المالكي ومحاولتهم لرفع التفويض عن العبادي بحجة إجراءاته اللاقانونية . ولنتفق أن نيتهم سليمة لا باس بها ، فماذا بعد ما صوت عليه البرلمان واراه امرأ سيزيد من مصداقية العبادي وسيخرج بقراراته التي صدرت منه كإقالة نواب رؤساء الجمهورية فهو قرار سيحول للبرلمان حسب ما تفقوا عليه ترى هل سيصوت البرلمان باقالتهم ام لا ؟! سيخرج منها العبادي وستكشف تلك الوجوه الكالحة من رؤساء كتل وأعضاء برلمان ان صوتوا لهم وسيخرج العبادي بوجه ابيض . فمن يتصور ان العبادي بهذا القرار قد هزم بل على العكس انه رجل لا يعشق السلطة ولهذا صدرت منه قرارات تعكس تفكيره بمصلحة عامة لا حزبية ولا فئوية ولعل إصداره قانون سلم الرواتب الذي أزعج الكثيرين وهو قرار جاء لإفلاس الحكومة في حين كنا نرى سابقا حكومة المالكي لا تعرف ضوابط للصرف لإرضاء شيخ عشيرة هنا ورئيس حزب هناك لمكاسب انتخابية ضيقة . 
إن استطاع العبادي أن يكشف ويشخص الفاسدين ومن يعطل الإصلاحات كما طلبت منه المرجعية ويحاول كشف من يحاول تعطيل الإصلاحات .

ان القرار الأخير من صالحه وعليه استغلاله لرمي كل قرارات الإصلاح في البرلمان ليعرف الشعب حقيقة الفاسد الحقيقي سواء كان مؤسسة أو أشخاص .

ان المتشدقين اليوم بالدستور قد خرقوا الدستور سابقا في كثير من مواده لتمرير مصالحهم الحزبية ومنافعهم الشخصية . فقد طالب الكثيرون من أبناء الشعب الخيرين بالتزام بالدستور ومواده ولكن لا أحد يسمع من الفاسدين لأنهم غرتهم الحياة الدنيا الفانية للوصول إلى غاياتهم الدنيئة .

أن المالكي الذي سلم العراق منكوب منهوب مُحتل غارق بالفساد الإداري خاوي من الأموال والاحتياط النقدي ، يرفع صوته ويقول : إن مناصب نواب رئيس الجمهورية لم تلغى رغم صدورها من رئيس الوزراء، موضحاً انه مازال محتفظاً بمنصبه كنائب لرئيس الجمهورية، وأن إلغاء المناصب غير دستوري وأن أي قرار يصدر من رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي مخالفٌ للدستور لا يجب تنفيذه،وهو يعرف جيدا أن تلك المناصب غير دستورية جاءت توافقية وأرضائية للكتل السياسية التي تشترك في الحكومة .

نقول للفاسدين الذين يتشدقون بالدستور على حساب مصلحة الشعب والوطن كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه { إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك