المقالات

تشكيل الأقاليم صمام الأمان لوحدة البلاد وطريقنا الى الاستقرار والبناء


( بقلم : علي حسين علي )

ذهب المغرضون مذاهب شتى إزاء اقامة النظام الفيدرالي في العراق.. ولعل من بين المزاعم والافتراءات التي اطلقت على تشكيل الاقاليم هي انها تمزيق لوحدة العراق، متناسين بأن وحدة العراق كانت ممزقة أبان العهد الصدامي المقبور، وان اقرار الفيدرالية في الدستور قد اعاد كردستان الى الوطن.. واذا ما كانت حجج وذرائع من يريدون بالعراق العودة الى المعادلة الظالمة والتي تأتي المركزية السياسية والإدارية من أسس ذلك النظام البائد قد تهافتت امام حقيقة ان الدستور قد اقر الفيدرالية وهذا امر لا نكوص عنه لكن الدستور اعطى لكل محافظات العراق خيار اقامة حكومات الاقاليم وحكومات المحافظات التي لا يرغب سكانها بإقامة اقليم.

إلاّ ان اصحاب الغرض السيء والواهمون بعودة الى الامس الظالم ونظامه المركزي الاستبدادي الشمولي ظلوا يكيلون التهم للنظام الاتحادي (الفيدرالي) بخصوص توزيع الثروات، وقد تولى بقايا النظام البائد ومتابعيه اطلاق فرية هي ان الاقاليم الثرية ستستحوذ على المال المتأتي من انتاجها للنفط وتصديره. وقد تم تفنيد الكثير من المزاعم المماثلة لان الدستور قد تضمن توزيع ثروات البلاد على ابناء العراق جميعهم وبالتساوي، مع بعض الاشارات الى احقية بعض المناطق التي تنتج النفط الى نسبة صغيرة من واردات الدولة لاعادة اعمارها، وهي التي اهملها النظام البائد، من دون باقي المحافظات العراقية الاخرى. كما ان مشروع قانون النفط والغاز المعروض على مجلس النواب حالياً ينص على ان الثروات المعدنية هي ملك لكل العراقيين وتوزع عليهم بالتساوي. لقد اثبتت الوقائع والآثار المترتبة على تطبيق النظام الفيدرالي بإقامة اقليم كردستان العراق، بأن تطوراً مذهلاً قد تحقق في جانب الاعمار والبناء والرفاهية هناك، وكذلك فإن الامن والاستقرار كانا حالة بارزة في هذا الاقليم، ولم يقع عبئاً ثقيلاً على ابناء كردستان العراق وهم يطبقون النظام الفيدرالي ويجندون انفسهم واجهزتهم الامنية التي تعرف كل ما يحصل هناك، وما يسعى من هم خارج الاقليم اليه من ايصال الشر الى كردستان واهلها.. ولو كان النظام غير فيدرالي وكردستان ظلت تابعة للمركز في بغداد، فإننا نعتقد بان الامن لن يكون ميسوراً والاستقرار لم يكن موفوراً، وشاهدنا على ذلك بعض المناطق العراقية الاخرى التي لم تشكل فيها اقاليم او حتى ادارة محافظات تتولى شأنها بمعرفة ودراية وظل حالها سائباً واستقرارها مفقوداً. ان الاستقرار والامن المتوفران في كردستان يحثان حكومتهما الاقليمية الى التفرغ لاعمار الاقليم وتحشيد كل الامكانات لخدمة ابناء شعبنا هناك.. ولعل هذا سيكون حافزاً لابناء العراق في مناطقهم الاخرى.. يقول السيد عمار الحكيم في لقاء صحفي له مع صحيفة كرستيان ساينس مونتور الامريكية:(حينما يكون عندنا اقليم كردستان العزيز بصلاحيات ضخمة ومناسبة ونراه يتقدم ويتطور، وهذا الشيء يسعدنا ويفرحنا، ولكن حينما لا يكون ذلك في مناطق اخرى من العراق فإن هذا الشيء يؤدي بالتدريج الى حالة من الاختلال في التوازن في منطقة فيها فرص للتقدم ومناطق اخرى لا توجد فيها مثل هذه الفرص).

وسماحة السيد عمار الحكيم يعني في قوله بأن العراقيين جميعاً يستحقون الفرصة الواحدة العادلة في التقدم والاعمار والرفاهية، فثروات البلاد وفيرة ولله الحمد، وطاقات وكفاءة ابنائه متقدمة على الكثير من شعوب المنطقة، فكيف يجوز لنا ان نعطل تقدم الشعب ولا نحرص على تطبيق الفيدرالية التي ثبت من تجارب الشعوب وتجربتنا في كردستان العراق بأنها الآلية المناسبة للتطور في هذا الزمن. ان تشكيل الاقاليم يظل استحقاقاً دستورياً وجماهيرياً ايضاً، ثم ان خيار كل محافظة متروك لأهلها ان ارادوا إقامة اقليم فصناديق الاقتراع هي وحدها التي تقول: نعم او لا. يقول سماحة السيد عمار الحكيم: (ندعم ونشجع اختيار اخوتنا في غرب العراق ونتبنى اختيارهم لاقامة اقليمهم وهكذا في كل مناطق العراق.. اما بالنسبة لاقليم جنوب بغداد فإن المحافظات التسع نعتقد انها مهيأة لإقامة الاقليم، وكل هذا من شانه تحقيق التوازن واعطاء فرص عادلة للجميع).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك