المقالات

الأحزاب السياسية وجمهورها.. وحلم بناء دولة / زيد شحاثة

1436 09:32:16 2015-10-15

 زيد شحاثة
تتميز الأحزاب السياسية عن بعضها, بكثير من السمات والميزات, تتعلق مبادئها وأهدافها, أو بأسباب تأسيسها.. لكن هناك تميزا أخر, ربما قد يبدوا غريبا, يتعلق بجمهور هذه الأحزاب, وإختلافه عن بعضه الأخر, وخصوصا في العراق.
جمهور الحزب الشيوعي, أو اليساريين عموما, بمعظمهم ليسوا ممن يتجاهر بتدينه, ويغلب عليهم الثقافة والأدب والشعر, فيما جمهور التيار الديمقراطي, أو ما يسمون انفسهم الليبراليين, تطغى عليهم فكرة التشبه بالغرب, وأفكاره وتقاليده, وحتى ما يتعلق منها بالمظهر أو الشكل, وإصرارهم على تطبيق علمانية, ربما لا يعرفون هم ماهيتها.. وكلا الجمهورين, يمثلان أقلية في الشعب العراقي.
صاحبة الجمهور الأكبر, هي الأحزاب الإسلامية.. فكتلة المواطن, جمهورها في أكثريته, إسلامي وبمستوى فوق المتوسط من الثقافة, وفيه تيار شبابي لابأس به, يليه التيار الصدري, ويغلب عليه الطابع الشبابي, وجلهم من الإسلاميين البسطاء, ولديه نخبة صغيرة عالية الثقافة, واقلهم جمهورا هو حزب الدعوة, الذي بقي يعيش على أمجاد, الشهيد محمد باقر الصدر, وجمهورهم حالة خاصة.
اعدم نظام الطاغية صدام, الألاف من الإسلاميين ومن غيرهم, ومن المواطنين المسالمين, ممن ليس لهم أي انتماء سياسي, بتهمة الانتماء لحزب الدعوة.. فصارت تهمة " الإنتماء لحزب الدعوة", عنوان كل معارضة, لنظام الطاغية البعثي, حتى لو كان شيوعية!
بعد سقوط نظام صدام, ونتيجة لما سبق, ولتوازنات سياسية, لا علاقة لها بالمنطق, و وإبتزازت سياسية, تسلم قادة حزب الدعوة, السطلة والحكم في العراق, وصار لهم جمهور عريض, في ظاهره.. وخصوصا مريدي قياديه أو رموزه.
ولأننا من مجتمعات العالم الثالث, لازال ربع ناخبينا أو اكثر, يصوت لمن في السلطة, فهو قوي.. وسيبقى هذا الحال, ما دمنا كمجتمع, نرى أن من يسرقنا في الليل "يحوفنا", هو رجل شجاع وبطل؟!
ارتفاع نسبة الفساد, إلى درجة أن عدم الفساد صار هو نسبة والفساد أصلا للمقارنة, وقيام الفاسدين بحملة, ومن خلال جيوشهم الإلكترونية, وقنواتهم الإعلامية, لخلط الأوراق, وتشويه الحقائق, فتاه الفاسد عن المخلص, أن تواجد مخلصون أصلا.. فصار الكل يخوض في مستنقع الفساد, حتى لو لم يكن فاسدا أو له علاقة بالموضوع.
كل ذلك جعل من يفكر بالمشاركة, في أي انتخابات قادمة أقلية.. وهذا سيدفع تدريجيا لإفراغ العملية السياسية, وإصلاح النظام, ومشروعة بناء الدولة, مجرد حلم, أم هو وهم؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك