المقالات

الحسين ... والاصلاحات

2814 22:09:37 2015-10-10

لقد كانت الغاية من خروج الحسين عليه السلام ( طلب الإصلاح في امة جده ) حيث قال : ( ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كي آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر) أي أن هدفه هو الإصلاح وهو امتداد لدعوة ومنهج رسول الله ص (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) فالنبي بعث بعد أن بلغت نسبة الفساد ذروتها في المجتمع الجاهلي .

لقد كان خروج الإمام الحسين عليه السلام وهو يعلم علم اليقين أن لا إصلاح للفساد المستشري في الدولة إلا بالثورة على الظلم والفساد فيها حتى وان كلفه ذلك أقصى ما يملك بعد أن أصبح الفساد معلنا ابتدءا من رأس الدولة المتمثل بيزيد لعنة الله عليه ، وبفضل خروج الحسين عرفنا معنى الكرامة وأستمدينا منه القوة لمواجهة الطغاة والفاسدين عبر العصور . . فقد أجازوا قتله لكي لا يحدث الإصلاح عبر تحريف الأحاديث

إن الحسين ( عليه السلام) ليس فقط لطم وبكاء ورفع رايات سوداء وأخرى حمراء وإنما هو انتصار للوطن الذي بات تنهش فيه الأعداء والفاسدين والفاشلين والمنتفعين ...لكي نوقف نزف دماء العراقيين وهدر وسرقت أموال الشعب من جراء السرقات المنظمة التي سببها الفاسدون ..علينا العمل حقاً بمنهج أهل البيت(ع) ..(كونوا للظالم خصما وللمظلوم عونا ) ..

أن العراقيين اليوم يطالبون بالإصلاحات مدعومين بالمرجعية الدينية التي دعت إلى محاربة الفساد وتقديم الفاسدين من الحكومات السابقة والحالية إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل . إن الجماهير عليها أن تتحمّل المسؤولية تجاه وطنها وشعبها، فكل واحد منّهم مطالب بدور المساهمة في القضاء على الفاسدين وأن يضغطوا على تطبيق الإصلاحات التي دعت إليها المرجعية والجماهير الثائرة .

ان الثورة الإصلاحية التي يقوم الشعب العراقي لها مبرراتها وعلى الحكومة أن تصغي إلى مطالبه ، وان لا تسوف تلك المطالب، وان تسمع إلى قول المرجعية الدينية التي تدعوها إلى سبيل الرشاد والإصلاح .فأن من أطاع المرجعية كان من الناجين ، ومن عصى وماطل وسوف إرشادات المرجعية كان من الهالكين .

لقد ملئت بطون السياسيين العراقيين من الحرام وطبع على قلبوهم عدم الرحمة والرأفة بهذا الشعب المسكين المظلوم . فادعوهم إلى أن ينصتوا ويستمعوا إلى مطالب الشعب وإلا ( مصيركم معروف ) .

لقد عيشتم الشعب في زيف من الحرية والكرامة ومن وضع مفقود فيه الأمن والأمان ، بعد أن كنتم تصرخون من جلادكم ( صدام ) وما أرتكبه من جرائم بحق الشعب ، وكيف كان الشعب يعيش عيش خسيس ؟ فحملتوا راية التغيير نحو الأفضل وتعويض العراقيين عن واقعهم السيئ ، فأظهرتم أنكم أهلا لذلك ، وحين جد الجد انقلبتم على أعقابكم واصبحتوا حراميه العصر . فمالكم كيف تحكمون ؟!!!

أن الإصلاحات التي يسعى الشعب الى تطبيقها ليست إصلاحات سطحيه كفتح جزء من المنطقة الخضراء أمام الشعب ، بل الشعب يريد إصلاحات حقيقية تؤثر على واقعه المتردي في كل المجالات وأولها القضاء على الفساد والمفسدين وتقديمهم إلى المحاكم .

قد يحاول بعض السياسيين الفاسدين المدعومين بعصابات من عرقلة الإصلاحات بخلق الأعذار بان هناك توافقات سياسية أو يستخدم القوة ضد الشعب وخطف بعض المتظاهرين أو يحاول بكل السبل حتى لو تطلب الأمر أن يختال المرجعية الدينية من اجل إسكات صوتها فلا يستطيع ذلك ، لان منارات الحسين عليه السلام بقت معانقة السماء ويبقى صوت الشعب والمرجعية مدوي في أذان الفاسدين والحراميه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك