المقالات

أيها الصامتون المؤآمرة مستمرة والشيعة هم فقط الضحية

3678 17:41:00 2006-03-16

متى يفيق شيعة العراق والعالم؟ سؤال بحجم الجرح، بعمق الجرح، وبطول ذاك البحر الجاري دما، يوجعني ان الصمت الشيعي صار عقيدة يتغلب عليها سيف الجلاد، يوجعني ان الشيعة صاروا عبيدا لقانون الصمت، يوجعني ان الدم الشيعي المهدور منذ الف تخثر قبل ان ينبت اسيافا وخناجر تقاتل..... بقلم : د. وليد سعيد البياتي )

صراع حضارات ام صراع عقائد؟

تساؤل لايجرؤ الكثير من المؤرخين الخوض فيه او التعامل معه خوفا مما يمكن ان يتهموا به، ولكن التحليل المنطقي لكل الوثائق التاريخية لحركة التاريخ يكشف ان كل ماحدث هو صراع عقائد ولا يمت لصراع الحضارات بشيء، فتاريخ البشرية هو تاريخ النبوات والرسالات منذ عهد أبينا آدم عليه السلام وحتى خاتم الانبياء والمرسلين محمد صلوات الله عليه وعلى آله الاطهار، وهكذا فكل الانحرافات التي ظهرت هي في الواقع انحرافات عن القيم والمفاهيم التي جاءت بها الرسالات السماوية، فحتى جريمة قابيل في قتل اخيه هي انحراف عن القيم التي ارسلها الله الى نبيه آدم عليه السلام لتحديد العلاقات بين الانسان والخالق تعالى شأنه، والان فأية قيمة لمباني الحضارة خارج مفاهيم العقيدة، وعندما نتحدث عن الحضارات اقصد الناتج الايجابي فعاليات الامم، فلا يمكن اعتبار اي ناتج كناتج حضاري اذا كان خارج مفاهيم وقيم العقائد السماوية.

منذ البدء ابتلي الفكر الاسلامي بمجموعة من الشخصيات والكيانات المنحرفة المنغمسة في جاهليتها، والتي لم ترتق بمفاهيمها وقيمها عن الحيوانية، بل انها تخلت حتى عن اصالتها العربية، فكان بيت عبد شمس بركة الضحالة التي غذت الشجرة الخبيثة بفرعيها السفياني والمرواني ومن انغمس معهما في بركة الوحل الجاهلي، وككل الطواغيت كان القتل والابادة والتهجير السبيل الوحيد للوصول الى السلطة او للبقاء فيها، فليس ابو سفيان عليه اللعنة كالرسول الخاتم صلوات الله عليه وآله وليس معاوية اللقيط ابن اللقيط ، كأمير المؤمنين علي عليه السلام، ولا ثمة مجال للتفاضل، وكيف يفاضل الخبيث التقي؟ والله يقول" ان اكرمكم عند الله اتقاكم" سورة الحجرات/13، وهل جاء هذا المعيار الالهي عبثا؟ فمعاوية الذي لم ينسلخ من جاهليته حارب العقيدة في علي عليه السلام، وكذلك يزيد الخمور المنغمس في جاهليته حد النخاع، حارب العقيدة الرسالية التي مثلها الامام الحسين عليه السلام، لكن الامام الشهيد وضع البشرية امام قاعدة عقائدية، وتاريخية تتجاوز مفاهيم الحدث الاني ليلقي نظرة على المستقبل الذي تمثله حركة التاريخ فقال مقالته الشهيرة: "اذا قتلتموني هان عليكم قتل من بعدي" وهنا يقدم لنا سيد الشهداء قيما معيارية للتعامل مع المستقبل، باعتبار انه عليه السلام خاتم الاسباط، وخاتم الخمسة من اصحاب الكساء، وهو خاتم اصحاب آية المباهلة، وآية التطهير، كما هو خاتم اصحاب سورة الدهر، وهو من العترة الذين قرنهم الحق بكتابه العزيز. فاغتيال كل تلك المناقب هو اغتيال متعمد للرسالة السماوية، ولولا استمرارية الامامة لضاعت الرسالة غير ان الله عز وجل اخذ على نفسه حفظها بان قرنها مع العترة الطاهرة.

لكن الشجرة الخبيثة تأبى الا ان ترسل ثمارها العفنة والتي تشبه رؤوس الشياطين فتلوث نقاء الرسالة، وقد استمدت هذه الشجرة شرعيتها من المنحرف الاكبر صاحب رزية يوم الخميس حيث اتهم الرسول الخاتم بانه " يهجر" لاغيا بذلك قول الله عز وجل في تكريم خاتم الانبياء والرسل" وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى" النجم/ 3-4 فاية قيمة تبقى لكلام المنحرف امام النص الالهي، لكن اصحاب النفوس المنحطة ولاجل تكريم صاحبهم تجاوزا النص الالهي، فهل يبقى شك لابي سفيان ولمعاوية ويزيد وابن العاص، ثم لابن تيمية وابن عبد الوهاب، في انه يحق لهم الطعن بالرسول والخاتم وتقتيل ابنائه والائمة من بعده ثم تقتيل وتكفير شيعتهم ومحبيهم، من هنا ندرك انه لم يكن وماكان ابدا صراعا حضاريه بعد ان ادركنا انه لاقيم حضاريه خارج المفاهيم والقيم الرسالية، فكل طعن في الرسالة وصاحبها واهل بيته واشياعهم هو انحراف عن الخط الرسالي الذي جاء به خاتم الانبياء والمرسلين صلوات الله عليه وآله من عند رب العرش العظيم.

شريعة الصمت والجاهلية الثانية

تبنى عرب الجاهلية الثانية عقيدة ابتدعوها، وشغلوا انفسهم بتطبيقها مادام كل من يقتل ويذبح في العراق او يهجر او ينتهك عرضه يقع في دائرة اهل البيت الاطهار وشيعتهم، فلا بأس ان يذبح الفا من ابناء العراق يوميا ما داموا من شيعة علي عليه السلام، ولا باس ان تنتهك اعراض النساء من الشيعة، واي ضير سيصيب الفيل المترهل في امبراطورية قطر العظمى والتي مساحتها كبصقة في ان يقتل ذبحا كل شيعة العراق وهو المفتخر بعروبته واصالة انحرافة واليس هو من يحمي ابناء واحفاد شجرة السفاحين، اما ان يرفع خرطومة مطالبا الارهابيين بايقاف نزيف الدم فهذا يعد خروجا عن تقاليد الجاهلية العفنة. اما قزم الاردن فبالتاكيد لن يصرح منددا بالارهاب خوفا على مشاعر ابنة الطاغية، وهو مسكين، كيفي يعيش من غير دولارات ابنة الطاغية، والغريب ان عقال الضاري لا يرتجف لكل الجثث المحترقة في مدينة الصدر او في كل المدن الشيعية، وتراه ينتفض اذا مس احدنا صاحبة صدام بكلمة اوان فضحنا علاقتة بالزرقاوي والبعثيين، وذاك القابع تحت سدارتة يفرك يديه فرحا كلما فجر شريكة الزرقاوي ابناء علي امير المؤمنين وشيعتهم في كربلاء والنجف والكاظمية، اما ليلة ان فجر اتحاد البعثيين السني الوهابي قبة الامامين الهاديين العسكريين، فاكاد اجزم انه نحر الذبائح فرحا، وربما سجد للشيطان شكرا، بالتاكيد ان كل هذا لم يات عبثا فعقيدة الكره للرسول واله وشيعتهم متاصلة في اصلاب اشباه الرجال من اتباع مدرسة الخلافة المدرسة السلفية المتهالكة على قتل الطهارة والبراة الرسالية، هم توارثوها كما نتوارث العلم، ولا ادري كيف يتلوون الكتاب الذي جاء به خاتم الانبياء وهم يقتلون عترته وشيعته، واي منطق يتعاملون به غير منطق اصحاب يزيد الذين يذكرون محمدا في اذانهم ثم يلتفون على عترته فيوسعونهم قتلا وتذبيحا باسم الرسالة المحمدية فاية مفارقة كريهة؟ و اي منطق اعوج؟

ياشيعة العراق والعالم آه والف آه

متى يفيق شيعة العراق والعالم؟ سؤال بحجم الجرح، بعمق الجرح، وبطول ذاك البحر الجاري دما، يوجعني ان الصمت الشيعي صار عقيدة يتغلب عليها سيف الجلاد، يوجعني ان الشيعة صاروا عبيدا لقانون الصمت، يوجعني ان الدم الشيعي المهدور منذ الف تخثر قبل ان ينبت اسيافا وخناجر تقاتل، يوجعني ان اصابعنا لا تنتج الا الصمت، وان اراضينا لاتنبت الا الصمت، وان دكاكيننا لا تبيع الا الصمت، وحتى حوزاتنا صار شعارها ذاك الصمت، آه يا هذا الصمت بت اشكوك للصمت، متى يفهم الشيعة انه صراع عقائد، وان شعارنا الان لا للصمت ولنحارب كل من يدعو للصمت بحجة التوافق او بحجة الحوار الوطني سنطلقا مدويا منذ الان لا للصمت لا لحوار الطرشان (المسمى جهلا التحاور الوطني) لا للنفاق (المسمى ظلما التوافق)، يجب ان يكف الجميع عن التعامل مع السنة الوهابيين والتكفيريين والبعثيين، يجب ان لا تمتليء حناجرنا بالرمل، علينا ان نطلق اصواتنا علينا،علينا ان نحول اظافرنا سكاكينا وخناجر، ورجال الدين الذين يملأون اذاننا بخطب الامام الحسين عليه السلام، عليهم ان يكونوا حسينيين في شجاعتهم، حسينيين في سلوكهم مع المعتدين، حسينيين في جهادهم، وعلى قنواتنا الاعلامية ان لا تتخذ جزيرة الفيل المترهل انموذجا يتبع، وعلى الساسة ان يدركوا ان فرصتهم في ارضاء من انتخبهم والا سيكون لكل حادث حديث.

د. وليد سعيد البياتيalbayatiws@hotmail.com

المملكة المتحدة – لندن

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك