المقالات

آراء في استعادة النهضة

1327 2015-09-23

النهضة كمصطلح نتناوله لا نقصد منه الحضارة بشكلها الخليجي الموجود على ارض الواقع الان ( التجربة الخليجية ) ، كونها حالة حضارية خالية من الروح ، ولا تشكل حضارة بالمعنى الدقيق للكلمة ، كون هذه الدول تمثل جزء من عالم الأشياء ( تقسم العوالم الى ثلاث ، الافكار ، الأشخاص ، الأشياء ) ، فحين استوردت هذه الدول الحالة الحضارية من أوربا لم تستورد الافكار والاليات والوسائل المؤدية الى التقدم ، وانما استوردت المنتجات الجاهزة ، وهذا النوع من النهضات يمكن تسميته ب( النهضة الاستعبادية ) ، لكونها جعلت هذه البلدان تحت رحمة من صدر لها ما سبق ( القوة الناعمة الغربية ) .

فالحضارة بمعناها الواسع هي نتاج الفعل المنطلق من روح وثقافة وقيم المجتمع ذاته ، اي هي الوجه الاخر لما يجري من تفاعلات داخل اروقة ومقاهي المجتمع غير التفاعلات والعمليات السياسية التي تعتبر النتيجة الحتمية للتفاعل المذكور آنفا ً ، مما معناه اننا بحاجة الى عرقنة نهضتنا ( اذا ما نهضنا ) ان أردنا ان نكون احرار .

أسلفنا بالحديث ان التغييرات والتفاعلات السياسية هي نتيجة او بنية فوقية ناتجة عن تفاعلات البنية التحتية ( المجتمعية ) ، ولكنها قد تكون عائقا ً في نفس الوقت لهذه النهضة ، ففي هذه الحالة نحتاج الى الفصل بين التفاعلات المجتمعية والتفاعلات السياسية قدر الإمكان ( وان كان ذلك صعبا ً بعض الشيء ) حتى لا نجعل الاخيرة محور الفعل المجتمعي . 

وما ذُكر هو محاولة لأخذ فكرة الفصل الغربية ( القائمة على فصل الدين عن الدولة ) وإعادة طرح نظرية الفصل برؤية اخرى قائمة على فصل المتغيرات الحاصلة في البنية الفوقية " السياسية " المتجهة نحو الهاوية ، عن تفاعلات المجتمع الاخرى وعدم ربطها ذاتيا ً بها ، فنكون قد حصنا المجتمع من المؤثرات السلبية في حالة التراجع السياسي ونكون غير متراجعين بالضرورة في الجوانب الاخرى ، فيستمر تقدم المجتمع ( وأن كان بطيئا ً ) بغض النظر عن الصراع الحاصل على السلطة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك