المقالات

حرقة ... العراقيين

1389 18:56:07 2015-09-26

كم مرة أحس العراقيون بالألم يعتصر قلوبهم ؟!! وكم مرة أحس العراقيون أنهم لا يقدروا على البكاء ، لان دموعهم جفت ؟!! ولكن ألآلام ما تزال تسكن قلوبهم ، والحرقة تعصر قلبوهم .. ( خوفاً ، وهماً ، وحزناً ، وتردداً ، وقهراً ) ، هذه بعضا من أحاسيس العراقيين التي ربما أحسست بها يوما ما .. ولكن لا أحد يدري بمشاعر العراقيين الدفينة التي لا تظهر إلى السطح .. 

إذا كتب كل عراقي ما يحزنه ، وكل همومه ، وكل مشاكله ، ما مقدار الورق الذي يحتاجه ليكتب ويدون كل الهموم وكل الإحزان وكل المشاكل ؟!! العراقيون بحاجة الى من يستمع اليهم بصدق ليستشعروا بأنه يحمل همهم ومعاناتهم ليعمل على تذويبها وحلها .. صحيح أن التخلص من هذه الهموم بسهولة بها نوع من الخيال ولكن علينا كعراقيين أن نرسم الأمل للأجيال نحو مستقبل زاهر بعيدا عن منغصات السياسيين أصحاب المنافع الخاصة والحزبية . 

لازال العراقيون يعيشون تحديات مفصلية في مسيرتهم ، تحديات أمنية واقتصادية وسياسية وثقافية ، وأصبح العراق مدخلا للصراعات ومحطاً للازمات في المنطقة التي تعاني أصلا من أزمات كبيرة وصراعات مفتوحة .

لقد نحرم الشعب العراقي من العيش بحرية وسلام ، نتيجة تكالب عليه القوى الشريرة والتكفيرية والإرهابية والفكر المنحرف وسلبت منه الأمن والأمان والعيش الكريم . فهب الشعب يقاتل جذور الانحراف التاريخي وإسقاطاته المعاصرة بمعركة قد تبدو طويلة وشرسة ، ويجب أن نعد لها ما نستطيع من قوة ومن تحالفات لتحقيق النصر النهائي . لم تنتهي معارك العراقيين فعندما تنتهي معركة يبدأ بخوض معركة أخرى مؤلمة وخطيرة وهي معركة الإصلاح ضد الفساد والمفسدين ومعركة بناء الدولة والمؤسسات ضد منهج بناء الأشخاص والذوات .

لقد زرعوا السياسيون العراقيون عوامل الإحباط لدى الشباب العراقي مما دفعهم إلى الهجرة إلى الخارج ، بعد أن أدركوا إن مساحات الأمل بدأت تضيق إمامهم ،فسبب إلى غرق الكثير منهم في مياه البحر ، فازدادت حرقة العراقيين على أبنائهم الذين هاجروا بسبب تصرفات اللامسؤولة من قبل بعض السياسيين الذين لا يعرفون كيف يقودوا البلاد .

لقد ازدادت حرقة العراقيين كذلك على تأخر السيد العبادي في تنفيذ حزمة إصلاحاته التي أطلقها ودعمته المرجعية الدينية وفوضه الشعب ، وانتظر الشعب تفعيل تلك الإصلاحات ولكن نجد أن السيد العبادي مكبل اليدين بتأثير التحالفات السياسية والحزب الذي ينتمي إليه . 

قد يعتقد بعض السياسيين أن جذوة ثورة الإصلاح قد تخمد بتقادم الزمن ، ولكن المرجعية الدينية في خطبتها الأخيرة وعلى لسان الشيخ مهدي الكربلائي أكدت بأن التظاهرات سوف تستمر ، وأن الإصلاحات يجب أن تأخذ دورها في التطبيق .

لقد ضيعوا السياسيون العراقيون الكثير من الفرص الكبيرة كان بالإمكان أن تستثمر لبناء حياة أفضل للمواطن العراقي وبناء مؤسسات اقوى للدولة العراقية ، ولكنهم التهوا بالسرقة وضياع المال العام وهدره في مشاريع لا تجدي نفعا وفي صراعات فئوية ومذهبية وحزبية ضيقة والسماح بالتدخلات الخارجية وتضييع فرص كبيرة على وطننا وشعبنا من الصعب تعويضها .

أن حرقة العراقيين على وطنهم لا تخمد بإصلاحات هنا أو هناك بلا يجب أن تكون الإصلاحات في جميع السلطات التشريعية وأهمها السلطة القضائية التي سكتت على الفاسدين من الأولين والآخرين ، وسوف تستمر التظاهرات في كل المحافظات إلى أن نرى إصلاحات حقيقية مؤثرة على حياة العراقيين ، فالحكومة حصلت على دعم المرجعية الدينية والشعب ، فماذا تنتظر ؟!! تنتظر الشعب أن تتوهج حرقة ويذهب إلى عروش الفاسدين ويسحلهم في الشوارع كما فعل سابقا ، والعراقيون لهم تاريخ في سحل الفاسدين والخونة والفاشلين .. نذكر عسى أن تنفع الذكرى .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك