بقلم مهند الاسدي
جاء في الرواية ما معناه (دخل رجل على الإمام السجاد عليه السلام وقال يابن رسول الله هل أبي يشمل باللعن للذين شاركوا بقتل أبيك فقد كان أبي دوره في المعركة مجرد يدون الحادثة لا غير فقال له عليه السلام هل هو بمعسكر أبي عليه السلام أم بمعسكر بن سعد قال السائل مع معسكر بن سعد قال عليه السلام تشمله اللعنة لأنه كثر السواد على أبي الحسين عليه السلام)
الجميع الذين تابعوا مع عشرات الملايين من البشر زحف الملايين من عشاق الإمام الحسين عليه السلام نحو كربلاء المقدسة، هذا المشهد الإيماني الرائع الذي يتكرر سنوياً ويتأثر به الملايين حول العالم سواءً من هم أمام الشاشات الفضائية أو أولئك الذين هم في كربلاء المقدسة. والمشاهد لهذه المناظر يشعر بالفرح والسعادة لان هذه الحقيقة، ولكن ما يؤلم في بعض هذه المشاهد أنها في كثير من الأحيان لا تعكس الحقيقة، أي حقيقة ؟! هي ما أراده الأئمة من آداب الزيارة
فهنا بدأ الإعلام المأجور يتصيد بالماء العكر للأفعال التي تصدر من بسطاء العوام والذين لم يحصلوا على الحظ الوافر للتعليم، ليجعل منه مادة إعلامية لتضخيم الأمر. هل هذا المطلوب من الإعلام؟؟ مطلوب لو كان الإعلام اأجنبي إما بالنسبة للإعلام المحلي يجب إن تكون له روح وطنية بالإضافة للمصداقية الحرفية.أن ما شاهدناه من الإحداث الأخيرة يومي 13 على 14 من شعبان في كربلاء المقدسة التي من الأكيد أنها آلمت قلب صاحب الزمان عليه السلام.
ووضعنا علامات استفهام على الإعلام العراقي، إنا سمعت من إذاعة الروضة الحسينية المطهرة عقب نجاح زيارة الأربعين المليونية إلى لقاء أجرته الإذاعة مع مسئولي العتبتين المقدستين إنهما يوفران كل سبل الراحة للإعلاميين وأيضا حتى إطعام جميع الإعلاميين بدون استثناء. ولكن ماجرى من نقل للحدث يؤلم القلب وكأن بعض الفضائيات والوكالات كان لها ثأر مع الإمام الحسين عليه السلام وتذكرت قصة الرجل الذي دخل على الإمام السجاد عليه السلام.
إن مصداقية الوسائل الإعلامية هي رصيد الثقة لدى المشاهد لأنه يعتمد عليها بشكل رئيسي وفي الدرجة الأولى على الحقيقة، فإذا أبرزت هذه الوسائل صورة معينة وقدمتها بأنها هذه هي الحقيقة وركزت عليها وأظهرت الوقائع وحقائق أخرى، فقد فقدت هذه الوسائل مصداقيتها ولم تعد لها قيمة تذكر.
وكثيراً ما تكون الأحداث سبباً رئيساً في تأكيد مصداقية بعض القنوات أو عدم صحة أخبارها مما يفقدها شريحة كبيرة من المتابعين، وعلى مر العصور أثبتت العديد من الوقائع السابقة أن الصورة الكاملة هي ما يبقى في أذهان الناس ويخلد في أعماقهم، وهذا ما يجب أن تكون عليه وسائلنا الإعلامية، فالعالم اليوم أصبح قرية واحدة والمعلومة أصبحت تصل في ثوان والتأكد منها أصبح سهلا وميسرا، فحري بنا أن نكون نحن مصدر الحقيقة من خلال مطابقة ما نقدمه في وسائلنا للواقع، مع احترامي لبعض الفضائيات ولكن اثني على مصداقية ووطنية قناة الفرات الفضائية في نقل الإحداث إثناء الزيارة.
ولكن بعد ماجرى من إحداث دموية مريعة وكانت الغاية لتنفيذ جريمة العصر الكبرى احتلال العتبات المقدسة في كربلاء المقدسة ومن بعدها تهديمهما، كانت وقفة الفرات الوطنية حيث أنزلت نداء العتبة الحسينية بتحميل الحكومة أي تبعة أو تجاوز لهتك حرمة صاحب المرقد الشريف فهذا النداء الذي بثته غير مجرى الإحداث.وهنا بدأت سموم الفضائيات والوكالات بترويج إحداث ما انزل الله بها من سلطان إن القتال حصل بين تيارين معروفين عند الشيعة.
فشمروا أبناء الفرات الفضائية عن سواعدهم ليكشفوا حقيقة ما جرى في الزيارة الشعبانية. بعرضها الأفلام الوثائقية لإحداث الشغب فغيرت نظر وأفكار الناس ليروا الحقيقة التي زيفتها بعض الفضائيات ووكالات الإنباء.غير آبهة بما سيجري عليها من ويلات لنشرها الحقيقة، وفعلا سمعت إن كوادر تلك الفضائية الوطنية المخلصة نتيجة بثها الأفلام الوثائقية لما جرى فقد قامت الجهات التي عبثت وكان السبب بإلغاء مراسيم الزيارة بتهديد حتى موظف الخدمة بالقتل لأنه يعمل بها. أتسال متى تقوم الحكومة بعملها؟ متى يطبق قانون مكافحة الإرهاب؟
إن من يتهم قناة الفرات أو المواقع الخبرية مثل نون الخبري وموسوعة النهرين ووكالة براثا والقائمين عليها بالإرهاب فهذا اتهام خطير في الوقت الذي أن هذه الجهات هي أول ضحايا للإرهاب ، أليس هذا حقد على رموز الشيعة وإعلان الحرب عليهم؟ فما الفرق بينكم وبين من يقتل إتباع أهل البيت أو يحرض على قتلهم؟ وليس فيهم من يدعي القداسة أو توارثها كما تدعون ولكن هل جزاء الإحسان إلا الإحسان فهؤلاء أحسنوا للأمة ومن الواجب الإحسان لهم.
فاتقوا الله في أهلكم كما يقولون فهؤلاء أهلك فلا تقتليهم لأنهم قدموا الكثير، فألي متى هذا الحقد على التيار الأسلامي الشيعي ورموزه؟ ولماذا يحق لغيرهم أن يفعل ما يريد ووفق الديمقراطية المزعومة ولا يحق لهم فما ذنبهم إذا جاءوا بزمن لا يجب أن يأتوا به!!
بقلم مهند الاسدي
https://telegram.me/buratha