المقالات

خُلقُ من أخلاق العظماء لشهيد المحراب!

1804 2015-09-05

بسمهِ تعالى:(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ).

إنّ الحديث عن شهيد المِحراب( قده)، يحتاج إلى مؤلفات من الكتب، لا يكفي أن يكتب عنه مقالات، فضلا عن مقال واحد! فالسيد الشهيد آية الله، محمد باقر الحكيم( طاب ثراه)، مزدحمة ومفعمة حياته، بالعلم والعمل السياسي، وتاريخ طويل من الجهاد والنضال. 

لكني سأكتب بنمط آخر، وأحكي عنه حكاية من خلالها، تعرفون عظمة هذه الشخصية، وإنه من عجينة العظماء، وقبل البدء في الحكاية، أود أن أروي قصة ذكرها التاريخ، عن أحد أسلاف شهيد المحِراب( قده)، الذين يرجع لهم السيد بالنسب، وهو:(محمد بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن زيد أبن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب)، ااذي حكم في دولة العلويين، في طبرستان، وبقي في الولاية 17 عاما وبضعة شهور. 

قال السيد الأمين في الجزء الخامس والأربعين من الأعيان ص 141 طبعة سنة 1959:
(كان محمد هذا إذا أفتتح الخراج نظر إلى بيت المال، وما فيه من خراج السنة الماضية ففرقه في قبائل قريش، ثم في الأنصار، وأهل القرآن والفقهاء، وسائر طبقات الناس، حتى لا يبقى درهم. 
وفي ذات يوم جلس يوزع الأموال، فقام إليه رجل. فقال له: من أي قبيلة أنت؟ قال: من بني عبد مناف. قال محمد: من أي عبد مناف؟ قال الرجل: من بني أمية. قال محمد: من أي رجل منهم؟ فسكت. قال محمد: لعلك من ولد معاوية؟ قال الرجل: نعم. قال: لعلك من ولد يزيد؟ قال الرجل: نعم. 
فنظر العلويون إليه شزراً. فصاح بهم محمد، وقال: لعلكم تظنون أن في قتله إدراكاً لثأر أبي الحسين؟ إن الله سبحانه قد حرم أن تطالب نفس بغير ما كسبت.). 

السيد شهيد المِحراب( قده)، له عدة حكايات من هذه القبيل، لكن أبهرتني حكاية، كتبها( الحق المهتضم) في إحدى مقالاته، وأنا سأنقلها عنه، يقول الكاتب:(يوماً صعد شخص على المنبر الذي تشرف بأسم الأمام الحسين عليه السلام في مدينة قم المقدسة، فنال من شهيد المِحراب إلى أن وصل إلى الطعن في عائلته( قده) وصل التسجيل الصوتي إلى شهيد المِحراب ما أن سمعه حتى إغرورقت عيناه بالدموع وقال: 

سامحه الله إذا كان له معي خلاف سياسي لا مانع من إختلافه معي في وجهة نظره ولست بمنكر عليه، ولكن أن يصل إلى التعرض للعلويات فهذا غريب ولا يقبل به أحد!. وبعد أسبوعين من قراءة هذه القصيدة جاء هذا الشاعر إلى مجلس شهيد المحراب. وما أن وصل هذا الرجل حتى نزل له شهيد المِحراب من منبره إذ كان (قده) ـ في مجلسه الأسبوعي ـ وإحتظنه ولم يسمح له أن يبيع ماء وجهه مع ما قام به من فعلٍ شنيع ليعتذر قائلاً له( قده):
مرحبا بخادم الأمام الحسين عليه السلام، أود أن تشركني في ثواب قصائدك التي تكتبها عن الأمام الحسين عليه السلام. 
بهت الشاعر ولم يتمكن من الحديث وأصاب الذهول جميع من حضر عند شهيد المِحراب إذ أن كل من حضر قد سمع القصيدة التي وزعت في قم المقدسة وسمعها كل العراقيين).

هذا هو شهيد المِحراب( قده)، وهذه هي أخلاقه الفاضله، ولا عجب إذا عفا عن هذا الرجل، فمن قبل عفا جده أمير المؤمنين عليه السلام عن ألد أعدائه، وآبائه وأجداده على هذه السيرة الحسنة، كيف لا ! والقرآن يخبر عن جده الأعظم صلواته تعالى عليه وعلى آله:(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك