المقالات

لماذا لا توزع أموال العتبات المقدسة في كربلاء المقدسة على الفقراء


بقلم حسين السلامي

على خليفة إحداث كربلاء المقدسة الدامية الأخيرة التي حصلت في ألليالي البيض (13-14-15 )لشهر شعبان لعام 1428هـ للأيام 27-28-29/أب/2007م بدأ هناك لغط عن دور المرجعية بالإشراف على العتبات، وأثيرت مسالة أين تذهب أموال العتبات المقدسة في كربلاء سواء كانت نقدا أو مصوغات أو غيرها.ولم نرى منصف أشاد بدور إدارة العتبات بالأزمة الأخيرة التي حصلت في شعبان 1428هـ كيف أنها كانت تعالج جميع الجرحى بدون استثناء وقد رموا منتسبيها بالحجارة وضربوا بالعصي والهراوات ورمي إطلاق نار عليهم بكثافة ولم يردوا بل كانوا يهدأون الأمر لأنهم وعوا هناك مخطط خبيث يرمي إلى إشعال حرب طائفية وستنجر الأمور إلى أمور لا تحمد عقباها وفتنة لا تنطفئ وكان شعارهم هو قوله تعالىلئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمينوقال المتنبيعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم**********وتأتي على قدر الكرام المكارموتعظم في عين الصغير صغارها**********وتصغر في عين العظيم العظائموانأ هنا أتذكر هذه الرواية في تاريخ ابن خلكانقال نصر بين يحيى: ـ وكان من الثقات وأهل السنة ـ رأيت الإمام عليا(عليه السلام)في المنام، فقلت: يا أمير المؤمنين، تفتحون مكة، فتقولون: مَن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ثم يتم على ولدك الحسين مأتم؟!!فقال لي: أما سمعت أبيات ابن الصَّيفيّ في هذا؟فقلت: لا.فقال أسمعها منه. فبادرت إلى ابن الصيفي الملقّب بالحيص بيص، فذكرت له الرؤيا، فشهق وبكى وحلف بالله أنها لم تخرج من فمه ولا خطِّه إلى أحد، وما نظمها إلا في ليلته، ثم أنشدني.ملكنا فكان العفو منا سجيّةً * * * فلما ملكتم سال بالدم أبْطَحوحللّتموا قتل الأسارى وطالما * * * عدؤنا على الأسرى فنعفو ونصفحوحسبكم هذا التفاوتُ بيننا * * * وكل إناء بالذي فيه ينضَحانا ذكرت هذه القصة لان ان بعض المنتسبين قد قيدوا إلى احدى الجهات وتلقى معاملة سيئة. فانا سأكون مثل الحيص بيص عندما اتحدث عن بني هاشم انا اليوم اتكلم بلسان منتسبي العتبات من معلومات جمعتها من صحف كانت لها لقاءات مع مسوؤلي العتبات.إن دور المرجعية الدينية العليا خلال السنوات الأربعة الماضية - أي بعد سقوط نظام الطاغوت - هو التوجيه والإرشاد لكيفية الإدارة الناجحة للعتبات المقدسة وحث العاملين في إدارتها على تطوير هذه العتبات وتقديم الخدمة المطلوبة للزائرين وبما يتناسب مع قداسة هذه الأماكن... وأما فيما يتعلق بإدارة العتبات المشرّفة في كربلاء المقدسة فلقد شكّل المراجع الأربع العظام لجنة ثلاثية تقوم بتشكيل لجان اختصاصية لإدارة شؤون الروضتين المطهرتين وما بينهما... وبعد سنّ القانون المتعلق بإدارة العتبات المقدسة في العراق من قبل الجمعية الوطنية فإن أيَّ أمين عام لأيّ عتبة مشرّفة لا يعيّن إلاّ بموافقة المرجعية الدينية العليا وحينئذ - فلاشك – إن الاختيار سيكون للشخص المتصف بالنزاهة والسمعة الحسنة والكفاءة الإدارية. إما بالنسبة للأموال المستحصلة من الشباك المقدس للأضرحة في كربلاء المقدسة تكون هناك لجنة تشكل في نهاية كل شهر لفتح شباك المرقد الشريف لكل من العتبتين المقدستين تتألف من عدد من المسؤولين وقاضي من محكمة كربلاء ومدير مصرف يحضرون فتح الشباك الشريف ومن ثم جمع الأموال في أكياس وبعد ذلك يقوم مجموعة مختارة من مسؤولي العتبة بفرز الأموال وعدِّها ومن ثم إيداعها لدى المصرف الحكومي وبعد ذلك يتم سحبها لغرض صرفها في الموارد المخصصة لها والنسبة الغالبة من هذه الواردات تصرف كرواتب لمنتسبي الحرمين الشريفين وإدارة بين الحرمين الذين يبلغ تعدادهم أكثر من 2000 منتسب ومسؤول وتصرف بعض الواردات لإنجاز مشاريع تتعلق بتطوير الحرمين وصيانة أجهزة الخدمات والمواقع الأخرى التي تتطلب الصيانة الدورية وكذلك إطعام الزائرين ومن جملة مصروفات أموال المرقدين إدارة المنشآت الصحية المتعددة حول الحرمين منها مشروع المنشآت الصحية الكبير الذي شُيِّد في ساحة باب قبلة الإمام الحسين (عليه السلام) والمنشآت الصحية للحسينية الطهرانية وسوق المطارين وعكد السادة والمصلخ قرب مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) وأود أن أبيَّن هنا أن الموافقات الأصولية الصادرة من الجهات المختصة قد حصلت لاستملاك قطعة أرض في باب الخان بالقرب من مرقد العباس (عليه السلام) وهي أرض خان المخضر القديم لإنشاء مشروع كبير يتضمن منشآت صحية بعدد أكثر من 300 للزائرين ومضيفين لإطعام الزائرين ومنشآت أخرى متعددة لتقديم الخدمة المطلوب لزوار المرقدين الشريفين. هذه بالنسبة للأموال النقدية إما بالنسبة للمخشلات الذهبيةتصرف المخشلات الذهبية بعد تذويبها وتصفيتها وسبكها في تذهيب الأماكن المتعددة في الروضتين المقدستين ومنها تجديد تذهيب المنارتين الشريفتين لمرقد الحسين (عليه السلام) الذي تطلب صرف ذهب مقداره 12 ألف مثقال ذهب عيار 24 غرام، وجميع هذا الذهب قد تم جمعه من خلال المخشلاّت الذهبية المستخرجة من الشباك الشريف لمدة سنتين فقط بعد سقوط نظام الطاغية وكذلك في مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) فقد تم تجديد تذهيب أعمدة طارمة حرم العباس (عليه السلام) من خلال المخشلاّت الذهبية المستخرجة من شباك القبر الشريف ولم يتم طلب أي كمية من الذهب من خارج الروضة المشرّفة وهذا في الواقع يدلّ دلالة واضحة على مدى نزاهة إدارة الروضتين الشريفتين وإخلاصهما وحرصهما على تطوير الروضتين المقدستين على أفضل وجه وأما الفضة فيتم جمعها وتصفيتها وسبكها ومن ثم استعمالها في تجديد فضة الشباكين الشريفين حيث يتم الآن تجديد جميع مقاطع(طلاقات) شباك مرقد الحسين (عليه السلام) وجعل سمك كرات الفضة لهذه الطلاقات وما بينهما أكبر من السابق، وكل الفضة المستخدمة في هذا التجديد هو من الفضة المستخرجة من الشباك الشريف. إما بالنسبة للحكم الشرعي للأموال من المعروف ان الحكم الشرعي الذي يجب التقيد به بشأن أحوال العتبتين هو صرفها في شؤون الخدمة المختلفة لزوارهما وكذلك تطويرهما وصيانتهما وفرشهما وتجهيزهما بالفراش الكامل وتبريدهما وكذلك شبكات الكهرباء التي بدأ العمل بتوسعتها وتطويرها.. وعلى العموم فإن كل أمر ومصلحة للمرقد الشريف من التطوير والصيانة والخدمة وكذلك خدمة الزائرين تمثل الموارد الشرعية للصرف وأما شؤون الخدمة للمحافظة فلا يمكن صرف أموال العتبة فيها وذلك لعدم جواز ذلك شرعاً بل حتى الفقراء فلا يمكن الصرف عليهم من واردات المرقدين المقدسين بل يُصرف عليهم من الحقوق الشرعية وأنا أتعجب هنا من طرح البعض ان يصرف من واردات المرقدين المقدسين في هذه الشؤون العامة والواردات الحكومية لدوائر الدولة أضعاف ما يصل إلى المرقدين من واردات مالية... وعلى الرغم من قلة واردات العتبة المقدسة فإن الخدمات الكبيرة والتطوير الذي عرف به القاصي والداني وأصبح موضع ثناء وتقدير من الجميع إضافة إلى العدد الضخم من المنتسبين الذين يتم صرف رواتبهم من أموال الشباكين الشريفين لهو دليل كبير على مدى الإخلاص والنزاهة والكفاءة العالية التي تتمتع بها الإدارات الثلاث في المرقدين الشريفين. بعض فتاوى الفقهاء حول الأموال في المشاهد المشرفةالشيخ المفيد في المقنعة ص 566 موسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسينمن جعل جاريته، أو عبده، أو دابته، هديا لبيت الله الحرام، أو لمشهد من مشاهد الأئمة عليهم السلام، فليبع العبد، والجارية، والدابة، ويصرف ثمنهم في مصالح البيت، والمشهد وفي معونة الحاج والزائرين حسب ما سمي في المجعول لذلك من المكان.المرجع الديني زعيم الطائفة السيد أبو القاسم الخوئي قدس سره الشريفلو نذر شيئا للنبي (صلى الله عليه واله وسلم) أو لولي فالمدار على قصد الناذر ويرجع في تعينه مع الشك إلى ظاهر كلام الناذر ولو لم يقصد إلا نفس العنوان إن يصرف على جهة راجعة إلى المنذور له، كالإنقاف على زواره الفقراء أو الإنفاق على حرمه الشريف ونحو ذلك ولو نذر شيئا لمشهد من المشاهد المشرفة صرف في مصارفه فينفق على عمارته أو إنارته أو في شراء فراش له وما إلى ذلك من شؤونه. المرجع الأعلى آية الله العظمى الإمام السيد على الحسيني السيستاني دام ظله( مسألة 1256 ) : المال المنذور لمشهد من المشاهد المشرفة إذا لم يقصد الناذر له مصرفاً معيناً يصرف في مصالحه ، فينفق منه على عمارته أو إنارته ، أو لشراء فراش له أو لاداء أُجور خدمه والقائمين على حفظه وصيانته وما إلى ذلك من شؤون المشهد ، فان لم يتسير صرفه فيما ذكر وأشباهه أو كان المشهد مستغنياً من جميع الوجوه صرف في معونة زواره ممن قصرت نفقتهم أو قطع بهم الطريق أو تعرضوا لطارئ آخر. ( مسألة 1257 ) : المال المنذور لشخص صاحب المشهد ـ من دون أن يقصد الناذر له مصرفاً معيناً ـ يصرف على جهة راجعة إلى المنذور له كأن ينفق على زواره الفقراء أو على مشهده الشريف أو على ما فيه إحياء ذكره ونحو ذلك.السيد آية الله العظمى محمد سعيد الحكيم دام ظلهمسألة 17): من نذر شيئاً للكعبة أو المشهد، فإن أمكن الانتفاع به بعينه في مصالح الكعبة أو المشهد من سراج وفراش وتنظيف وعمارة تعين، وإلا بيع وصرف ثمنه في ذلك. وإن تعذر الانتفاع به في ذلك لعدم استئمان السدنة صرف للمحتاجين من القاصدين والزائرين للكعبة والمشهد في الطعام ونفقة الطريق ونحوهما.أما مع نذر المال للنبي (صلى الله عليه وآله) أو الإمام (عليه السلام) أو الولي بشخصه فإنه ينفق في القربات والمبرات ويجعل ثوابها للمنذور له، لأنه أظهر وجوه انتفاعه بالمال. إلا أن يكون الناذر قد قصد وجهاً آخر من الإنفاق، فيتبع قصده. نعم نفوذ النذر في جميع ذلك مشروط بجعله لله تعالى، وإلا كان ممن النذر لغيره الذي يجري فيه ما سبق.المرجع السيد محمد تقي المدرسي( مسألة 1256 ) : المال المنذور لمشهد من المشاهد المشرفة إذا لم يقصد الناذر له مصرفاً معيناً يصرف في مصالحه ، فينفق منه على عمارته أو إنارته ، أو لشراء فراش له أو لاداء أُجور خدمه والقائمين على حفظه وصيانته وما إلى ذلك من شؤون المشهد ، فان لم يتسير صرفه فيما ذكر وأشباهه أو كان المشهد مستغنياً من جميع الوجوه صرف في معونة زواره ممن قصرت نفقتهم أو قطع بهم الطريق أو تعرضوا لطارئ آخر.( مسألة 1257 ) : المال المنذور لشخص صاحب المشهد ـ من دون أن يقصد الناذر له مصرفاً معيناً ـ يصرف على جهة راجعة إلى المنذور له كأن ينفق على زواره الفقراء أو على مشهده الشريف أو على ما فيه إحياء ذكره ونحو ذلك.المرجع السيد صادق الحسيني الشيرازيمسألة 10 : إذا نذر شيئاً لمرقد أحد الأئمة وأبناء الأئمة وجب عليه صرف ذلك في تعمير ذلك المرقد وإنارته وفرشه أو يعطيه إلى زواره وخدامه.مسألة 11 : إذا نذر لنفس الإمام المعصوم شيئاً فإن كان قصد مصرفاً معيناً وجب صرفه في ذلك المصرف، وإذا لم يقصد مصرفاً معيناً وجب إعطاؤه إلى الفقراء والزوار، أو في المسجد وما شابه، لأحد ويهدي ثوابه إلى ذلك الإمام وهكذا إذا نذر شيئاً لأحد أبناء الأئمة نفسه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد الغالبي
2007-09-12
جزاك الله خير الجزاء وسلمت يمينك لتوضيح الحقيقة من خلال الفتاوى لتكون رد على من يريد ان يتصيد بالماء العكر
هدى الموسوي
2007-09-09
بوركت ايها الاخ الكريم على هذه الايضاحات وعلى الفتاوى التي استندت اليها ووفق الله القائمين على العتبتين الطاهرتين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك