المقالات

اردتُ ان اكتبَ... ولكن ابكاني ايلان

1435 2015-09-08


على رمال الشاطئ، ينام العالم بثقله، صامتاً، عاجزاً، أو متواطئاً على أجسادهم الطرية الغضّة التي لعبت بها المياه، إنهم ضحايا حروب الطغاة على الطفولة والأوطان وحقوق الإنسان ولن تثمر عالماً مدنياً مسالماً ابداً، ،كأن حياة أطفالنا ترف لا نستحقه. اجساد تبحث عن دفئ الإطمئنان في ليلة الهجر وقد رحلت السعادة إلى الفناء، فلا حلاوة الأمس في الفقر، ولا عذابات اليوم في الغربة ترضيان كأن موتنا لا نهاية له ، الهجرة التي لم تشفع للأبرياء ولا للطفولة المعذبة التي لا تحمل ذنوب الكبار والطغاة يتخذون قرار الحرب ولكن الصغار هم من عليهم ان يخوضوا الحرب والموت فيها ويدفعوا الثمن، والأطفال هم أكثرُ ضحايا تلك الحروب تأذِّيًا وتشتُّتًا وضياعًا؛ ذلك لأنَّهم يَفقدون براءتهم الواقعيَّة، وتتشوَّه القيم الجماليَّة امام أعينهم وهم يُشاهدون المناظر الرَّاعبة و المجازر الكارثيَّة، صوتُ الرصاصِ وعتمُ الليلِ الذي يُرهِبُهُـا ، فالذعرُ حـلَّ مكـانَ اللهوِ والحُلُـمِ عندهم قد غادر الى عالم اخر. فالكلُّ يرزحُ تحتَ الخـوفِ والعَـدَمِ. كل الظروف متاحة ولم تزل متاحة من اجل ان يحقق الفكر الانساني غايته الاسمى وهو الابقاء على الانسان انساناً مترفعاً على الواقع ومتحدياً لكل موجبات المذلة والمهانة.ولكي يجد من يمسح الدماء المتناثره في ارجاء الدنيا ، هذا ما لا يفهمه الطغاة الذين تنكروا للشرائع الوضعية والسماوية كلها، من أجل تنفيذ أطماعهم وسطوهم على الشعوب .

الاطفال ضاعت ابتسامتهم ، لا يعرفون الطفولة ، ولا الطفولة تعرفهم ، لا لعب لديهم سوى ازيز الرصاص , ولا قصص لديهم سوى القتل والموت والضحايا، لا مياه لديهم ولا قطرات ماء سوى دموع الارامل والثكالى .

أمس، وقف العالم مذهولاً أمام صورة الطفل المشرد قذفته أمواج البحر، لتنام جثة هامدة على ساحل الجزيرة، الغضب يكون على قياس الرعب الناجم عن المشهد. لتسقط كل معايير الأخلاق والوجدان عند المسبب. 

"الطفل ايلان" قرر الرحيل مجبراً ودمعته هذه التي تسيل لمن تركها ، لمن ترك حلمه الجميل ،حزينةٌ كلماته اليائسة ، كلماتٌ استرقت همسات الدنيا تشعل أهاتها ولكن . كثيرة هي الدموع ، والأمل ماضٍ بلا رجوع ، النارُ تحرقُ قلبي والدموع تغرق عيني ، الحزنُ لن يتخلى عني والفرحةُ لن تقربَ مني ، دموعي مثل الشلالِ وقلبي حر الرمالِ، أعد أياماً طوال والحزنُ يجري خلالهاِ ،الحزنُ في القلب ينتظرُ حزن الليالي، الحزن بنبرات ضعيفة تسرد معاناة الفراق المريرة ، نقشت حزناً بين الزهـــــــور ، تناثرت دموعي بين اكفي، هتفت اعماقي قائلةً ليتني ، ليتني لم أعش ذاك الشعـــــــــــور،
ليته غاب قبل الشــــــروق ، ليته غاب بين السطـــــــــــور، هل نسيت ابتسامته ، بعد ان نثرت عبق العطـــــــــــــور، ها قد أتى الرحيل يسحب أذيالــه ، باكياً يطرق أبواب العصــــــــــور، ذهب ايلان وذهبت الطفولة ، نسيت كيف تُشعل شموع ليلة الوحشة ، و كنت اعتقد إني استطيع أن اكتب كلمات كنت ألهث لأجمع تفاصيلها ، ولكن عندما بدأت كتابتها شعرت أن شيئا ًبداخلي قد احترق، فسكت وسكت القلم . .. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك