المقالات

إحذروا من غرانيق السياسيين!

2286 2015-08-29

عرّفوا الإشاعة بأنها: خبر أو مجموعة أخبار زائفة، تنتشر في المجتمع بشكل سريع، وتتداول بين العامة، ظنا منهم بصحتها. 
ثم قال الباحثون أيضا: لأثارة الشائعات أهداف ومآرب، منها ما هو ربحي(مادي)، ومنها سياسي، وآخر بقصد اللهو واللعب. 
وقسّم بعض منهم الإشاعة حسب الزمن إلى ثلاث: 

أولا ـ زاحفة: وهي تروج ببطء، وبطريقة سرية إلى أن يعرفها الجميع، وتتضمن العدائية ضد رجال الحكومة والمسؤلين لتلطيخ سمعتهم. 

ثانيا ـ العنف: وتنشر أنتشار النار بالهشيم، وتتضمن ترويجها الحوادث والكوارث. 

ثالثا ـ الغائصة: تروج أول الأمر، ثم تغوص لتظهر على السطح مرة أخرى، وغالبا ما يستخدم هذا النوع في الحرب، الذي يصف وحشية العدو مع النساء والأطفال. 

الغرانيق(جمع غرنوق نوع من الطيور المائية البيضاء او السوداء):قصة ذكرها المؤرخون، وبعض المفسرين، كما جآءت في بعض كتب الحديث للعامة، هذه القصة تقول: 

ان النبي صلى الل عليه وعلى آله،كان مشغولا بقراءة سورة(النجم) أمام المشركين، فوصل إلى هذه الآية:(أََ فرأيتم اللاّت والعُزّى ومناة الثالثة الأُخرى) وفي هذه الأثناء اجرى الشيطان على لسانه هاتين الجملتين:(تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى)، فأبتهج المشركون لسماعهم هاتين الجملتين، وقالوا: لم يذكر محمد آلهتنا بخير إلى الآن أبداً، فسجد النبي وسجدوا معه أيضاً في تلك الحال.

بعد ذلك تفرق مشركو قريش فرحين، فلم يمض وقت حتى نزل جبرائيل وأخبر النبي قائلاً:بأني لم آتِك بهاتين الجملتين ابداً، انه من القاء الشيطان ونزل بالآية 51 من سورة الحج. 

هذه القصة أسطورة، وضعها المشركون والمنحرفون واشاعوها بين الناس، الهدف من ورآءها الأنتقاص من النبي والأسلام، وللحفاظ على مصالحهم، ليس الغريب من المشركين ان يصدر منهم هذا الفعل، بل الطامة الكبرى، أن يصدقها بعض علماء المسلمين! ويذكرونها في كتبهم، محاولين الدفاع عن النبي، ببعض التفسيرات والتأويلات، مما زادت في الطين بلة، مع العلم إن الآية التي بعدها تذم المشركين، فكيف يجتمع في آن واحد المدح والذم؟!

هذه القضية حدت ببعض المنحرفين، أمثال:(سلمان رشدي) أن يألف كتابه( آيات شيطانية)، وطبع الى جميع لغات العالم، بسرعة كسرعة البرق! وعندما أهدر دمه السيد الخميني ولزوم قتله، دافع أهل الغرب جميعهم عنه، وهذا دليل على إنهم هم من وراءه، لغاية وهدف هو ضرب الأسلام والنبي! 

رئيس الحكومة السابقة، أطلق علينا وأشاع غرنوق من غرانيقه، وما أكثرها، في حديث له حول زيارته للسيد السيستاني، ونقلته قناة العراقية، عند لقاءه مع بعض الوجهاء وشيوخ العشائر، قال في حديثه: أن السيد شيّعه الى الباب، وعندما شكوت له السياسيين، رد عليّ السيد وهو يصفق بيده على قفاي، قائلاً: هو أنا خلصان منهم حتى أنت تخلص، فصّوت له الحاضرين بالصلوات! 

قالوا: إن الإشاعة غالباً ما تحتوي على جزء من الحقائق، عند ترويجها بحيث يصعب التعرف على الحقيقة من الخيال، فهي تجعل من الصواب خطأ، ومن الخطأ صواب. 

إن النبي وأهل بيته عايهم أفضل الصلاة والسلام، سجيّتهم الأخلاق الحميدة، والقرآن أخبر عن نبيه: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، وعلماءنا الربانييون، يتأسون بهم، وهذا هو ديدنهم، فآدآب الضيافة وإكرام الضيف، وتشبيعه الى الباب من مكارم الأخلاق، إن كان مع الصديق أو العدو، ولا يعطي عصمة للضيف! وهذا الجزء نصدّق المالكي به، لكن الجزء الآخر من حديثه هو كذب وإفترء على السيد، المشكلة إن صدقها كبار ووجهاء القوم، وأنتشرت في المجتمع، تصبح خطيرة وكارثة! 

نحن نحسن الظن إلى الآن بالسيد العبادي، في قراراته بألأصلاح، آملين أن تكون جادة وحقيقية، لا أن تكون إشاعة، أو غرانيق كغرانيق الحكومة السابقة!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك