المقالات

توقف الزمن لقتل الإصلاح فانتصر الدم!

1522 2015-11-02

هنالك أحداث عبر الأزمان والعصور, يمر عليها الانسان مرور الكرام, بينما نجد حوادث, تجعل من الشخص ملتصقاً بها, متأملاً بحيثياتها وأسبابها, منبهراً بغنى الدروس التي تحملها.

حدث ليوم واحد, سبقته أيام هادئة, لتباعد أحداثها الأولى, وعدم وجود تواصل متطور, يجعل من عاش ذلك الزمن, محيطا بما يجري, فلا هواتف ولا أجهزة إلكترونية, وتوارد الأخبار يأتي عن طريق الطيور, أو شُخوصٍ مرسلين ومسافرين.

مسافة بعيدة بين مكة والمدينة المنورة والعراق, تفصلها صحراء شاسعة, مع ذلك فقد كانت أخبار تلك المدن او الولايات, تصل ولو لتأخرها بعض الشيء, مما يجعل المَرءَ متسمراً, من هول الأحداث المتسارعة وبشاعتها, وخلوها من أدنى صفات الإنسانية. 
ترتجف يداي وترتعد فرائصي, عند الوصول للفاجعة الإنسانية, التي قام بها عتاة المجرمين, الذين ادعوا الاسلام, ليعملوا على الثأر من قتلة المشركين, رافضين طريق الحق الإلهي, لاهثين خلف ملذات الدنيا الفانية, عميت بصيرتهم عما يريده الخالق العظيم, متناسين جبروته في العقاب, مستخفين بما قاموا به, طاعة لأمير الدينار والفسق والفجور.

تلك هي واقعة الطف, يوم واحد بل بعض من يوم, اختصر رسالة سماوية, سعى الرسول محمد, عليه وآله أفضل الصلوات وأتم التسليم, وتحمل الأذى والقهر والهجرة, من أجل أن تعيش البشرية في أمن وسلام, وحب ووئام عابدة لرب الأنام, تاركة عبادة الأوثان, مؤتمرة بأمر باريها, بعيدة عن أهواء الطغيان, المفعمة بحقد الشيطان على بني الإنسان.

لقد جُبِل الأعراب على الغلظة والعصبية القبلية, ولم يفد معهم النصح ورؤية المعاجز الإلهية, اعتادوا على الذلة فعادوا إليها, بعد أن أراد لهم الباري العزة, لم يجدوا من الحسين عليه السلام زلة, فنادوا" هذا ابن قَتّال العرب", واتهموه بالخارجي, وأشاعوا أنه قُتِلَ بحديث جده, عليه الصلاة وعلى آله, متناسين الحديث النبوي الشريف, الذي يصفه بسيد شباب أهل الجنة, فلم يتفكروا كيف يكون خارجياً, سيدا لشباب أهل الجنة!

إن الوقوف على بعض ذلك اليوم, يختصر المسافات الطويلة, ويقلص الزمن, بل أن قرآناً سماوياً وأحاديث شريفة, حضرت جميعها ذلك اليوم, ليمزقها حقد أحفاد آكلة الأكباد, ومن معهم من المتملقين والانتهازيين, لهفة منهم للتسلط على رقاب الناس, بغير حق خلافاُ لما أراده الخالق العزيز, وأدوا القرآن الإلهي, لأجل الثأر للمشركين.

فأي كلام يُقال من بعد ما قيل, بذلك اليوم المُفجع, وكأن الزمن قد توقف, وعجزت الأقلام عن الكتابة, ليس بسبب جفافها, بل لبيان الحق من الباطل بأوضح صورة, فمن تبع الحق تبعه, ومن خالف إمام زمانه, فقد باء بالخسران العظيم.
فالإصلاح يحتاج لتضحية كبيرة, لا يتحملها إلا مَنْ امتلك الشجاعة والإصرار, فاتِّباعُ الحق لا يحتاج لخيارٍ ثانٍ, ولا يوجد منطقة وسطى, فإما جنة دائمة, أو نار صاليه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك