( بقلم : شوقي العيسى )
منذ أن تم تشكيل الائتلاف العراقي الموحد وأغلب الاحزاب تعلن تململها من الانضمام الى هذا التكل السياسي الذي قد لا ينسجم مع رؤاهم وتكتيتاتهم ، وكأن التحالفات التي دخلت للائتلاف دخلت على أساس الايقاع بهذا التكل الذي يمثل أغلبية الشعب العراقي وبشهادة صناديق الاقتراع التي أفرزتها الانتخابات.التيار الصدري ومنذ العتبة الاولى على طريق السياسة أصبح العثرة التي تتلعثم بها القوى السياسية المنضوية تحت لواء الائتلاف ،،، من خلال التهديدات المستمرة للتيار الصدري بالانسحاب من الحكومة العراقية مرة ومن العملية السياسية مرةً أخرى وتارة من الائتلاف ، وكأنهم أنخرطوا في صفوف الائتلاف العراقي الموحد لعرقلة مسيرة العملية السياسية ، حيث وكما هو معلوم أن العملية السياسية تتركز على ثلاث تكتلات كبرى تدير دفة الوضع العراقي منها الائتلاف والتحالف الكردستاني والتوافق.
هناك مفارقات كبيرة يكتنفها التيار الصدري فمرة يقول أن الحكومة لم تفي بالتزاماتها وتعهداتها في أداء البرنامج السياسي لها ومرة أخرى يتم سحب ستة من وزراء الكتلة الصدرية من الحكومة وتارة أخرى الانسحاب من الائتلاف بحد ذاته لأنه يضم معه رئيس الوزراء العراقي وبما أنه لم يفي بتعهداته فسينسحبون من الائتلاف ، ما يعطي نظرة أن كل شيء خاضع لرئيس الوزراء العراقي وليس لديهم أي تدخل في حسم الخيارات المطروحة على الاجندة السياسية ، كذلك ما يعطي دليل أن شخصية رئيس الوزراء هي الوحيدة التي تعمل في الساحة السياسية وليس لديها أي تعاون آخر من بقية الاحزاب أو الشخصيات الاخرى وهذا ما أثبتته جبهة التوافق مراراً عندما يتهمون رئيس الوزراء بالعمل وعدم اتاحة المجال أمامهم ما يدلنا الى أن الاحزاب والتكتلات تراقب الاحداث في العراق وتعمل على زيادة التوترات والتخندقات السياسية ، كما حصل من قبل التيار الصدري عندما سحب ستة من وزراء الكتلة للناظر يعطي أنهم أتاحوا الفرصة أمام رئيس الوزراء لكي يقوم بالتغيير الوزاري ولكن بالاحرى هو اضعاف للحكومة العراقية بل للعراق كافة فعندما تنسحب الوزارات من سيقوم بملئ الفراغ الذي احدثه ذلك الانسحاب وهل توصيل الخدمات للعراقي المحروم يتم بترك الوزارات فارغة على اساس اتاحة المجال امام رئيس الوزراء للاختيار ، هذه مفارقات تدخل في عملية اضعاف الحكومة العراقية فتحرج الائتلاف العراقي الموحد الذي تنتمي اليه الكتلة الصدرية.
كذلك الحال كما حصل مع جبهة التوافق عندما اعلنت انسحابها من الحكومة العراقية وسحبت وزراءها واخلت الوزارات وبعدها يتم التصريحات بأن الحكومة العراقية لم تفي بتعهداتها وبرنامجها السياسي ، فهل الحكومة تتمثل بشخص رئيس الوزراء ؟ أم أن كل شخص في الحكومة والبرلمان والشعب كذلك يعتبر هو حكومة عراقية ، أم أن هناك أجندة سياسية تتحرك بها تلك التكتلات السياسية كالتوافق وغيرها أن يجعلوا الشعب العراقي تحت رحمتهم ويتفرجون عليه تماماً كما حصل مع وزير التخطيط علي بابان عندما عاد الى وزارته لخدمة الشعب العراقي وهذا شيء يسجل له فتم فصله من الحزب الاسلامي وكتلة التوافق أليس ذلك استهداف للمواطن العراقي بحد ذاته والذين يتباكون عليه أمام الفضائيات العربية والعراقية ، كما يحصل من التيار الصدري فتصريحاتهم تصب نار غضبها على الحكومة العراقية وكأنهم داخلين الى صالات العرض السينمائي لمشاهدة الافلام الدرامية ويتم التعقيب على ذلك الفيلم ، فالكل تدعي وتنادي باسم المواطن العراقي والاخير يقتل ويهجّر بسببهم وبسبب تفاهات القيادات التي ترأست تلك الكتل والاحزاب التي دخلت للعراق لتستأثر بخيرات العراق.
أن انسحاب التيار الصدري من كتلة الائتلاف العراقي الموحد وتشاورها مع جبهة التوافق وحزب الفضيلة دليل على أن هناك مؤامرة سياسية لأسقاط الحكومة العراقية خصوصاً بعد عودة جبهة الحوار الى البرلمان العراقي ، فهذا يعطي اشارة أن الجميع انسجمت رؤاهم ومخططاتهم وايدلوجيات احزابهم للنيل من الحكومة العراقية،، وعندما يسقطون الحكومة العراقي فسيكون هناك صراع دائم ومستمر ولن يكون هناك حكومة عراقية مطلقاً وسيعود سلبياً على المواطن العراقي الذي يتباكون من أجله ،،، وأعتقد أنهم يحلمون جميعاً فحتى لو أعيدت الانتخابات فلن تكون هناك مشاركة جماهيرية فعالة فيها من كثرة التناحرات السياسية وكثرة السرّاق الذي سرقوا أموال العراق ، وكذلك لن تكون هناك أنتخابات على أساس طائفي فالشعب العراقي لايمكن أن يقحم نفسه في مخططات خارجية لحلحلة اللحمة العراقية والتفرقة الطائفية التي حدثت في العراق.
نحن ليس ضد تكوين فكرة التكتلات السياسية التي تخدم الشعب العراقي وليس ضد فكرة الخروج من الائتلاف بحد ذاته فلا شك أن الائتلاف على ما هو عليه لم يلبي الطموح الذي خرجت الملايين لأجل أداء الانتخابات لأجلة،،،،، ولكن ليس على أساس دماء الشعب فعندما تتباحث الكتلة الصدرية مع جبهة التوافق هذا دليل على الاستخفاف بدماء الشعب العراقي والاستخفاف بالمقابر الجماعية وهي المعروفة (بعثية) فكيف يمكن لتيار غالبيته من أبناء المقابر الجماعية أن يضع يده مع من تلطخت أيديهم بدماؤنا إلا أن تكون القيادات التي يخضع لها التيار قيادات فاشلة وليس لديهم أي رؤى سياسية ولا توجد نمطية في التقديرات الايدلوجية في حسم المرحلة الراهنة.
https://telegram.me/buratha