بقلم سامي جواد كاظم
مع نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين بدات كثير من الانظمة الدكتاتورية تتهاوى ويحل بدلها النظام الديمقراطي الذي يعتمد الانتخابات في تسلم السلطة لمن يفوز بها . هذا النظام الديمقراطي بات يؤرق الكثير من الانظمة الدكتاتورية المتسلطة على شعوبها بالقهر والاضطهاد ومن الطبيعي ان يؤد هذا الى ظهور نخبة من المثقفين والواعيين لمتطلبات المرحلة الراهنة وكما انه الانسان دائما يطمح الى التغير نحو الافضل وكل حسب مجاله، لهذا يكون نصيب للديمقراطية في حيز تفكير الطامحين الى التغير والتي تسمى القوى المعارضة نحو الاصلاح او اختصارا الاصلاحيين .
الدول العربية كان لها حصة من هذا التغير ، والتي سعت الى ذلك كانت لها الانظمة الدكتاتورية العربية الاخرى التي لا ترى ضرورة التغير الديمقراطي بالمرصاد . فلو تطلعنا الى الدول العربية فاننا نجد ان هنالك ثلاث دول مارست التجربة الديمقراطية من خلال الانتخابات وهذه الدول الى اللحظة تعيش محن وارهاب وعند التدقيق والبحث نجد ان لهذا الارهاب المعارض للديمقراطية منبع واحد هو الفكر الوهابي لدى السلطة الحاكمة من ال سعود ، هذه الدول هي الجزائر والعراق ولبنان .
المذابح التي حصلت في الجزائر عقب مؤامرة الشاذلي القبيح على الشعب الجزائري بعد فشله الذريع في الانتخابات حيث بدأت الاعمال الارهاببية باعلى درجاتها والتي اخرها كانت التفجيرات التي استهدفت الرئيس الجزائري وشعبه وراح ضحيتها العشرات من الابرياء كانت بتخطيط الفكر الوهابي لتنظيم القاعدة الذي يعتبر الوجه الثاني لآل سعود .
وفي لبنان بعد ما طالب حزب الله بحقوقه كاملة حسب افرازات نتائج الانتخابات فما كان من الوهابية الا ان تحرك عناصرها الارهابية باتجاه لبنان لتحدث بعض الانشقاقات في الحكومة اللبنانية حتى يكون نتيجتها تنازل البعض للبعض وبالتالي يعني فشل التجربة الديمقراطية ، ودليل ذلك ان ارهابي نهر البارد اغلبهم من السعودية الوهابية والسوريين ، وكما ان الحرب الاخيرة للبنان او بالاحرى لحزب الله مع اسرائيل ثبت ضلوع السعودية وحكومة السنيورة بتاجيجها علها تنال غايتها بقضاء اسرائيل على حزب الله بعد ما فشلت دبلوماسية الولايات المتحدة في تحييد نشاط حزب الله ووصفه بالمنظمة الارهابية.
واما في العراق فحدث ولا حرج فانه من الممكن ان تكف السعودية من اعمالها باتجاه الدول العربية الساعية الى الديمقراطية الا العراق وذلك لسببين اولهما لان الاغلبية شيعية والثاني لمجاورتها لهم وبالتالي يعني سهولة انتقال التجربة اليهم ومطالبة الاصلاحيين في السعودية بتطبيقها وعندها ستهتز العروش .
اما الانتخابات المصرية فانها شكلية وهي اقرب الى المهزلة بدليل ما انتهى اليه حال منافس الرئيس المصري وبالرغم انه لم يحصل الا على اقل من عشُر اصوات مبارك ورغم الخسارة فانه لم تشفع له بتركه من قبل سلطات مبارك وايداعه في القلعة والتي هي اسم معتقل معروف لدى مصر ببطشه لمن يدخل اليه .والان تخيلوا لو تمكنت الديمقراطية من الحياة السياسية في السعودية فان ذلك يعني اولا تغير اسم الدولة السعودية الى اسم اخر .
https://telegram.me/buratha