المقالات

تمخض الجبل فولد فأرا.- 3

2062 2015-10-15

وتأريخ المنطقة يؤكد لنا دوما وبصورة لا يدع مجالاً للشك أن أمريكا دائما هي وراء صناعة العدو لتثبيت مصالحها في المنطقة من خلال الفوضى الخلاقة التي تسعى إليها ، ومن ثم هي المبادر الأول لمحاربة هذا العدو كذبا ورياء لإخفاء أهدافها ومخططاتها التي تلتقي مع الكيان الصهيوني الذي يهمه جدا إشعال المنطقة العربية بالصراعات المستمرة، و الدوائر الحاكمة في أمريكا بارعة فى خلق هذه الصراعات ولعب دور الشرطي وحامي العالم. فقد صنعت الأمس طالبان فى أفغانستان لمحاربة الدب الروسي، ومدتها بكل أسباب القوة والبقاء إلى أن ولدت منها إخطبوط من المنظمات الإرهابية الدموية، وأنتشر خطرها في كل أنحاء العالم.وبعد خراب البصرة كما يقال انقلبت عليه وأخذت تحاربه بالتقسيط وفى تحالف دولي هش مريب. وأصبح الأمر واضحا كوضوح الشمس في رابعة النهار إن هدف أمريكا وهدف حلفائها وعملائها في المنطقة العربية هو تدمير كل قوة تسعى للوقوف بوجه الكيان الصهيوني الساعي دوما لآبتلاع الأرض وهضم الحقوق. والهدف الرئيسي الذي تسعى إليه أمريكا ومن يسير في فلكها هو إسقاط الدولة السورية ومن ثم تطويق المقاومة اللبنانية حتى يسهل العدوان عليها من قبل إسرائيل وعملائها. وقد أظهر جليا إن هدف القصف الأمريكي على مقرات داعش هو تحجيمها فقط لكي تبقى محصورة في مناطقها في العراق وسوريا وليس القضاء عليها ليطول أمد الصراع وتستنزف الموارد وتعطل عملية التنمية في العراق وسوريا على وجه الخصوص .وقد أثبتت الأيام أن لاحل للقضية السورية سوى أن يلتقي النظام مع المعارضة الوطنية الداخلية الغير ملوثة بدولارات أمريكا وعملائها في المنطقة للإتفاق على المصلحة الوطنية وأهمها الإتفاق على إجراء إنتخابات حرة نزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة ليدلي الشعب السوري برأيه في مسألة الحكم لكي يخرج هذا البلد الجريح من هذه الدوامة التي خلقتها أمريكا وعملاؤها في المنطقة العربية. 

أما في العراق فلا مناص أمام رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بعد أن تكشفت الأمور لإبقاء هذا البلد تحت الوصاية الأمريكية إلى مالا نهاية سوى أن يحذو حذو الرئيس السوري ويطلب بكل جرأة وشجاعة من روسيا مساعدة طلائع الشعب العراقي من جيش وحشد شعبي الذين يخطون بدمائهم الزكية أرض العراق الطاهرة للتعجيل في القضاء على هذا التنظيم المتوحش الذي سفك وما يزال يسفك دماء الآلاف من العراقيين بعد أن ظهرعجز أمريكا ووضعها العراقيل تلو العراقيل لمحاربة داعش على الأرض العراقية. خصوصا إن كل التقارير تؤكد بأن المجموعات الداعشية بدات بترك مواقعها في سوريا والتوجه نحو الأراضي العراقية نتيجة للضربات الروسية الموجعة . وما هو الضير في أن يطلب رئيس الوزراء المساعدة من روسيا التي أبدت إستعدادها للوقوف مع الجيش العراقي والحشد الشعبي في هذه الظروف العصيبة في الوقت الذي يتكالب فيه أعداء العراق وتشن وسائل إعلامهم هجماتها الشرسة ضد الحشد الشعبي والمرجعية الدينية وتعلن عن وقوفها علنا مع داعش وأخواتها بعد أن أصبحت المعركة مع هذا التنظيم المتوحش هي معركة مصير ووجود. ولتملأ وسائل الإعلام المعادية الدنيا صخبا وضجيجا ضد المساعدة الروسية الحقيقية الخالية من الشروط التعجيزية بعد أن تمخض الجبل فولد فأرا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك