المقالات

العراق ودوره الاقليمي..والنهوض من الكبوة.

1281 2015-07-06

الربيع العربي, ظهر بين دفتيه فوران بركاني, عاش فيه العراق خصوصا والمنطقة عموما, ربيعا سالت فيه دماء المسلمين ومزقت أوصالهم, غرقت دول في مستنقع الحروب الداخلية, واحدة تلو الأخرى, تحت شعار الديمقراطية, بعد أن عاشت هذه الدول ولسنوات طويلة, تحت عصا الحكم الدكتاتوري, مع وضوح الجهة المدبرة له, التي تبنت ثورات دموية, تحت شعار الشرق الأوسط الدموي الجديد.
البداية من العراق, تم إسقاط نظام البعث, الذي يّعد من أكثر الأنظمة دكتاتورية قمعا ودمويه, كان مثالا حيا, الذي أتقن لعبه قتل الشيعة والأكراد في العراق وتصفيتهم بأبشع الطرق وحشية.
تتابع بعد ذلك سقوط الأنظمة للدول الأخرى, معلنة عن مرحلة جديدة في المنطقة, ونقلب السحر على الساحر, بعد بروز مصطلح "المد الشيعي" في المنطقة , عليه قررت الجهة التي تبنت الربيع العربي , بمحاولة جديدة , للحد من خطر القادم , في أصلاح ما تغير وبضغط من بعض دول المنطقة , ولدت جبهة النصرة في سوريا , وبعدها داعش في الشام والعراق الذي أدخل العراق في حرب دمويه مبنية على أساس طائفي , تّحدد مسارها الدول التي تحرك لاعبي المنطقة بواسطة الدعم اللوجستي الكامل لهذه الحركات.

تصلب مواقف بعض دول المنطقة , وبعض ساستها , أدت الى نتائج كارثية, بعد سقوط الصنم أوقعت العراق في حرب طائفية , فكانت نتائجه سلبية خسر فيها الموصل وهي ثاني أكبر مدينة, وتبعتها مدن أخرى , ألا أن زمام المبادرة ما زال موجودا ,بعد صدور فتوى الجهاد الكفائي من قبل المرجعية الرشيدة , رغم أن عصابات داعش تدعمها بعض دول المنطقة , بكل الوسائل المتاحة لها.

إن خوف بعض دول المنطقة من وهم المد الشيعي, رفع وتيرة التنافس في الآونة الأخيرة , حيث أشعلت أحداث اليمن حدة التوتر وزادت المواجهات , بين دول المنطقة وإيران , مما زاد في الطين بله , توتر المنطقة وتوسع الصراع حول العراق, القطب الأهم في هذه المرحلة , لما يمثله موقعه الجغرافي تحديدا. 

بقي الموقف العراقي هامشيا , حول الأزمة اليمنية , فكان الحاضر الغائب , داخل البيت العربي , إذ لم تظهر نوايا حقيقية في أصلاح الوضع السياسي والاجتماعي في البلاد , مما جعل مواقفه الإقليمية, ضعيفة حيال إعلان الحرب على اليمن , أو الأزمات التي مرت بها المنطقة .
العراق فشل في الوقت الراهن من أنشاء دولة حديثة , خلال الأثني عشر عاما الماضية, وبناء دولة مؤسسات دستورية , لكان اليوم أقوى في مواقفه الإقليمية , ولأصبح الرقم الأصعب وألاعب الأبرز في المنطقة .
أنها كبوة فرس - على الساسة الاستفادة منها, والنهوض بالبلاد من الواقع المرير , بدلا من أن يجر البلد الى هاوية التمزيق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك