المقالات

أقتلني أيها الحاكم لكن لا تقتل وطنيتي!

1959 2015-09-14

أردتُ أن أقنع صديقي بعدم الهجرة، فدار حوار بيني وبينه، سألته: لماذا أنت مصر على الهجرة؟
أجابني: أبحث عن مستقبلي! وسبحانه وتعالى يقول:(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)، أَوَ ليس الإمام علي عليه السلام قال:( الغنى في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة)، وهذه هي فرصتي ولا أريد أن أفوتها، ففوت الفرصة غصة!.

عرفت إن دافع الهجرة عنده، كان سببها البطالة وقلة ذات اليد، حيث أنه شاب متزوج أنهى دراسة الكلية، ولم يجد عمل له أو تعيين، فقلت له: أنا معك فيما قلت، لكن الهجرة ليس وقتها الآن، فالوطن يمر بخطر كبير، ونحن في معركة مقدسة، ولعل الوطن، والمقدسات،والأعراض، تحتاجنا في أي لحظة، ونلحق باخواننا في جبهات القتال الذين ضحوا واعطوا دماء كثيرة من أجلنا!.

قال لي: عن أي وطن تتحدث؟!وعن أي مقدسات؟!وعن أي أعراض؟!الوطن الذي تتقاتل أبناءه فيما بينهم! أم تفجير المراقد، وهتك الأعراض وبيعهنّ في سوق النخاسة، تحت ظل حكومة حزب ديني، يقف موقف المتفرج، وبيده العدة والعدد والمال!.

الوطن الذي يتخرج فيه الشاب، بعد أن يقضي16 سنة من الدراسة، ولا يجد عمل أو ظيفة له، أو الذي كان مطارد من قبل البعثيين يعيش البطالة، وعضو البعث الذي كان يظلم الناس، تزكيه الأحزاب الدينية وإمام جماعة المسجد، ليرجع إلى وظيفته، ثم أين حقوق الشهداء وضحايا التفجيرات، كلها تسويف بتسويف، وكذا وكذا...، يا سيدي الوطن للحاكم وأسرته!.

حقيقة أحرجني بمنطقهِ، وحرت بماذا أرد عليه؟ صرت أهدئهُ، وأداعبه، وذكرت له أغنية سعدون جابر( المضيع ذهب بسو الذهب يلاه، بس اللي مضيع وطن وين الوطن يلاه).

أجابني بشعر مثله: وإذا البلاد تغيرت عن حالها .. فدع المقام وبادر التحويلا .. ليس المقام عليك فرضا واجبا .. في بلدة تدع العزيز ذليلا. 

عجزت عن إقناعه في عدم الهجرة، فأردت أن أثير العاطفة عنده، وأهيج أحزانه، علّه يتراجع عن أمره، فرثيته بقصيدة ملا باسم الكربلائي، التي تقول:(لا تسافر لا يروحي لا تسافر .. لا تكابر لا يجرحي لا تكابر .. يا لب يهجر خليله .. ويا أبو يترك عليله)، فقلت له: الوطن خليل وعليل، ولابد أن نقف معه!.

رد عليّ قائلا: تنقّل فلذات الهوى في التنقّل .. لا تقف عند منهل .. ففي الأرض أحباب وفيها منازل .. فلا تبك من ذكرى حبيب ومنزل .. ولا تستمع قول امرئ القيس إنه .. مضل ومن ذا يهتدى بمضل. 

تيقنت حينئذ إن هذا الشاب لم يقتلوه الحكام فقط، بل قتلوا عنده الوطنية أيضاً، وكم تمنيت أن يُسن قانون كقانون الخيانة العضمى للبلد، على الذي يتسبب بقتل الروح الوطنية عند الناس، حتى أرى الذين حكموا العراق بعد 2003، يشنقوا بنفس الحبل الذي شُنق فيه صدام المجرم!.
ُ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك