المقالات

حرب الإشاعات والخدع.. أطاحت بعروش وجآءت بحكومات..!

1484 19:47:25 2015-05-05

ذكرنا عدة مرات، إن النظر في التاريخ، وإلامعان فيه، للأستفادة من تجاربه، والاتعاظ بأحداثه، هو منهج قرآني، حيث حث عليه في بعض آياته، تحت ألفاظ (السير في الارض). 

لا ريب إن الخدعة، والأشاعة، والحيلة في الحروب، أستخدمت على طول التاريخ، وما يسمى اليوم بالأعلام الحربي، أصبح جزء هام من المنظومة العسكرية في دول العالم، ويدّرس في المعاهد والكليات الحربية، لما له من تأثير نفسي كبير، وإرباك في صفوف العدو، حتى عدّوه نصف المعركة، أو نصف الأنتصار. 

أتذكر مرة ان صدام المقبور، زار إحدى القطعات العسكرية الخلفية، وقام بتصوير هذه الزيارة، وأظهرها للرأي العام، على أنه في مدينة المحمرة الإيرانية! ويتمشى في أسواقها!! بعد دخول الجيش العراقي وهزيمة الإيرانيين! 

ومنذ فترة قريبة، رأينا دخول قوات الأحتلال الى العراق، ووصولهم بغداد في بضعة أيام، وأنهيار ذلك الجيش الصدامي العرمرم، وكان من أسباب الهزيمة بهذه السرعة، هو الاعلام الحربي، وبألامس شهدنا سقوط الموصل وما تلتها من المحافظات الغربية، على يد أعداد قليلة من داعش، بالرغم من وجود خمس فرق عسكرية، وكانت الإشاعة من الاسباب الرئيسية. 

ولو تصاعدنا في أحداث التاريخ، وما شهدته معركة صفين من خدعة المصاحف، بعد ان كان مالك الأشتر، قاب قوسين أو أدنى من قتل معاوية، ولو قتله لما قُتل الحسين( ع) في كربلاء، ولما ما أحدثت هذه الخدعة من تغيير في خارطة التاريخ، وهكذا دوالييك، مثل حادثة ابن زياد مع مسلم بن عقيل( ع)، وغيرها من الوقائع التاريخية. 

يروي لنا المؤرخون حادثة، لا أريد أن أفوتها وهي:( أرسل أبو العباس السفاح قواته المسلحة بقيادة محمد بن عبدالله بن علي لقتال العاهل الأموي، مروان الحمار، وألتقى الجيشان قرب الموصل، وكانت رآيات بني العباس تحملها الرجال على الجمال البخت وقد جعل لها بدلا من القنا( خشب الصفصاف والغرب)، فلما رآها مروان ذهل وقال لمن حوله: (( اما ترون رماحهم كأنها النخل غلظا! ! أما ترون أعلامهم فوق هذه الإبل كأنها قطع الغمام السود!! ))، وبينما هو ينظر أليها، وقد طار قلبه رعبا وفزعا...)، وأنتهت بذلك الدولة الأموية التي حكمت بالظلم والجور، بسبب خدعة وحيلة في الحرب. 

اليوم في العراق، لا نجد عند القادة العسكريين، حِيّل وخدع في المعارك، بل لا نجد في مؤسستهم العسكرية، إعلام حربي مؤثر وفعّال، بل حتى قنواتنا الفضائية، من يتصدى لأعلام العدو المضاد، ويفضح كذبه وزيفه كما حصل في ناظم الثرثار، وما أكثر هذه القنوات! بل ما نراه العكس من بعضها، تلك التابعة لحزب المالكي، بدل التصدي، تقوم بهجوم إعلامي لتسقيط الحكومة! وكأنّ العبادي ليس من حزب الدعوة أو جآء طارئ عليهم! أو هو من جآء بداعش!! 

يجب على قنواتنا الأعلامية الصادقة، أن تغيير من أسلوبها ومنهجها نحو الأفضل والأحسن، وتتعلم من قناة البغدادية، كيف كانت فعّالة ومؤثرة في المجتمع، حتى أنها كانت أحد الأسباب في إقصاء المالكي من السلطة! 
وعلى القيادات العسكرية، ان تكون حذرة وواعية، وتتعلم من تجارب التاريخ، وإني لأعجب لماذا لا تستخدم هذه القيادات، نفس سلاح العدو، من الخدع والحِيّل والإشاعة؟ فأنّ الحرب خدعة كما قيل!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك