المقالات

حرامي لا تصير .. من الشعب لا تخاف

6095 2015-09-08


أنظر أهلنا قالوا سابقا ( حرامي لا تصير من سلطان لا تخاف ) واليوم أهلنا يقولوا ( حرامي لا تصير من الشعب لا تخاف ) لان الشعب هو صاحب السلطات ، وذهب السلطان الذي خيم على الشعب وسرق كل خيراته لأنه أصبح هو ألحرامي الأول ، وأصبح ألحرامي لا يخاف من السلطان .
لقد كان السلطان سابقا عادلا منصفا ليس حرامي ولا سارق ولا يتستر على الفاسدين ، لذا ضرب لنا المثل لكي يتعظ الإنسان بأنه لا يصير حرامي حتى لا يخاف من السلطان .
وقد تغيرت موازين القوى وأصبح السلطان الذي يحكم بالعدل والإنصاف ومحاسبة الحراميه في مقدمة الحراميه وحامي لهم ومتستر عليهم ويساعدهم إلى الهروب خارج البلد ، فرفعت يد السلطان من محاسبة ألحرامي ، وأصبح ألحرامي والسلطان أصدقاء يجلسون ويخططون إلى يوم غد ماذا يسرقون ؟!! وإذا امسك ألحرامي فأن دور السلطان أطلاق سراحه ، لان السلطان شريك فعلي في عملية السرقة ، يأخذ عمولته بالدولار وليس بالدينار ، توديع في البنوك الخارجية وليس المحلية ، لكي لا ينكشف سره ، وأصبح ينطبق عليه المثل الشعبي ( حاميه حراميه ) .



لقد كانت الناس تذهب إلى السلطان تشتكي حالها من ألحرامي الذي يسرق قوت الشعب ، لكي يحاسبه ويأخذ منه ما سرقه من قوت الشعب ، فكان السلطان في نظرة الناس هو القوة الرادعة لكل من يحاول أن يسرق الشعب ، والناس تشجع السلطان أن يتخذ قراره العادل ضد كل حرامي يحاول أن يفسد أو يسرق لمنع السراق والحراميه من التكاثر أو التستر عليهم أو غض النظر عنهم لأنهم من أعوانه أو حاشيته أو حزبه أو أقاربه . فكانت الناس تخشى السلطان من اسمه أكثر من تخشاه من فعله ، فتصبح لدى الناس الرهبة والخوف وخاصة ألحرامي من السلطان وردة فعله واتخاذ قراره الصائب اتجاه ، فقلة الحراميه لان السلطان عادل ومنصف وشجاع ولا يتهاون بقوت شعبه ولا يشجع الحراميه ويتستر عليهم ، بل يذهب بهم إلى القصاص العادل بحقهم .

لقد انقلبت الأمور وأصبح ألحرامي هو السلطان ، فكيف سيكون حكم السلطان ؟!! والناس إلى مَن تشتكي ؟!! وأصبح السلطان والحرامي ينطبق عليهم المثل الشعبي القائل ( حرامي البقر يعرف حرامي الجاموس ) .

فحكم العراق اليوم حكم الحراميه لا يوجد رادع لهم من سلطان ، لان السلطان هو ألحرامي درجة الأولى وقائد النشاله ، فالحرامي والفاسد لا يخشى السلطان وأصبح المثل القائل ( حرامي لا تصير من سلطان لا تخاف ) مودة قديمة عندما كان ألحرامي يخشى ذلك السلطان من اسمه قبل فعله ، ولكن تغيرت الأحوال وأصبح ألحرامي يرحب بالسلطان الفلاني لأنه من حزبه أو أقاربه أو حاشيته ، فيأخذ راحته ، ويفعل فعلته الشنيعة بسرقة قوت الشعب ، وأخيرا أذا صاحت عليه الصيحة ، أو مسك متلبس بالجريمة ، يرحل إلى خارج البلد وعلى الخطوط الجوية العراقية وبحماية من السلطان .

لقد أثارت ثائرة الشعب من السلطان وحراميته الذين سرقوا خيراته وجعلوه يعيش حالة التقشف في كل المجالات ، فأنطلق بثورة ضد الفاسدين والحراميه وطالب بمحاسبة الحراميه على مر السنوات 12 الأخيرة ودعمته المرجعية الدينية ، فأصبح الشعب اليوم هو السلطان الذي يجب أن تخشاه الحراميه لا أن يخشى من السلطان ألحرامي ، لذا نقول ( حرامي لا تصير .. من الشعب لا تخاف ) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك