المقالات

اخسئوا الحسين للانسانية جميعاً

1436 2015-05-31


عن ماذا اكتب وقلبي يملئ قيحاً مما ارى من البعض من الذين لايعرفون معنى الكلام واساؤوا التصرف.انها محنتنا ومنها رضوخهم لإرادة البنتاغون " أمريكا تعبث بوجودنا وتقرر مصيرنا" البعض من السياسيين يدعون مع الأسف لعدم رفع شعار "لبيك يا حسين" في المعارك وليصرخ سماسرة السياسة كما يحلو لهم ، لاغبارعليها انها جزء من مؤامرة تحاك ضد ابناء شعبنا وهو موقف انتهازي ويعطي انطباعاً سلبياً لاخواننا السنة وتهمة خطيرة توجه لهم تمس الجانب العقائدي للغالبية المسلمة في العالم التي لايقل حبها للامام الحسين عن اخوانهم الشيعة سوى الجهلة ،لقد انستنا الدنيا ديننا وانسانيتنا لان الحسين (ع) هو رمزها ، لم تكن ثورة الحسين واقعة تاريخية وإنما معركة حضارية تجسدت فيها وتلخصت كل تجارب البشرية من آدم إلى يوم استشهاد الحسين ولاحت منها كل معاني الحياة وفلسفتها ورسمت للمستقبل خطوطه ووضحت للأجيال أهدافها حيث كانت أعظم معركة في التاريخ بين الحق والباطل.

إذ أصبحت الحرية في واقعنا لفظاً يقال وحروفاً تكتب لا وجود لمعناه حتى الغرب المتغطرس الذي يدعي الحرية إنما هي ثوب مهلهل على جسد الديكتاتورية، وحتى هذه الحرية المدعاة تكون ملازمة للانسان طالما كان ملكاً للمادة وخادماً لها، ومجرد محاولة انعتاقه منها يصبح غير مستحق للحرية وما يجري في العالم اليوم خير شاهد لذلك. وكما قال الامام الحسين عليه السلام (أيها الناس أنكم أن تتقوا الله وأن تعرفوا الحق لأهله يكن أرضى لله عنكم ونحن أهل بيت محمد صل الله عليه و آله أولى بولاة هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدَّعين ما ليس لهم والثائرين فيكم بالجور والعدوان). يا سيدي يا أبا عبد الله يا سيد الشهداء يا نسل الأنبياء يا بن رسول الله يا صوت السماء يا نفحة الامل وخاتم اهل الكساء السلام على عنفوان المجد وترنيمة الاباء صلى الله عليكم وعلى آلكم وسلم، أيها الحسين الشامخ شموخ الإسلام فصدى صوتك أحيا الجياع والحفاة ، وطفك ما زال رحماً تتوالد منه الانتصارات.

ستبقى ياسيدي ياحسين ابداً وتتوارى كل النكرات، ستبقى متالقاً فوق الثريا رغم جهود كل الجبابرة للقضاء على ذكرك وتشويه مجدك بمختلف اساليب الابادة والتفنن بالدمار وما سخروه من الابواق وبذل الاموال وشراء الذمم لاطفاء جذوة ثورتك ، انهم ذاهبون الى مزابل التاريح وستبقى مناراً شامخاً تنير دروب الحياة وعطاءاً متدفقاً نابضاً بالامل يلتجئ اليه الاحرار والثوار ويرتوي كل العطاشى من معينك الصافي حيث يجدوا فيك النور الهادي والبلسم الشافي والطريق السليم نحو العلى والصلاح للامة.

ومن هنا قلت روحي فداك : (ألا وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي). اذاً من أجل الحرية والعدل والمساواة وكرامة الإنسان، لا شعار يرفع في سماء المعركة غير شعار لبيك يا حسين، ولا صوت يعلو اليوم فوق صوت المعركة، نعم لبيك ياعراق هو لبيك ياحسين لان ارض العراق ارض المقدسات، تحية لقواتنا المسلحة والحشد الشعبي . لقد أنجز الرجال المهمة وأوفوا بالعهد وحققوا الأمل المنشود بتحرير محافظة صلاح الدين وتطهيرها من رجس الدواعش ، بل وبالدخول الظافر الى مدينة الانبار وتحريرها شبراً شبراً محررين ظافرين رافعين بيارق الوحدة والوطن في ملحمة بطولية وأداء ملحمي نادر وبرغم حملات التشكيك والتضليل التي كان يروج لها البعض لأهداف وأجندات خاصة لم يكن للوطن فيها من نصيب ، إلا أن العمل والتوكل والتصميم كان حاضرا ً في المسار المرسوم والموعد المحتوم والحسابات الإستراتيجية لمسار العمليات. و قدمت درسا ً رائعاً من دروس إدارة المعارك الكبرى على المستويات التعبوية والإستراتيجية ، حيث التخطيط المحكم والرؤية الثاقبة، والتنسيق العالي المستوى بين الوحدات المقاتلة على الأرض باختلاف صنوفها ومسمياتها وعناوينها.

تحية حب للنشامى والغيارى ظهير الجيش وسنده وعونه في الملمات رجال الوطن من أبطال الحشد الشعبي وأبناء العشائر الغيارى. تحية إجلال وإكرام للأرواح الطاهرة التي ملأت الوطن بأريج وعبق الشهادة، والشفاء العاجل لجرحانا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك