المقالات

حكومة الدكتور حيدر العبادي والتحديات الكبرى. - القسم الثاني

2148 18:24:41 2015-09-02

لقد ظل الشعب ينتظر على مدى هذه السنين قادة على قدر كبير من المسؤولية الوطنية والتأريخية وعند كلمتهم أثناء الإنتخابات لإيقاف هذا النزيف والتداعي المستمر في جسد الدولة العراقية لكي تصل سفينة العراق إلى شاطئ الأمن والسلام بعد أن توالت عليه خمس حكومات يجمعها رابط واحد هو المحاصصة ويتنافس أقطابها على المصالح والمغانم والإمتيازات فقط.

وسمع المواطن العراقي خلال هذه الفترات أطنانا من الكلام الإيجابي المهدئ للخواطر فقط من أقطاب العملية السياسية دون أن يحدث أي تغيير نحو الأفضل لابل أخذت الأمور تتراجع نحو الأسوأ وعامل الوقت مهم في حياة الدول والحكومات لكي تضع تجاربها في كفة الميزان. لكن الرموز الحاكمة في العراق أغمضت عيونها عن رؤية الواقع وظلت تسعى إلى جني المكاسب والمغانم على حساب الدم العراقي المسفوح. وكل يوم يمر وسفينة العراق تتقاذفها الأمواج العاتية إلى أن حلت كارثة الكوارث التي كان من نتيجتها إحتلال الدواعش لثلث مساحة العراق وآستيلائهم على كميات هائلة من الأسلحة تقدر بمليارات الدولارات في أيام معدودة.وأخذ الدم العراقي يسيل ويسيل كالأنهار في ساحات واسعة من ثرى العراق، وهام الملايين على وجوههم وهم لايحملون أي شيئ من متاع العمر باحثين عن ملجأ يأويهم . ورفضا لهذه الظواهر السلبية إنطلقت النداآت الكثيرة من المرجعية جماهير الشعب العراقي الأبي ومن المرجعية المجاهدة الرشيدة أن ثوبوا إلى رشدكم أيها السياسيون ولا تجعلواالوطن لقمة سائغة للأعداء المتربصين به. ولكن لا حياة لمن تنادي. ووجد الإحباط والغضب طريقهما إلى كل طبقات الشعب فكانت هذه الإنتفاضة الجماهيرية الغاضبة. 

وأنا كمواطن مستقل أسخر قلمي لخدمة وطني وأطلقه ضد مروجي الفوضى والخطابات التحريضية والإستفزازية والدعوة إلى إحياء ثقافة السحل، وتوجيه الشتائم للشخصيات الوطنية والرموز الدينية التي يطلقها أصحابها في الفضائيات المشبوهة بحجة الإصلاح ومحاربة الفاسدين. فهؤلاء الذين يروجون لثقافة العنف هم أبعد الناس عن مصالح الشعب العراقي. فالشعب العراقي شعب حضاري لايمكن أن ينساق لدعوات المحرضين الناعقين من وراء الحدود. ومن حقه التظاهر السلمي المنظم الذي يؤشر على مكامن الخلل ويطالب بمحاكمة الفاسدين أمام قضاء عادل نزيه وكفوء. والمطلوب من جماهير شعبنا الأبي في هذه الظروف العصيبة أن يكونوا على مستوى الحذر التام من العناصر الغوغائية المندسة التي تعودت على إستغلال مثل هذه الإحتجاجات لتمرير مخططاتها السوداء.

لقد جيئ يوما برجل إقترف ذنبا إلى الإمام علي بن أبي طالب ع. وكان الرجل محاطا بجماعة من الغوغاء يهرجون حوله ويحاولون الإعتداء عليه فصاح فيهم الإمام ع قائلا: (لامرحبا بوجوه لاتُرى إلا عند كل سوأة .)

ومن أمثال هؤلاء يضمهم التراب العراقي. وهاهو الإعلام المعادي الذي يقطر سما طائفيا زعافا وأيتام الدكتاتورية الصدامية في عمان وقطر وإستانبول وأربيل بدأوا يكثفون من هجماتهم الطائفية المضللة، ووضعوا أيديهم مع الدواعش أملا في الإنقضاض على الدولة العراقية وإغراقها في حمام دم جديد بحجة تغيير العملية السياسية. 

لقد قام رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي بخطوته الأولى المباركة في تقديم حزم الإصلاحات الثلاث بعد أن دق جرس الإنذار الشعبي، وبحصول رئيس الوزراء على دعم وتفويض الشعب والمرجعية الرشيدة ومجلس النواب لوقف النزيف العراقي فلابد أن يكون في موقف قوي لأن الشعب مصدر السلطات وهو بخطوته الأولى يضع القوى السياسية على لائحة الإختبار لكي تثبت صدق نواياها للنهوض بالعراق والعبرة في التطبيق والعمل الملموس المجدي دون أي تسويف أو زيغ بعد مرور فترة من الزمن رغم كل العقبات الكأداء التي سيضعها أرباب المحاصصات في عجلة الإصلاح. 

فالمواطن العراقي اليوم يترقب وينتظر ماذا ستسفر عنه حزمة الإصلاحات الجديدة بعد أن رفض رفضا مطلقا الحبوب المهدئة للألم . والملايين من العراقيين على ثقة بأن السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي رجل وطني غيور وكفوء وقوي الإراده. وهو يسعى بكل جهده للتغيير نحو الأفضل لو تعاون معه الشركاء في الحكم. وهو يدرك أن الأعداء كثيرون في الداخل والخارج والتحديات كبيرة جدا من تماسيح الفساد الذين تغلغلوا في جسد الدولة العراقية ، وتفننوا في أساليبهم الجهنمية. ولكن الألف ميل تبدأ بخطوة كما يقولون. فالشعب العراقي سيراقب ويحكم بعد أن عانى الكثير من الأوجاع والآلام. ومن حقه أن يعيش في وطنه الغني آمنا مطمئنا مصان الكرامة والحقوق لايبتزه المبتزون ولا يهدد حياته المجرمون. ولا يسرقه المفسدون. وكفى خداعا وتسويفا فالشعب لاتخدعه الشعارات بعد اليوم . 


وقد قال الله في محكم كتابه العزيز:
بسم الله الرحمن الرحيم :
(وقفوهم أنهم مسؤولون ) 24-الصافات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك