بسم الله الرحمن الرحيم
ما يزال جرح كربلاء في قلوبنا ينزف دماً وتساؤلات ومرارة ليحفر اخدوداً جديداً مضافاً الى اخاديد الحزن التي لا تبرأ في قلوب العراقيين ولتمر ثلاث ايام على الحدث ذهلنا وغضبنا في أولها وبكينا بحرارة واطلقنا غضبنا صرخات وتعليقات واهات في اليوم التالي ومن ثم بدات موجات تحليل الحدث وتحديد مواطن التقصير في المسؤوليات والمهام وسماع شهود العيان ورؤية الصور المريعة وقد اجاد الجميع كتاباً وقراءاً ومحللين وشهود عيان في وصف الحدث بدقة والاشارة الى الجاني المتأمر بقصد أو من غير قصد مع من أفتى بهدم قبور كواكب الاسلام المنيرة في هذه الارض التي تكسوها دماء الابرياء .
ثم ماذا ؟ سؤال يتردد في قلب كل عاقل متزن يريد ان لاتتكرر هكذا اعمال وان لا نعيش دائما في حالة من ترقب للمصائب واضافتها الى قاموس المأسي العراق الذي لا تحصيه صفحات كتاب مهما كان حجمه ! كيف نرد ؟ وماذا نعمل ؟ وهل نستخدم اسلوب الهجوم كأفضل وسائل الدفاع ؟ وكيف نترجم كلمة هجوم وبعض المعتدين من لا يفصله معك خطوط الدفاع والهجوم فهو جارك وأبن محافظتك وزميلك ممن اغرقه الجهل في بحر الخطيئة والوهم وهم يحسبون انهم ينصرون مذهباً وديناً قال تعالى في كتابه الكريم ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا * ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا *) . صدق الله العلي العظيم الذي جعل لنا من كتابه حبلا نتمسك به مع الولاية كي لا نحيد عن درب الحق وجعل من اياته تفسيرا للماضي والحاضر والمستقبل ، نعم لقد أُستهزىء برسول الله من قبل هؤلاء عندما استهزوا بالمقدسات ولم يقيموا لها احتراما لارض سفكت فيها دماء ابناءه عليهم السلام ً وهدروا فيها دماء المسلمين العزل افلا يستحقون ما وعدهم الله في الاية الكريمة ؟! ومن المعتدين من يفصلهم بنا حدود وممن يمكن ان تنشط معهم كلمة هجوم بمحتواها المعنوي اكثر من ملامحها القتالية وليس هروباً من كلمة قتال ومواجهة مباشرة وانما تقديراً وقراءة لواقع لا يصعب من خلاله استنتاج اننا وطن وشعب استنزف الكثير من قواه .
ولكي يكون الطرح شاملاً وموضوعيا كان لابد من الاطلاع على اراء المواطنين وصولاً الى رؤى ممكن ان تساعد فيما لو تظافرت مع جهود حكومة تعاني من فجوة بينها وبين المواطن الذي يستشعرها من خلال امور كثيرة منها اهمال لصوته الصارخ بالمطالب ولصمم الحكومة اسباب كثيرة منها لسلبية فيها ومن جانب اخر قلة وعي المواطن تجعل من الحكومة متكتمة في كثير من الامور التي يحار فيها المواطن وتقوده التساؤلات الى اتهامات وبعد عن الحقيقة وهنا بات على المواطن الارتقاء بافكاره والتمتع بالوعي الكافي لكسب ثقة الحكومة وتشجيعها على المفاتحة والمصارحة فما الفائدة ان نمن عليها باننا انتخبناها وليقوم بعض الذين لديهم من يمثلهم في الحكومة ويتصرفون بمثل ما تصرفوا في كربلاء في تناقض منقطع النظير.
ومن خلال مصادر متنوعة تباينت بين لقاءات شخصية في الداخل وقراءة لتعليقات عراقي الخارج تظهر عدة خطوط اجدها من الاهمية تسليط الضوء وان هذه الخطوط تمتاز اهميتها بانها في قلوب عدد لا يستهان به غير انهم لا يتناقشون بها لاسباب تخص المجتمع العراقي الذي بدا منغلقاً في الفترة الاخيرة لاي تسائل من أي نوع وكيفيك ان تستفهم لتتهم الالاف الاتهامات !!! مما حدا بتلك التساؤلات لان تتكرس في نفوس الاشخاص وصولا الى مرحلة انتهاجها مبدأً ومطالب رغم المغالطات الكثيرة فيها وهنا وجب الحد منها بطرق سلمية وقواعد شرح اصولية للمقابل الذي له العذر في ذلك بسبب الانغلاق الكبير في العراق والابتعاد عن الدين بنسب عالية لمقيمي الخارج .
فمنذ ان وقعت الاحداث ولنكون اكثر موضوعية منذ سقوط الصنم وظهور المراسيم الحسينية بشكل ظاهر للعيان بدئت تلك الخطوط ولتكون شيئا جديداً للشاب العراقي الذي ولد وشاب وحزب البعث متشبثون بالحكم !!!.
1- خط مستغرب للامر ولايعرف ان كان مؤيداً له ام مخالف ولايجد من يشرح له ان كان تواقاً للمعرفة وقد تجده متخوف حد ان هذه التساؤلات تضمحل شيئا فشيئا ولتنمو بدل عنها اتهامات من ذات الشخص بالتخلف والرجعية وما شاكل لكل من يؤمن بها .
2- خط ثاني يذوب فيها جهلاً وبدون اوليات وهو الاخطر ليتحول الى عدائي بوجه كل مخالف لرايه او معتقداته وليتسبب في تشويه صورة المذهب السمح وهذا الخط تحديداً هو المسؤول عن افراز من شاركو ا في احداث كربلاء .
3- خط المتعلمين والمثقفين الغير مطلع على الثقافة الدينية وهذا خط يمنعه كبريائه في محاولة الفهم رغم امتلاكه ارضية مناسبة للاستيعاب الا انه يبقى ضمن اطار المعارض الكلامي ليس الا وليس له خطر عدائي يذكر الا انه خسارة يؤسف عليها .
4- خط رابع اسال الله ان يشمل اكثر شباب العراق غير انه لم يمتص سوى من وفقه الله سواء اكان متعلم ام لا بان يكسر بابي الجهل والكبرياء ويعترف انه عاش فترة من الانغلاق لابد انها عكست عليه من السلبيات بعض الشيء ويؤمن بانه لابد ان يبحث عن الحقيقة وليس بطريقة انفرادية وانما بالايمان بشخصيات دينية ممكن ان تأخذ بديه وصولاً للحقيقة وهكذا مواصفات لشباب قليلة كونها تتطلب رغبة عميقة للبحث ومن جانب الشاب ذاته .
وبعد استعراض الخطوط نعود الى المغالطات التي ممكن ان تكتشف بانها في نفوس الكثيرين الا انهم لا يبدونها علنا فاما ان تحاصرهم بالاسئلة وصولاً لها أو انك تستنتجها معتمداً على خبايا حديثهم ومنها وهي ما سمعته وبشكل شخصي من فئات تفاوتت في المستوى العلمي والعمري فالجميع اجمع ان ما حدث في كربلاء هو بسبب الفتاوى التكفيرية وتعاون الجهلاء ممن يحسبون على المذهب غير ان بعضهم تسائل لو ان العدد كان اقل الم يكن من الاسهل السيطرة على الوضع ؟ وليقوده سؤاله الى سؤال تالي هو الحقيقي هل لابد من اقامة هذه الشعائر بهذا المستوى ؟ وهل من الضروري السير على الاقدام ؟ واعتبر اخرون ان سبب تأخر البناء والاعمار في البلد هو التوجه الى الزيارات !!! كما ان عددا كبيرا ممن يتشرفون بتلك الزيارات يقف كالصنم عندما يطعنون مذهبه بتساؤلات لو انه خصص ساعة من وقته يومياً لاجاب عليها بكل بساطة وليجد في نفسه من الثقة القدر الكافي فن الهجوم عليهم كلاميا قبل ان يحاصروه ويزرعوا فيه خيبة امل .
ولان الاسهاب في هذا الموضوع يحتاج الى العديد من البحوث والتحليلات التي تصدى لها الكثيرون مما لا مجال لذكره ابتعاداً عن تشعب يخرجنا عن جادة الفكرة الرئيسية ، اجد ان احداث كربلاء قد أفرزت الكثير من الحقائق التي لابد من التعامل معها على انها قاعدة لابد من تسويتها معرفياً ومن ثمة الانتقال الى جهة الهجوم الخارجي الذي نتعرض اليه اخذين بنظر الاعتبار اهمية الزمن في الامر ومن اهم النقاط الاساسية .
1- نشر ثقافة اهل البيت بطريقة سلسلة ومركزة جدا تهتم بالاساسيات التي لا يستند عليه عدد لا يستهان به من شبابنا وان كان هذا الخط فعالاً وبدعم المرجعية الرشيدة فالكتب التي تعتمد الاسئلة والاجوبة المركزة والكتيبات تنتشر انتشارا ناجحاً غير انه ليس كافياُ للتغطية .
2- التوجه الى الاعلام وهو ايضا خط فعال لكنه يحوي مسارين يضعفانه الاول قلة عدد القنوات مقارنة بكم الاعلام المفسد وافتقارها الى صياغة طرق جديدة لجذب فكر الشاب واعتمادها على الروتين الذي يجعلها متشابهة وان كانت محاولات للعديد من القنوات لتفادي هذه السلبية واما بالنسبة للمسار الثاني هو الهجمة الخفية التي ترمي الى تدمير فكر الشاب العراقي عن طريق اقناعه بالابتعاد عن هكذا قنوات كونها مسيسة وتدعم من قبل جهة ما والواقع ان هذا الامر ليس بالخطير بل انه واقع جميع القنوات الا انه يكون خطيرا عندما يفرز سموماً في فكر الشاب فما الضير من الاطلاق على فكر المقابل !! .
3- على الشاب ان يحاول الخروج من شرنقة الخجل من عدم المعرفة او الكبرياء الفارغ الذي لا يزده الا خسارا فالمذهب جريح وبحاجة لان نفتح ابواب العقل والقلب لضمه وبقوة.
4- الاعتقاد بل الايقان بأن الشعائر الحسينية هي من تجمع صفوفنا وهي محافل لابد ان نزهو ونفتخر بها وهذا لايكون الا بالوعي الديني الصحيح وهنا لابد من مؤسسات تعمل بكثافة في هذا الخط المهم .
و لمن يعتقد ان شعائرنا الدينية هي من تجلب الارهاب !! واننا بتخفيفها أو الغائها اصلاً يهدء وضع العراق ويعمر ويتطور وكان الامام الحسين عليه السلام والائمة الاطهار هم سبب قلة البناء والعمران !!! نقول اتقوا الله في اقوال ستحاسبون عليها في يوم الحساب ، السلام عليك يا ابا عبد الله لعمري انك مظلوم حقا حقا ولا اعلم كيف لهذه الالسن قدرة على صياغة هكذا جمل ولو انهم تفكروا قليلاً في شأن الدول واحتواءها على مهرجانات واحتفالات وكرنفالات على مدار العام وهم دول متقدمة !!!! لما قالوا ما قالوه ، انه المنطق وما ادراك ما يحصل ان غابت هذه الكلمة عن قاموس دولة !!.
الشعائر الحسينية وبكل اشكالها هي المنطلق الذي اكد عليه الائمة الاطهار والذين غاب تاريخهم عن هذه الالسن المتشدقة انها الثورة التي ترتب حياتنا لو اننا تمسكنا بها بالمنطلق السليم وبمرونة عالية وبعيدا عن التشدد في فهمها لابد من فتح افق استيعاب الفكرة السامية وان لا نسير بين متناقضين بين من يسير في منطقة ارهابية بعلم يشير انه متجها لكربلاء ووحيدا طلبا للشهادة !!! وبين من يطالب بالكف عن الشعائر الدينية !!! بين هذا وذاك تضيع الفكرة السامية .
وكلمة اخيرة موجهة الى محافظ كربلاء وكل مسؤول في كربلاء ،على غرار الوثقية التي نُشرت والتي تشير على معرفتكم بامكانية حدوث اعمال شغب الم يكن من واجبكم الابلاغ علنا عن الامر وبين جموع الزائرين ومنع دخول وفود اكثر الى قلب كربلاء أو على اقل تقدير التنويه للامر كي لا تشارك النسوة والاطفال بكم كبير يعيق حتى اعمال التصدي للامر !! اخطائكم كبيرة ولا يشفع لكم فيها امساككم بالارهابيين !! لابد من اشخاص على قدر من المسؤولية للتصدي للامر وكذلك هناك مقترح بتحديد أي محافظة تتشرف باحتواء مناسبة دينية ان تحدد مسبقا طاقتها الاستيعابية لتقبل الزوار وهذا امر مهم تحدده امكانيات هذه المحافظة من حيث الخدمات والجانب الامني وهو امر معمول به في تحديد عدد زوار بيت الله الحرام وفق الطاقة الاستيعابية لدولة ذات امكانيات هائلة لابد من التنسيق العالي جدا بين جميع المحافظات لتفادي كوارث ككارثة جسر الائمة واحداث كربلاء ولا تحملوا الامور اكثر من طاقتها استكبارا او تستخفوا بتهديد ولتكون النتيجة دماء الابرياء .
ونسال الله ان لا تتكرر هذه المأسي مستقبلا وان تتظافر الجهود للحد من أي اشكاليات واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المخلوقات محمد واله الغر الميامين
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha