المقالات

السيد الخوئي والسيد السيستاني وشعبان في تاريخ العراق

4853 01:56:38 2015-06-12

شهر الافراح التي يحتفل فيها المسلمين عامة والشيعة الجعفرية خاصة بمناسبة ولادات الائمة الاطهار ففيه ولادة ابو الأحرار الامام الحسين وولادة ابنه علي السجاد وولادة اخيه العباس عليهم السلام ، كما ان ولادة الامام الحجة القائم محمد ابن الحسن المهدي عج تعتبر من اهم المناسبات التي يحتفل فيها الموالين لآل بيت المصفى ع , هذا من الجانب العقائدي والروحي ، ولهذا الشهر ايضا خصوصية كبيرة لوجود أنعطافتين مهمتين في تاريخ العراق ، وهاتان الانعطافتان اللتان حدثتا في شهر شعبان المبارك كانتا بقيادة المرجعية الدينية العليا ، الاولى كانت في عام 1991 عندما ثار الشعب العراقي وحرر 14 محافظة من سيطرة النظام الصدامي ، وكانت للمرجعية العليا وقفة بطولية عندما تصدى زعيم الحوزة العلمية المرجع الديني الأعلى السيد ابو القاسم الخوئي لقيادة الانتفاضة الشعبانية المباركة ، وبات سقوط النظام الصدامي قاب قوسين او ادنى ، لو لا مساعدة الولايات المتحدة الامريكية التي سمحت للنظام باستخدام الطائرات واستخدام الاسلحة المحرمة ، وقمع الانتفاضة وقتل مئات الالاف ودفنهم في المقابر الجماعية ، والقي القبض على زعيم الطائفة المرجع الاعلى السيد ابو القاسم الخوئي ،

وفي مسرحية تم عرضها على التلفاز جلوس الطاغية صدام مع السيد الخوئي ، لإيهام الناس انه يحترم السيد الخوئي الذي مثل الشجاعة خير تمثيل عندما سأله الطاغية صدام ، كيف حالك كي هي صحتك ؟؟؟ فكانت اجابته انا قريب من الموت والموت قريب مني ، ويقصد لا اهتم ان وقعت على الموت ام وقع الموت عليَ ، وعندما سأله عن الثوار ، اجابه هؤلاء غوغاء ، ولغباء السلطة انذاك وعداءها للثقافة ظنت ان كلمة غوغاء اهانة او مثلبة ، فظلت تسميهم غوغاء فترة طويلة ، وبعدها علموا ان كلمة غوغاء تعني ثورة الفقراء على الظلم او الثورة الغير منتظمة ، وعندما عرفوا بحقيقة كلمة الغوغاء تعني مدح الانتفاضة الشعبانية منعوا كل من يطلق هذه التسمية ، فاطلقوا على ثوار الانتفاضة تسمية المخربين وصفحة الغدر والخيانة ، كم كان السيد الخوئي عظيما وشجاعا وهو يمدح الثوار امام الطاغية وهذا موقف بطولي للمرجعية الدينية العليا في النجف ، وكانت الانتفاضة الشعبانية انعطافة كبيرة في تأريخ العراق ، فقد أظهرت شجاعة العراقيين ، وكسرت حاجز الخوف واضعفت النظام .

والانعطافة الثانية والتي كانت في شهر شعبان ايضا ونحن نعيش ذكراها والتي احيا العراقيون الذكرى السنوية الاولى لها ، وهي فتوى الجهاد التي اطلقتها المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالسيد السيستاني ، بوجوب جهاد تنظيم داعش الارهابي الذي انتهك الارض والعرض وقتل الناس وهدم المعالم الأثرية والدوائر والدور وقتل الحياة ، واوشكت بغداد على السقوط والشعب فقد الأمل ، بسبب عجز وتقصير الحكومة التي دمرت المؤسسات الامنية كافة وفي مقدمتها الجيش العراقي الباسل ونشرت الفساد في دوائر الدولة ، الكل يائس الكل يترقب بدهشة ، ويتسائل كيف تسقط اربع محافظات واجزاء من بغداد وكركوك بهذه السرعة ؟ الكل كان يظن ان بغداد ومحافظة بابل وكربلاء ستسقط حالها حال الموصل وتكريت وديالى والرمادي ، لكن الظنون خابت بالموقف البطولي للسيد السيستاني الذي اطلق الفتوى العظمى فتوى الجهاد الكفائي لمحاربة تنظيم داعش الارهابي ، وكبرت الجوامع والحسينيات حي على الجهاد ،

فهبت الحشود شيبا وشبابا ملبية لنداء المرجعية المتدين والغير متدين ومن جميع الاديان والمذاهب ومن جميع المكونات والشرائح العراقية لانها فتوى عراقية لانقاذ العراق من اعداء العراق ، فانقلبت الموازين وقد سجلت الحشود البطلة انتصارات تلو الانتصارات وأدهشت العالم ، وقد سجل العراقيين مواقف بطولية سيذكرها التاريخ بأحرف من نور ، لانهم صدوا خطر داعش وانتصروا عليه ، والكل يعلم ان تنظيم داعش الارهابي مدعوم من عدة دولة اقليمية ودولية وفي مقدمتها امريكا والدولة الصهيونية اللقيطة ، وهذه انعطافة كبيرة في تاريخ العراق والعالم ، باعتبار ان المجاهدين قاتلوا بالنيابة عن الانسانية جمعاء وعن العراق وشعب العراق بصورة خاصة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك