( بقلم : امجد الحسيني )
ان ما عاشه العراق خلال خمس وثلاثين عاما وما يعيشه اليوم سيخلف بعد اقل من عشرة اعوام كوارث لاحصر لها بل قد تقضي على هوية العراق وتسير به نحو الموت او التقسيم وحتى المحو من الخارطة السياسية العالمية ذلك لان جيل العراق الذي عاش خلال الاعوام الخمس والثلاثين من حكم النظام الصدامي المجرم تعود على سياسة الخوف والذي يولد الكذب الابيض والاسود على حد سواء واستبطان الخمول او الانحراف وكلا الطرقين كشف خلال الاعوام الاربعة عن كوارث عديدة جعلت من الشاب العراقي اما ان يكون ارهابيا يقتل في الشارع لوجود الحافز والاستجابة النفسية للانفلات او سارقا في دوائر الدولة كموظف فاسد وهذا ماكشفته ايضا الاعوام الاربعة بعد سقوط النظام .
اما اليوم فنرى ان العصابات الارهابية او الاجرامية او غير المنظبطة سواء السنية او غيرها تتكون من من مجموعات لاتزيد اعمارها على العشرين عاما الثلاثة عشر عاما فهم بين طفل يدخل سن المراهقة او شابا دخل توا حياة الشباب وهنا اقول ان هذه الفترة من التربية اذا اخرجنا العائلة العراقية لان هذه العائلة في ظل هذا الوقت لاتستطيع السيطرة على اطفالها لان الاطفال معظمهم ينتمون الى فكر في الغالب متشدد او مندفع تستثمره الجماعات الاجرامية او الارهابية وتهيء له قوة الانفلات والخروج عن حضن العائلة واذا خرج الطفل عن حضن الابوة او الامومة القوية سينحرف بالتأكيد وهنا تقع المسؤولية على وزارة التربية ذلك لان العواطف التي تحملها العائلة تجعل من الطفل اكثر انحرافا لانها دائما تدافع عن اخطاء ولدها او ابنتها وتحاول اخفاء عيوبهم التي يراها الاباء دائما طفيفة بحكم المعيشة المستمرة فالطفل يدخن ايام المناسبات الدينية فيتغاضى الاباء او تحامي الامهات الاطفال خوفا عليهم من ألمٍ آنيٍ هو الضرب او التوبيخ حتى يتفاقم الامر ليصبح ذلك الطفل عند حلوله السادسة عشرة من العمر مجرما والكثير ممن عاش مناطق ساخنة كالعامرية والدورة والبياع والاعضمية يؤكد ان الاطفال كما يقال في العمية ( صكاكة ) ذلك لان الاطفال استثمرتهم العصابات الاجرامية والارهابية عن طريق توفير الهاتف النقال لهم بالاضافة الى المصروف الزهيد الذي يتقاضونه على كل عملية صغيرة يقومون بها – اي الوشاية بمدني – عن طريق رصده عند خروجه من بيته او عمله ولهذا السبب نجد الارهابيين يشددون على منع الاطفال من الذهاب للمدرسة لان عدم ذهابهم الى المدرسة سيوصلهم حتما الى تلك الجماعات الارهابية التي ستثتثمرهم ابشع استثمار
وهنا على وزارة التربية العراقية ان تعي عمق المشكلة والمأساة لتشرع قانون يحاسب الاباء والاطفال على حد سواء من التهرب من المدرسة كما تحاسب المعلم الذي يكثر الغيابات عن المدرسة كما على التربية التي تغط في نومها العميق منذ اكثر من ثلاثة اعوام ان تغيير المناهج التعليمية هذه المنهاج التي لم يتغيير فيها ومنذ سقوط النظام المجرم الا اقتطاع صورة المجرم صدام منها وحتى انك تجد في الكثير من النسخ تلك العبرة الممجوجة ( هذا الكتاب هدية الثورة اليك والحفاظ عليه جزء من الوفاء للثورة ) فاذا كانت افكار الاجرام والقتل والطائفية لاتزال تملء الكتب العراقية فكيف ينشأ الطالب على افكار الديمقراطية والتسامح .
اعتقد ان على وزارة التربية ان تدرس نفسيات الطالب وتحلل افضل الطرق للحفاظ على هذه الثروة التي إن لم تقوم الدولة بتربيتها جيدا ستشكل عاملا من عوامل موت الثقافة العراقية والانسان العراقي وان مجرد التنظير من قبل السيد وزير التربية سيوصل هذا المجتمع الى مجاهل التاريخ وستعود الجاهلية الاولى الى العراق لان تلاميذ اليوم اولئك التلاميذ الذين ينشؤون في جتمع طائفي ومجتمع يحمل السلاح ويقاتل القانون سيكونوا غدا موظفوا الدولة ومسؤولوها وبرلمانيوها ووزرائوها وسيذهبون بالبلاد الى التقاتل واقل ما ستصل له البلاد هو التقسيم الطائفي والعرقي لا بل لطائفي الطائفي اي ابناء الطائفة الواحدة وستكون الدماء ارخص مما نراها اليوم فهل تعي وزارة التربية هذا الخطر ام انها ستبقى على تنظيرها وكذبها في الدفاع عن مؤسساتها الفرعية التي تنخرها امراض المحسوبية والمنسوبية والطائفية .
التربية لحد الان لم تعيين مدرسا واحدا في اي مدرسة بعنوان باحث اجتماعي يكون رابطة الوصل بين المدرسة والعائلة والطفل وان عينت هكذا موظف فهو لا يعدو ان يكون موظف بطال او في اكثر الاحيان تسلمه ادارة المدرسة مسؤولية امين مكتبة او مشرف غياب او حارس يراقب المتأخرين من الطلاب صباحا والمفروض ان تجعل التربية مستوصفات نفسية ومؤسسات بحثية تعمل على جعل الطالب العراقي طلبا سويا لان حكم صدام زرع في كل العراقيين ملايين العقدالنفسية والاجتماعية كما زرعت السنوات الاربعة الاخير بسبب الارهاب ملايين اخرى من العقد النفسية والاجتماعية فضلا عن الجسدية فهل تعي وزارة التربية ذلك ام انها واكرر ستبقى في نومها العميق حتى ولات حين مناص .
وهل تعي ان مدرسي المدرسة الواحدة في غرب العراق ينقسمون الى ارهابي ينتمي للقاعدة وبين متشدد ينتمي للمليشيات الارهابية وان المدرسة في شمال العراق ينقسم مدرسوها بين برزاني وطلباني والمدرسة في الجنوب ينقسم مدرسوها بين معتدل او متشدد وان نظام الشللية والعداوة داخل المدرسة بين الادارة والمدرسين او المدرسين انفسهم ينعكس على الطالب نفسه وهذه الظواهر ان لم يتم تقنينها والحفاظ على المباديء الحقيقية للتربية سيشذ الطالب ليشذ المجتمع وليكون المواطن الصالح كالكبريت الاحمر ؟
https://telegram.me/buratha