المقالات

السيد الخوئي والسيد السيستاني وشعبان في تاريخ العراق

5368 2015-06-12

شهر الافراح التي يحتفل فيها المسلمين عامة والشيعة الجعفرية خاصة بمناسبة ولادات الائمة الاطهار ففيه ولادة ابو الأحرار الامام الحسين وولادة ابنه علي السجاد وولادة اخيه العباس عليهم السلام ، كما ان ولادة الامام الحجة القائم محمد ابن الحسن المهدي عج تعتبر من اهم المناسبات التي يحتفل فيها الموالين لآل بيت المصفى ع , هذا من الجانب العقائدي والروحي ، ولهذا الشهر ايضا خصوصية كبيرة لوجود أنعطافتين مهمتين في تاريخ العراق ، وهاتان الانعطافتان اللتان حدثتا في شهر شعبان المبارك كانتا بقيادة المرجعية الدينية العليا ، الاولى كانت في عام 1991 عندما ثار الشعب العراقي وحرر 14 محافظة من سيطرة النظام الصدامي ، وكانت للمرجعية العليا وقفة بطولية عندما تصدى زعيم الحوزة العلمية المرجع الديني الأعلى السيد ابو القاسم الخوئي لقيادة الانتفاضة الشعبانية المباركة ، وبات سقوط النظام الصدامي قاب قوسين او ادنى ، لو لا مساعدة الولايات المتحدة الامريكية التي سمحت للنظام باستخدام الطائرات واستخدام الاسلحة المحرمة ، وقمع الانتفاضة وقتل مئات الالاف ودفنهم في المقابر الجماعية ، والقي القبض على زعيم الطائفة المرجع الاعلى السيد ابو القاسم الخوئي ،

وفي مسرحية تم عرضها على التلفاز جلوس الطاغية صدام مع السيد الخوئي ، لإيهام الناس انه يحترم السيد الخوئي الذي مثل الشجاعة خير تمثيل عندما سأله الطاغية صدام ، كيف حالك كي هي صحتك ؟؟؟ فكانت اجابته انا قريب من الموت والموت قريب مني ، ويقصد لا اهتم ان وقعت على الموت ام وقع الموت عليَ ، وعندما سأله عن الثوار ، اجابه هؤلاء غوغاء ، ولغباء السلطة انذاك وعداءها للثقافة ظنت ان كلمة غوغاء اهانة او مثلبة ، فظلت تسميهم غوغاء فترة طويلة ، وبعدها علموا ان كلمة غوغاء تعني ثورة الفقراء على الظلم او الثورة الغير منتظمة ، وعندما عرفوا بحقيقة كلمة الغوغاء تعني مدح الانتفاضة الشعبانية منعوا كل من يطلق هذه التسمية ، فاطلقوا على ثوار الانتفاضة تسمية المخربين وصفحة الغدر والخيانة ، كم كان السيد الخوئي عظيما وشجاعا وهو يمدح الثوار امام الطاغية وهذا موقف بطولي للمرجعية الدينية العليا في النجف ، وكانت الانتفاضة الشعبانية انعطافة كبيرة في تأريخ العراق ، فقد أظهرت شجاعة العراقيين ، وكسرت حاجز الخوف واضعفت النظام .

والانعطافة الثانية والتي كانت في شهر شعبان ايضا ونحن نعيش ذكراها والتي احيا العراقيون الذكرى السنوية الاولى لها ، وهي فتوى الجهاد التي اطلقتها المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالسيد السيستاني ، بوجوب جهاد تنظيم داعش الارهابي الذي انتهك الارض والعرض وقتل الناس وهدم المعالم الأثرية والدوائر والدور وقتل الحياة ، واوشكت بغداد على السقوط والشعب فقد الأمل ، بسبب عجز وتقصير الحكومة التي دمرت المؤسسات الامنية كافة وفي مقدمتها الجيش العراقي الباسل ونشرت الفساد في دوائر الدولة ، الكل يائس الكل يترقب بدهشة ، ويتسائل كيف تسقط اربع محافظات واجزاء من بغداد وكركوك بهذه السرعة ؟ الكل كان يظن ان بغداد ومحافظة بابل وكربلاء ستسقط حالها حال الموصل وتكريت وديالى والرمادي ، لكن الظنون خابت بالموقف البطولي للسيد السيستاني الذي اطلق الفتوى العظمى فتوى الجهاد الكفائي لمحاربة تنظيم داعش الارهابي ، وكبرت الجوامع والحسينيات حي على الجهاد ،

فهبت الحشود شيبا وشبابا ملبية لنداء المرجعية المتدين والغير متدين ومن جميع الاديان والمذاهب ومن جميع المكونات والشرائح العراقية لانها فتوى عراقية لانقاذ العراق من اعداء العراق ، فانقلبت الموازين وقد سجلت الحشود البطلة انتصارات تلو الانتصارات وأدهشت العالم ، وقد سجل العراقيين مواقف بطولية سيذكرها التاريخ بأحرف من نور ، لانهم صدوا خطر داعش وانتصروا عليه ، والكل يعلم ان تنظيم داعش الارهابي مدعوم من عدة دولة اقليمية ودولية وفي مقدمتها امريكا والدولة الصهيونية اللقيطة ، وهذه انعطافة كبيرة في تاريخ العراق والعالم ، باعتبار ان المجاهدين قاتلوا بالنيابة عن الانسانية جمعاء وعن العراق وشعب العراق بصورة خاصة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك