المقالات

عزيز العراق ... الراحل الذي ظلموه

2521 2015-06-23

ست سنوات مضت في رحلة الفراق التي سجلها الزمن الرقمي لرحيل السيد عبد العزيز الحكيم عن أهله ومحبيه وأنصاره ومريديه وحتى عن خصومه وأنداده ومنافسيه في رحلة كانت مفاجئة وقاصمة ومحزنة لأنها كانت في زمن استثنائي وصعب وسريع..

ان ما يمكن ان تسجله الذاكرة عن عزيز العراق وما يمكن مراجعته في سجلات الخالدين والعظماء من مواقف ومحطات نيرة سجلت باحرف من نور للراحل العزيز كشفتها الايام وتحدث بها الخصوم قبل المحبين بعد ان ايقنوا ان الحلول والعلاجات التي كانت تطرح من قبله انما هي بلسم شافي لكل جراحات العراق واحزانه وانها ابعد من مداركهم وتصوراتهم وانها تسبق زمنهم بسنوات وسنوات وانها لو طبقت كما ارادها الراحل في وقتها لكنا قد تجاوزنا الكثير من المحطات الصعبة والخطرة ولكان الشعب العراقي اليوم يرفل بالعز والخير والامان في زمن شح فيه الخير والامن والامان والاستقرار.

ومع ان للمواقف التي سجلها الفقيد الراحل عنوانا واحدا وهو انها مواقف واقعية وحقيقة ونابعة من علاجات صادقة لمشاكل متاصلة ومزمنة الا ان ما يضاف لسفره الخالد هو قدرته الفائقة على القيادة وتشخيص الاخطار ووضع الحلول والعلاجات الحقيقية واستيعاب الجميع بقلب كبير لا يعرف الحقد والكره والاقصاء.

ان رؤية عزيز العراق للوضع الامني والسياسي والاقتصادي للبلد كانت قائمة على محاور ومرتكزات واضحة قوامها اللامركزية في الادارة والفدرالية كنظام حكم محلي ،اما ما يتعلق بتحقيق الامن والاستقرار فكان يعتقد ان تشكيل اللجان الشعبية لكل منطقة ومدينة ومحافظة وتحت امرة الحكومة هي الضمانة الحقيقية لتحقيق الاستقرار الامني ورد خطر المعتدين بينما كان يرى ان فك العراق من ارتباطاته والتزاماته وقيوده الدولية هي المعركة المصيرية من اجل استقلال القرار العراقي وانهاء تبعيته بعد ان كبلت القرارات الدولية البلاد بقيود والتزامات في زمن النظام البعثي الصدامي وجعلته رهينا للقوى الدولية الكبرى.

ايضا فان معركة عزيز العراق مع الايام لم تكن سهلة فقد حاول بشتى الوسائل والطرق تثبيت المرتكزات الاساسية للتجربة الديمقراطية العراقية وترسيخ مبادئها وقد نجح الى حد كبير خاصة في فترة ترؤسه للتحالف الوطني العراقي والتي تعتبر فترة ذهبية في زمن الدولة العراقية.

ان كل ما طرحه عزيز العراق من مشاريع ومبادئ ورؤى عن العراق ومستقبله والتي وقف الجميع بالضد منها اثبتت الايام صحتها وكشفت قصور الرؤية والتفكير لدى منافسيه ومناوئيه ومعارضية ،وهكذا يعود التاريخ ليخلد عزيز العراق بعد مماته وليس في حياته كما هو التاريخ على مر العصور بعد ان تعرض للظلم الكبير من اقرب حلفاءه وشركائه.

ان ما قدمه عزيز العراق من تضحيات في سبيل العراق والعراقيين دونت بحروف من الدماء الغالية والجهود المضنية والسهر المتواصل والخوف على المشروع ولم ينكر هذا الفضل والتضحيات حتى الاعداء ..والفضل ما شهدت به الاعداء.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك