المقالات

بين الاصلاح والدستور وخفايا الاتفاقات

2002 01:18:36 2015-08-10

حديث الشارع عن الاصلاحات وهذه الاصلاحات ليست جديدة على الشارع العراقي في الفاظها فان البسطاء وحتى من لا يفقه بالسياسة يردد هذه المطالب والكل يعلم بحجم الفساد الاداري والمالي في الحكومة ومؤسساتها بسبب الثغرات القانونية ، نعم اصلاحات العبادي ليست بجديدة ولكن الجديد هو التاييد ، واعتقد بل انا اجزم ومتاكد بان هذه الاصلاحات ستصطدم بالقانون او بالاتفاقات السياسية التي كثيرا ما طالبت بها بعض القوى عند تشكيل الحكومة بل حتى الحكومات السابقة كانت تتشكل على ضوء اتفاقيات خارج الدستور ( سابقا مثل حكومة المالكي شكلها اتفاق اربيل الذي اخل به المالكي بسبب تضارب بنوده مع الدستور)الان هل هذه الاصلاحات ضمن الدستور ؟ هل هذه الاصلاحات ضمن الاتفاق السياسي الذي على ضوئه تشكلت الحكومة ؟

ان قلنا كلا فان هذه الخطوة ستلاقي مصاعب ونخشى من اولها وهو الرد عليها في الشارع العراقي عبر المفخخات ، وان كانت ضمن الدستور نسال العبادي وقبله المالكي لماذا لم تقدمون عليها قبل ان تستفحل ؟ بلا خلاف والكل واثقون ان هذه الاصلاحات ستجير حزبيا او كتلويا ، ولكن يبقى القدح المعلى للمرجعية التي استنهضت هذه الهمم بالاتجاه الصحيح ، ويبقى السؤال حاضرا ، الى أي مدى وصل هذا الفساد وعدم المبالاة وكم كان الثمن باهضا لتاتي هذه الاصلاحات بعد اكثر من عقد من السنين؟ لماذا لم تلتزموا بنصائح المرجعية منذ ان تهاوى صنم بغداد ؟ كانت المرجعية تؤكد على سيادة البلد وحكمه من قبل ابنائه حتى في رسائل التعزية التي ترسلها لاصحاب المصيبة مثلا عندما فجر مقر الامم المتحدة في بغداد، اكد السيد السيستاني على دور الامم المتحدة في مساعدة العراق لكي يحكم من قبل ابنائه،

هل سيمرر البرلمان هذه الاصلاحات ؟ الاعلام الان امام مادة دسمة فالعواجل كثيرة والتنبوءات وفيرة والمسؤولون فرصتهم لاكتساح هذه الوسائل والظهور من على وسائل الاعلام للادلاء بما يؤمّن مستقبلهم السياسي، وحتى الكاذبين سيكون لهم حضورا واسعا في بث الاخبار الكاذبة بغية النيل من الاصلاحات.

يقال ان هذه فرصة تاريخية منحت للعبادي ، انا لا اؤيد ذلك فالفرصة عندما تتحقق نتائجها على ارض الواقع تصبح تاريخية ، نعم الزخم الجماهيري له دور في حث الخطى نحو الاصلاح ، فاذا كان الاصلاح بخلاف الدستور فهل سينفذ ؟ لاسيما ان المحكمة الاتحادية سيكون لها الدور الاهم في تفسير بنود الدستور الغامضة التي يفسرها كل على هواه، وهذا سيجرنا الى الطعن في المحكمة الاتحادية لانها اصلا هي قانون المحكمة الاتحادية محل خلاف في البرلمان. ولكن ماذا سيحصل لو ان البرلمان اصبح مهرجان ؟

مجرد سؤال الفاسدون ممن يخشون ؟ ان لم تكن هنالك قوة تنفيذية بعيدة عن كل اشكال المحاصصة والتفرقة، فان الفاسدين سيمرقون من قبضة القانون، ومجرد سؤال اخر هنالك قرارات اتخذها العبادي سابقا كانت مهمة لم تنفذ على ارض الواقع، من يعرقل التنفيذ ؟ نحن لا نشك بصدق نوايا رئيس الوزراء في اصلاح البلد ونحن نعقد الامل على اصلاحاته ولكن نامل اكثر ان تتكاتف بقية القوى السياسية ظاهرا وباطنا مع العبادي لانقاذ العراق من هذا المازق ، مع كون نداء المرجعية هو بحجم نداء الجهاد الكفائي فانه بحاجة الى رجال ليثبت بانه نداء انقذ العراق مثلما اثبت رجال الحشد الشعبي ان نداء الجهاد الكفائي انقذ العراق.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك