المقالات

الشيعة .. كثرة الأحزان تعمر الأوطان


( بقلم : نصير السعداوي )

أطل علينا قبل أيام كاتب مقالة في جريدة الشرق الأوسط بعنوان "الشيعة.. كثرة الأحزان لا تعمر الأوطان" ملاُ مقالته باتهامات وخلط للحقائق يهدف من وراءها إلى تشويه للتأريخ واستهزاء بعقائد وعواطف أحدى كبرى طوائف المسلمين بالعدد وهم الشيعة الإمامية حيث يبلغ عددهم أكثر من 250 مليون نسمة وهم نصف المسلمين في المعنى حيث يعرف المسلمون بأنهم شيعة وسنة.

ولقد يزول التعجب إذا عرفنا أن الكاتب قد تلقى مبلغاً كبيراً من المال من أصحاب الجريدة الذين ما برحوا يكيدون للشيعة بالخصوص وأهل العراق بشكل عام ولا يختلف اثنان في كمية الدعم المادي والإستراتيجي الذي تقدمة الحكومة السعودية لكل ما هو مضر بالدولة العراقية وبالشعب العراقي وما إحصائيات الإرهابيين السعوديين الذين تصدرهم للعراق ماكنة الدعوة الإرشاد في المملكة تحت نظر الحكومة ببعيد حيث اعترفت نفس الجريدة بان نسبة الإرهابيين السعوديين هي الأكبر بين غيرهم من الجنسيات في العراق.وأعود إلى كاتب المقال وأسأله هل يستحق المبلغ الذي استلمه كثمن لتحريف الكلمة وقلب الحقائق سخط الباري وعقاب الآخرة؟ ولا ريب أن صاحب المقال من أصدق مصاديق "من باع دينه بدنيا غيره" وهو أشقى الخلق كما قال الإمام علي عليه السلام.

أعود إلى ما أورده الكاتب فأقول:إن الشيعة لا يحيون ذكريات الحزن فقط بل يحيون ذكريات الفرح كذلك فالزيارة التي افتتح بها الكاتب المقال كانت بمناسبة مولد الإمام المهدي المنتظر عليه السلام وهي ليست مناسبة حزينة كما أنهم يحيون مولد النبي الأعظم - صلى الله عليه وآله وسلم - حالهم حال غيرهم من طوائف المسلمين وكذلك مواليد أئمتهم عليهم السلام سادات المسلمين وما ذلك – أعني إحياء المناسبات الدينية المفرحة والمحزنة على حد سواء – إلا إظهاراً لمودة أهل بيت النبي وذوي قرباه الذي أمر الله تعالى بمودتهم حيث يقول عز من قائل: " قل لا أسألكم عليه أجراُ إلا المودة في القربى" وتمشياً مع مروايات أئمتهم عليهم السلام :"شيعتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا".أما التعليق على شبهة كون الإمام الكاظم عليه السلام المنتظر الذي لم يمت ففي كلام كاتب المقال مغالطة عجيبة حيث زعم أن وضع الجنازة على الجسر لفضح حيلة المستولين على الأموال وهذا مضحك للثكلى حيث أن الذي وضع جنازة الإمام على الجسر هي السلطة العباسية إذلالاً للشيعة بمحاولة هتك إمامهم فكيف تهدف الدولة إلى فضيحة الوكلاء وهل صارت الدولة تهتم بحق الإمام وتريد أن تفضح المستولين عليه وهل الدولة التي تستحل قتل الإمام بسمه بعد سجنه لمدة تزيد على الأربعة عشر عاماً تهتم بأمواله بفضح الوكلاء المستولين عليها. كان على كاتب المقال أن يستحي من مثل هذا التزويرومن أراد المزيد من التفصيل في كيفية استشهاد الإمام الكاظم فعليه بكتب المقاتل ومنها مقاتل الطالبين الذي نقل طرفاُ من الحادثة والذي أشار إليه كاتب المقال.

أما كون مواسم الزيارة تعطيل لعمل الدولة فإذا رجعنا إلى الوراء لنتساءل عن حاجة الدولة للتعطيل في هذا المواسم لنرى أن استهداف شعائر الشيعة هو الذي سبب زيادة الاحتياطات الأمنية إلى حد إعطاء عطلة أيام الزيارة فلو ترك الشيعة وممارسة شعائرهم التي يهدفون منها إلى إظهار المودة لأهل البيت وهو فرض على كل مسلم كما أسلفنا – لما احتاجوا إلى هذا الكم الكبير من الإمكانات الأمنية لتأمين مواسم الزيارة الدينية عندهم. لقد كان على كاتب المقالة وعلى كل حر نزيه أن يشجب الأعمال الإرهابية التي حصلت لتعكير أجواء هذه المواسم الدينية وحتى يمارس الناس طقوسهم الدينية في بلادهم بحرية والذي أبتلى به الشيعة منذ زمانهم الأول هو الضغط والكبت لحرياتهم الدينية والمدنية والغريب أن ينعى صاحب المقال عليهم ممارسة شعائرهم في بلادهم ولا يشجب الإرهاب وحواضنه ومشجعيه ومنهم جريدته والذين يحاولون منع الناس من ممارسة طقوسهم باستهداف أرواحهم مما تضطر الحكومة إلى تعطيل العمل تفادياً للمزيد من الخسائر في الأرواح.

والعجب من كاتب المقالة حيث يدعي إنفلاق الطائفة في موسم الزيارة في كربلاء ويعتبر ذلك مبرراً للمنع السابق من الزيارة في أيام النظام المقبور وبنفس لغة الكيل بمكيالين فهو يعلم أن المحرض الأول على الممارسات التي حصلت في كربلاء هي المؤسسة الدينية في مملكة آل سعود والفتاوى التكفيرية التي أطلقها شيوخ الإرهاب لهدم قبر الحسين عليه السلام ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتي تلاقت أهدافهم مع أهداف حزب البعث الحالم بالعودة لحكم العراق مرة أخرى والذي كان الأداة لتنفيذ الأحداث في كربلاء.

وأما سياسة التجهيل التي يتهم بها كاتب المقال الحكومة وأصحاب المواكب فهذه أيضاً من أكبر المغالطات فالكاتب لا يريد أن يسمي المنتهج الحقيقي لسياسة التجهيل وهو النظام السابق الذي ترك الشعب العراقي - وهو أبو الحضارات - من أكثر الشعوب في العالم أمية، وما تقوم به الحكومة من نشر العلم والثقافة والمؤسسات الدينية من جهد جهيد في إزالة كابوس الجهل من العراق وما المواكب والمجالس الحسينية إلا وسيلة لنشر العلوم الدينية وتثقيف الناس بما يحتاجونه من أمور دينهم ودنياهم.

وأما علماء الشيعة فقد تعمد الكاتب إلى الإشارة إلى نزر يسير منهم وإذا أردت الإنصاف فما عليك إلى أن تمر بحياة كل علم من العلوم الإنسانية تجد أن للعلماء من الشيعة الحظ الأوفر في تطويره وتركيز مبانيه وتأسيس نظرياته.

أما حادثة السيد الأمين فهي إفراز طبيعي للتباين بين المستويات الثقافية بين طبقات المجتمع وهي ليست اليتيمة فقد حفل تأريخ المذاهب الإسلامية الأخرى بحوادث مشابهة ولا أريد الإشارة إلى تلك الحوادث لأنها كما قلت إفراز اجتماعي طبيعي.

وختاماً أقول لكاتب المقال إن الحزن في مناسبات الشيعة مثل الفرح في مناسباتهم يأتي استجابة لنداء القرآن الكريم وبهدف ترسيخ المبدأ ونشر الوعي والثقافة والعلم عن طريق المجالس والمحاضرات التي دأب النظام السابق في سياسة التجهيل التي مارسها على منعهم منها.

نصير السعداوي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي الشبلي
2009-02-17
اتوجه بالشكر الجزيل الى كل من بات يحرس هذا المذهب ممن اخذ يصد سيوف العدو بدرعه ومن اخذ يصد المهاترات بطاهر مداده وقوة يراعه فاقول للاخ نصير السعداوي وفقك الله وكثر الله من أمثالك .. واقول للكاتب المأجور ومن استأجره اسعى سعيك وناصب جهدك فوالله لن تمحو ذكرنا .
abuali
2007-09-15
اسم الكاتب هو رشيد الخيون وهو كاتب مشهور ومعروف وله كتب مشهورة منها (الاديان والمذاهب في العراق)و(تعليق على لشرح كتاب تنبية الامةوتنزية الملة للنائيني) وهو من اهالي الناصرية ومن مواليدالكاظمية لكن حسب علمي ذو توجة (شيوعي )الخطا الذي وقع فيه الكاتب(كمن اراد ان يصلح في بيوت فافسد فيها ولسبب هو سياسة واهداف صحيفة الشرق الاوسط التي تمتلكها ادارة سعودية(وهابية )ولذى ان كل ماتنشرة هو مايعمق الفتنة بين ابناءالشعب العراقي والاستهزاء بالخطط الحكومية -ولذلك لااشك ابدا ان ينزلق الكاتب على خطى حسن العلوي
ميثم صالح
2007-09-15
مشكلة كاتب المقالة المنشورة في الشرق الأوسط ليست فردية بل تمتد للبعض الذي يجامل (الريال السعودي) حيث يكتب هؤلاء الكتاب حول كثير من المواضيع و يقومون بانتقاد حكومة المالكي أحيانا و التشيع أحيانا أخرى دون أن نقرأ حرفا واحدا لهم بانتقاد الحكم السعودي رغم سلسلة الجرائم الكبيرة التي ترتكبها جماعات الإرهاب الوهابية بحق أهلنا و أحبتنا في العراق.... بعض هؤلاء الكتاب و يبحث عن منابر إعلامية لنشر مقالاتهم و لو كان على حساب التنازل عن بعض المبادئ .. همسة بأذانهم ( المبادئ لا تباع و تشترى بسوق النخاسة)
حسن اسعد
2007-09-15
الموقع ووكاله برثا كبير باسمه وبزواره فا لاستاذ نصير لم يتطرق الا اسم الكاتب وهو الخيون وهو شيعي وليس شوعي فلماذا لم يسمي الاسماء باسماءهاحتى يتعرف القارئ الكريم على صاحب المقاله مع احترامي للمعقب
احمد الكاظمي
2007-09-15
عفية اخ نصير عله هاي المتابعة الحلوة لكن لا تهتم فالكاتب لايعدو عن كونه شيوعي متطرف حسب علمي...استغلته جريدة ال سعود الانجاس...على اية حال تشكر على جهدك العراقي الرائع وبارك الله بك والنصر للعراق الجديد رغم انف العرب المشركين...عاش العراق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك