بقلم : ابو حسنين المنذري
المعلوم ان الصلاة الواجبة لها شروط اذا ما اخل باحدها بطلت الصلاة ومن هذه الصلوات صلاة الجمعة والتي ما كانت تقام للشيعة في العراق الا على العهد الخالصي في الستينيات والصدري نهاية التسعينيات وبعد احتلال العراق 2003 ،ولطالما هنالك الكثير من الجوامع والمواظبين على اقامتها ، وبما انه لصلاة الجمعة شروط استثنائية واكثر من شروط أي صلاة اذن لا بد من توخي الحذر والدقة في تطبيقها وادائها لانها تكون بدلا عن فرض واجب الا وهو صلاة الظهر في حالة اقامة صلاة الجمعة لان صلاة الظهر يقين واليقين لا يدحضه شك او ما يحوم حوله الشك .
احد شروطها التي لا يختلف عليه الفقهاء قاطبة هو المسافة بين مكانين عقدت الجمعة فيها وهي فرسخين أي ما يقارب (10 ) كيلو متر او ثلاثة اميال وخلاف هذا الشرط تكون صلاة واحدة صحيحة والبقية باطلة على شرط علم الكل بالكل انه مقامة في نفس الوقت واقل من الرقعة الجغرافية الشرعية ، هنا السؤال كيف نستطيع معرفة الصحيحة عن الباطلة ؟.
اولا يجب ان نعرف من هو الذي يخول او المخول لاقامة صلاة الجمعة ، ان الشخص الذي يحق له اقامتها هو الامام العادل الجامع للشرائط وان كانت هذه موضع خلاف بين العلماء ما اذا كان الامام العادل المقصود به الامام المعصوم ام لا ؟ وبما ان هنالك من يقول انه الامام العادل هو الامام الجامع للشرائط يحق له اقامتها او توكيل من يقيمها ، اذن كل من يقيم الجمعة اليوم اما امام مجتهد جامع للشرائط او لديه توكيل من الامام المجتهد باقامتها وهذه النقطة هي الاخرى الان محل اتفاق .
وفي حالة استيفاء الجمعتين للشروط يكون الحكم كالاتي : ( قد مر اعتبار الفاصلة بين الجمعتين ثلاثة أميال ، فإن أقيمت جمعتان دون الحد المعتبر فإن أقترنتا بطلتا جميعا ، و إن سبقت إحداهما و لو بتكبيرة الاحرام بطلت المتأخرة ، سواء كان المصلون عالمين بسبق جمعة أولا ، و صحت المتقدمة ، سواء علم المصلون بلحوق جمعة أم لا ، و الميزان فى الصحة تقدم الصلاة لا الخطبة ، فلو تقدم إحدى الجمعتين فى الخطبة و الاخرى فى الصلاة بطلت المتأخرة فى الشروع فى الصلاة .
والان في كربلاء هنالك جمعتان تقامان في وقت واحد هي في الروضة الحسينية وجامع المخيم ، ايهما الاصح ؟! المعلوم ان الجمعة المقامة في الروضة الحسينية هي بامامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي والسيد احمد الصافي مناوبة بينهما والاثنان مخولان وموكلان من قبل سماحة السيد السيستاني باقامتها اذا ما توفرت الظروف الصحيحة لذلك ، اما في جامع المخيم من هو الذي يقيمها وبتخويل من ؟!
المعلوم ان الجمعة في جامع المخيم تقام بامر من السيد مقتدى الصدر وذلك طبقا لاجابته على سؤال وجه اليه حول شرعية اقامة الجمعة فكان جوابه كالاتي بسمه تعالىفي السؤال أكثر من شق :الأول:تقليد سماحته (قدس الله سره الشريف)ابتداء ،فيمكن القول بجوازه بناء على فتوى كلية تجيز تقليد اعلم الأحياء والأموات...وهو (قدس الله سره الشريف) القائل {أنا اعلم الأحياء والأموات} وهذا القول يوجب الاطمئنان.الثاني:تقليد سماحته (قدس الله سره الشريف) عدولا وفيه فرعان:أ- من عمل بفتواه من دون تقليد فهو جائز بلا نقاشب- م ةوكلامهم ( هذا الخطأ المطبعي ورد كما هو في النص ).وان قيل ان بعض فقهائنا (ادامهم الله ) لايرون سماحته (قدس الله سره الشريف)الأعلم فنقول:هذا امر راجع لاطمئنان الفرد وشهادة أهل الخبرة وما إلى ذلك من أمور.يبقى أمر مهم: وهو الرجوع في مستحدثات الامور فيمكننا الرجوع الى قول سماحته (قدس الله سره الشريف) بما فحواه:إني تركت لكم فقها ينفعكم لأربعين عاما والا فالرجوع لأعلم الاحياء.
التوقيع مقتدى الصدر25/جمادي الاولى 1428
ان هذه الاجابة هي المسوغ لبقاء الوكلاء على ما هم عليه من تقليد والده واقامة الجمعة ولكن هذا كلام خطير وان كان هناك من مقلدي السيد محمد صادق الصدر ينفون تنسيب مثل هكذا كلام الى السيد محمد الصدر، فان ادعاء الاعلمية على حساب الاحياء والاموات هذا امر يتنافى والذوق العام المعروف لدى الفقهاء، فان هذا يعني ان السيد الصدر اعلم من السيد محمد باقر الصدر والشيخ المفيد والطوسي والانصاري وكثير من الفقهاء العظام الذين الى الساعة نحن والعلماء والدارسين نتنعم بفيض علومهم ، واما ان فقه السيد الصدر هو لاربعين عام تقدم ، لا اعلم كيف اجزم انه لا يمكن حصول مستجدات لم يبت فيها في رسالته ؟!
ان البقاء على تقليد الميت في الفتاوى التي لم تستجد هذا امر ممكن ومقبول بالرغم من افتاء السيد محمد الصدر لا يجيز البقاء على تقليد الميت ويجب تقليدالاعلم من الاحياء حتى انه اشار الى الحائري او الفياض بانهم اهل لذلك ، ولكن مسالة الوكيل يبقى محتفظ بالوكالة الممنوحة له من قبل العالم الميت فهذا امر مرفوض من قبل كل العلماء عقلا ونقلا بما فيهم السيد محمد صادق الصدر .
اذن الوكلاء الذين يصلون الجمعة لا بد من توكيل من عالم حي يجيز لهم اقامة الجمعة ، في بادئ الامر منح السيد الحائري وكالة حسبية للسيد مقتدى الصدر وحتى ان وكيل الحائري السيد الاشكوري صلى الجمعة خلف السيد مقتدى في الكوفة ، الا ان سرعان ما الغى السيد الحائري الوكالة الممنوحة للسيد مقتدى واعلن انه غير مسؤول عن تصرفات السيد مقتدى .
الان من اين لهم التوكيل ؟! ٍالغريب في الامر وطبقا للفتوى المتقدمة بخصوص اقامة جمعتين اعطيت الافضلية والوجوبية للمتقدمة والبطلان للمتاخرة نجد ان جامع المخيم يؤذن قبل الحضرة الحسينية بخمس دقائق حتى تكون الافضلية له وكأننا في سباق .سؤال موجه لماذا لا يصلون الجميع في الصحن الحسيني الشريف ؟! على اعتبار ان الشروط المتوفرة في جمعة الصحن الحسيني افضل مما هي عليه في جامع المخيم على اقل تقدير لا تثير تساؤلات او شكوك .
https://telegram.me/buratha