البصــــرةالبصرة هذه المدينة الاصيلة ذات الماضي العريق التي تمتد جذورها بامتداد التاريخ الاسلامي حيث كانت لها مكانتها الخاصة في نفوس عموم المسلمين , لمركزها الثقافي والعلمي والفقهي ولموقعها الجغرافي واهميتها التاريخية ,المدينة العامرة التي حَوت قديما على الالاف الانهار ونظام البناء المميز فيها جعلها تكون نموذج جميل لبناء المدن في العالم , اضافة لكونها المدينة التجارية الاولى في العالم الاسلامي قديما, ربطت الشرق بالغرب والبر والبحر حيث كان يتشعب منها طريق الحرير الذي يمتد من الصين الى اوربا من جهة البر والبحر كما كانت مفتاح فارس والهند . كان ميناء البصرة يعج بالسفن القادمة اوالذاهبة الى معظم انحاء العالم, اصبحت البصرة محط انظار التجار والادباء والعلماء وشرائح اخرى لمكانتها الثقافية الكبيرة حيث يتوافد اليها الناس من مختلف انحاء العالم والجزيرة بشكل خاص لغرض التجارة وحظور اللقاءات الادبية والفقهية في ملتقيات المربد ذا الشهرة الواسعة ليتبارى فيه رجال الشعر والادب حيث كان المربد مجمع الشعراء والادباء واللغويين انذاك و كانت تشكل البصرة مع الكوفة عواصم اللغة وكذلك مدارس الفقه والشعر والادب والفلسفة والعلوم الاخرى في العالم الاسلامي ,, اضافة الى كون البصرة حاضنة لفحول الشعراء كالفرزدق وجرير وابي نؤاس وبشار بن برد ومن اعلام الادب كانت البصرة بلد الجاحظ والاصمعي وابن المقفع والكندي والفراهيدي وسيبويه والحسن البصري وغيرهم من قمم الشعر والادب والفقه .دبـــي يعود تاريخ تأسيس دبي الفعلي الى بداية القرن الثامن عشر اي ان عمرها لا يتعدى ثمان عشر عقدا من الزمن منذ سكنتها قبائل عربية واستقرت فيها امتهنت صيد الاسماك واللؤلؤ والتجارة واستمرت على هذا الحال عقود طويلة ولا يعرف انها خرّجت شخصية مرموقة في اي مجال من المجالات ولم يذكر في تاريخ هذه المدينة سواء تاريخ الشيوخ الذين حكموا المدينة وكونوا بعد ذلك دولة الامارات العربية المتحدة التي توسعت نتيجة اعمال التجارة وزيادة عدد سكانها . وبعد اكتشاف النفط في ستينيات القرن الماضي أورخ تاريخ بناء الدولة الحديثة مع بدأ استثمار واردات النفط في تطوير دبي وبناء المدن الاخرى فبدأ الاهتمام في مجال الاعمار فكان هناك ثورة في بناء المدن العصرية وارتفع معدل مستوى الفرد اقتصاديا حتى اصبح يوازي معدلات الدول الصناعية, وتوسعت التجارة و اصبحت دبي الان هي المركز التجاري الاول وسيطرت على اغلب النشاطات التجارية في المنطقة العربية واستطاعت ان تستقطب اصحاب الخبرات والكفاءات من العرب والاجانب الذين كان لهم دور فاعل في المساهمة في تطوير الخطط الاقتصادية والاجتماعية للامارات بشكل عام . تعتبر دبي اليوم اضافة الى كونها مركز تجاري فهي مدينة سياحية فكان الاهتمام ببناء الفنادق والمراكز التجارية والسعي لجعل مدنهم مدن عصرية مع اعطاء بعض التسهيلات ساعدت في جذب السياح اليها والتي اصبحت مصدر ثاني يرفد اقتصاد دبي اضافة للنفط . عودة الى مدينة البصرة اليوم والتي تعتبر من اغنى مدن العالم لما يحتويه باطن ارضها من خيرات, لم تنعم بالامن والاستقرار على مدى تاريخها , مما أثر على المدينة بجميع نواحيها العمرانية ,الاجتماعية والاقتصادية نتيجة للظروف التي مر بها البلد عموما فكان الاهمال من نصيب اغلب المدن ومنها البصرة , هذه المدينة العريقة ذات التاريخ الذي يفخر به كل عراقي الاجدر ان تكون في مصافي المدن المتقدمة في العالم لما تحتويه من طاقات بشرية ومن خيرات حباها الله تعالى بها . فلنترك فترة الظلم البعثي العفلقي الذي جعل بكل ما في العراق خرابا ودمارا نتركه جانبا ولنتحدث عن المدينة في هذه الاربع سنوات, البصرة تعتبر الميناء الوحيد للعراق وفيها يتم التبادل التجاري للبلد ككل .كما تعتبر البصرة مدينة التعايش الطائفي حيث لم يحدث فيها اعمال عنف تذكر الا الشيء القليل والتي تتأثر غالبا بالوضع العام في البلد والتي سرعان ما تعود فيها الامور الى طبيعتها ,فلو استغل هذا الوضع استغلال ايجابي لمصلحة المدينة واهلها في البناء والاعمار وجلب الشركات العالمية ذات الخبرات القديمة وبمساعدة عمال وفنيين المدينة لاعادة بناء بناها التحتية والاهتمام في مصادر المياه والميناء وجعله من الموانئ المتطورة ذات المقاييس العالمية . وتنفذ الاعمال الصناعية الكبيرة التي تعتمد على منتجات النفط والنهوض بواقع المدينة في بقية المجالات الاخرى العلمية والصحية والخدماتية وغيرها وجعلها النموذج الذي يحتذى به لبقية المدن العراقية الاخرى والمساهمة في اعادتها الى موقع الصدارة الذي يليق بها كمدينة عريقة في العراق والخليج بشكل عام ,, ولكن ... هل يوجد ما يساعد في عملية البناء والاعمار والنهوض بواقع المدينة الاقتصادي والعمراني والسياحي والاجتماعي ؟ .هناك عوامل كثيرة ساهمت وتساهم في عرقلة عملية البناء والاعمار منها داخلية وخارجية . وكبقية مدن العراق الاخرى حيث ينتشر الفساد المالي والاداري الذي ينخر جسد البلد , هذا الفساد الذي لم يكن وليد التغير الذي حصل بل هو تركة النظام البعثي الفاسد الذي استمر الى الان نتيجة ضعف الاداء في تطبيق القوانين اضافة الى سيطرة مجموعات واحزاب وتيارات في المجلس البلدي ومجلس المحافظة مستغلة مراكزها القيادية على مقدرات حيوية في المدينة واستغلالها لمصالحها الخاصة ومصلحة احزابها وتهديد من يحاول المساس بما يعتبروه حق مشروع لهم ! فاصبح تهريب النفط تختص به جهات معينة دونا عن غيرها . الفساد اصبحت قضية تمس اغلب طبقات الشعب والتي انقسمت بين المستفيد والمتضرر. والاستباق باطلاق التهم هي الطريقة المتبعة على اساس الهجوم خير وسيلة للدفاع وخاصة اذا كان المهاجم هو المعني بالامر ويصنف بامير التهريب في البصرة ..أي اننا اصبحنا بين فكي كماشة الارهاب البعثوسلفي والفساد المالي والاداري.وحتى في مجال البناء على سبيل المثال يمنع بناء المدارس في منطقة معينة اذا لم يكن المقاول من تلك المنطقة او له علاقة بوجهائها لضمان حصولهم على نسبة من الارباح والا يتم تهديد من يتمرد عليهم دون التفكير بالمصلحة العامة للمنطقة او المدينة لذلك بقيت اغلب مدارس المدينة وخاصة الريفية منها مبنية من الطين وتفتقر الى ابسط الشروط الصحية اضافة لخلوها من الاثاث المدرسي المناسب , في اغنى مدينة في العالم !! اضافة الى نقص الخبرات بعد هذه السنين الطويلة من الاهمال من العوامل المهمة في تأخير البناء والاعمار , ويشكل العامل الامني كذلك عائق امام التغير في اغلب المناطق . خيوط الفساد والارهاب لها من يثيرها ويحركها من جهات خارجية استفادت من وضع العراق غير الامن وغير المستقر في كافة مدنه وخاصة الغنية منها كالبصرة فليس من مصلحة الامارات على سبيل المثال ان يستقر البلد , ففي حال استقراره ستكون البصرة المنافس لها اذا ما استعادت دورها الريادي في كونها العاصمة التجارية في البلد واذا ما تطورت اكثر سيكون لها مكانتها في المنطقة باكملها وستنافس مدينة دبي التجارية خاصة وبعد فتح باب الاستثمار للشركات العالمية والمحلية للعمل في المناطق الامنة . فما كان من شيوخ الامارات مدفوعة بمساندة من مجلس التعاون الخليجي بانشاء غرفة عمليات من اجل اجهاض قيام فيدرالية في الوسط والجنوب ولمحاربة اي مشروع بامكانه النهوض بمستقبل البلد بصورة عامة والجنوب بصورة خاصة , بانشاء صندوق دعم برأسمال قدره ثلاث مليارات دولار حسب ما جاء في وثيقة سبق ونشرتها وكالة براثا قبل اكثر من ثلاث اشهر, ومحاولة عرقلة الامور بتحريك بعض العناصر البعثية ومن ضعاف النفوس التي ادت دورها باكمل وجه في الاضرار بتلك المناطق وعرقلة حركة التطور والاعمار فيها اضافة لما يحدث من زعزعة امنية بالتخطيط وتدبير عمليات اغتيالات منظمة لشخصيات فاعلة تابعة لجهات معينة لاستفزازها في الرد لغرض احداث اقتتال داخل الطائفة الواحدة واضعافها . وما يحدث هذه الايام في مناطق الجنوب وما شهدته كربلاء المقدسة من اعمال اجرامية ما هو الا حلقة في سلسلة للمخطط التأمري الخليجي بصورة عامة على العراق كي لا ينهض من كبوته وليبقى النشاط التجاري في الامارات على نفس مستواه ولتبقى دول الخليج تصدر النفط وتعوض عن حصة العراق الذي لا يتعدى انتاجه مليوني برميل يوما لتسد النقص الحاصل في مضاعفة انتاجها . وبمساعدة طفيليات تعيش على موائد شيوخ الخليج غير عابئة لما يحصل من تدهور ومن اجرام في بلدهم وتأخير في الاعمار مع استمرار معاناة الناس من امور يعتبر الحصول عليها حق طبيعي لهم هذه المعانات التي استمرت من زمن الطاغية والى الان , اما أن الاوان كي ينعم اهلنا في الجنوب بحياة كريمة بعد فترات من التهميش والاهمال ؟ , ام ان التفكير بمعاناة الشعب وخاصة الطبقة الفقيرة منهم ليست في حسبان حيتان العهد الجديد؟ . عراقيـــه
https://telegram.me/buratha